نقل موقع المثقف عن مصادر صحفية في كربلاء تقريرا حول احد الاحياء الموجودة في محافظة كربلاء المقدسة وهو حيث البعث حيث اعتبرته الاخطر على الامن في المحافظة
ويقول التقرير انه لا يخفي اهالي كربلاء تذمّرهم من المشاكل الأمنية التي تظهر بين الحين والآخر في حي البعث الذي يطلقون عليه اسم «حيّ الميليشيات « وتنظر إليه السلطات الأمنية في المحافظة على أنه مصدر للاضطرابات.
ويسكن هذا الحيّ الذي احتفظ باسمه «البعث» على رغم تغييره رسميا الى «حي الغدير»، خليط غير متجانس من أصحاب المهن وأبناء البادية والمتسولين وبائعي الوقود على العربات التي تجرها الخيول، ويشتهر بأسواق الخردة والسلع المستعملة، ويعدّ معقلا للميليشيات والتيارات المتشددة هناك.
كان هذا الحيّ ملجأ لأبناء البادية خلال الشتاء في ستّينات القرن الماضي، بنوا فيه بيوتا من الصفيح للاحتماء من المطر والبرد، وكانوا يغادرونه خلال الصيف. وكان اسمه حي «التنك» آنذاك. ومع تزايد عدد بيوت الصفيح تحول المكان إلى حيّ سكني صغير، بعدما لجأ اليه فقراء من المدينة وخارجها أقاموا فيه بيوتاً من الطين والاسمنت، عندما أقدمت الحكومة على تمليك المنازل ساكنيها شرط تشييد منازل تتماشى مع الطابع الحضري.
ولم يقتصر هذا التغيير على طابع الحيّ بل امتد إلى اسمه الذي تحوّل من حي التنك إلى حي البعث ثم عاد ليتغير إلى حيّ الغدير بعد سقوط نظام صدام حسين.
وبعد مرور عامين على سقوط نظام صدام تحول الحيّ إلى اكبر معقل لـ «جيش المهدي»، حيث تتهم السلطات المحلية في كربلاء سكانه بإيواء الميليشيات والخارجين عن القانون والعصابات. ويؤكد رحمن مشاوي، مدير دائرة الاعلام في الشرطة لـصحيفة الحياة ان «حي البعث يقع ضمن دائرة الأحياء الفقيرة في المحافظة وان أكثر من 60 في المئة من المنازل تعود إلى الدولة ولم يتم تمليكها لساكنيها».
ويقول إن «البطالة التي يعاني منها شباب الحيّ دفعتهم إلى الانتساب إلى الميليشيات المسلحة والجماعات الخارجة عن القانون والعمل معها لكسب الرزق». مشيرا إلى «العثور على كميات كبيرة من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة فضلا عن الهاونات الثقيلة والأسلحة الحديثة الصنع داخل الحيّ».
وتشير الإحصاءات الرسمية في المحافظة الى أن أكثر من نصف مخابئ الأسلحة التابعة للميليشيات والتنظيمات السرية مثل «جند السماء»، تمّ العثور عليها في ثلاثة أحياء رئيسة في المحافظة هي حيّ البعث والحي العسكري وحي الطاقة وهي من الأحياء التي تشتهر بفقرها. كما تشير أن ثلاثة أرباع المعتقلين بسبب انتسابهم إلى تنظيمات خارجة عن القانون هم من الأحياء المذكورة وان حيّ البعث يحتل مركز الصدارة في هذا الجانب.
وتؤكد تقارير هيئة المساحة في كربلاء أن مساحة حيّ البعث تعادل ضعفي مساحة باقي الأحياء النظامية في المحافظة بسبب امتداد بيوته على مساحات واسعة من الأراضي المحيطة بالحيّ، كما انه من أكثر الأحياء التي تشهد تغييرا مستمرا في طبيعة السكان لان غالبية ساكنيه من المستأجرين. وتلجأ إليه بعض العائلات الفقيرة والمهجّرة.
https://telegram.me/buratha