التقارير

عودة طالبان: تأمّلات في الحدث..ما بعد حكومة تصريف الأعمال(1)


  ادريس هاني ||   - لنقرأ خطاب الإعلام هذه الأيام حول طالبان، ونقيسه بالخطاب حول الحوثي، والحشد الشعبي، والمقاومة في لبنان، والحراك الشعبي في البحرين، لقد عودنا الإعلام نفسه على التشكيك في وطنيتهم وانتمائهم حتى كادوا يسحبون منهم الجنسية، لكن، كل الحديث اليوم حول طالبان يدور حول أنهم جزء من الشعب الأفغاني، هذا في حين أنّ المشكلة ليست أنهم من الشعب، بل لأنهم أسوأ من في الشعب. - إن كان لا يوجد منافس لطالبان اليوم، فهذا وضع لا يطول، وستعجل أساليب طالبان للهيمنة على أفغانستان بإعادة تسليح قوى مناهضة. إن طالبان تستغل تجريد الشعب الأفغاني من سلاحه، لأنه خرج توا من الاحتلال خاوي الوفاض، وهذا أمر مقصود. - كيف يمكن لمتطرف أن يبني دولة؟ إنّ أكبر قياداتهم لا يمتلكون فقها حقيقيا وهم يعتبرون ترديد إنشاء بالعربية يكفي لجعلهم فقهاء دولة، إنّ طالبان تسعى لرهن أفغانستان لمجتمع اللاّدولة. - وجود خمسة مسؤولين من تنظيم طالبان في حكومة تصريف الأعمال من معتقلي غوانتانامو، تأكيد على أنّ هناك انقلاب في كليشهات الإرهاب الدولي، هذا يعني أنّ طالبان لم تعد العدو الأكبر للولايات المتحدة، لا سيما وهي تتطلع إلى علاقات متطورة معها، كما أنّ السمعة السيئة لغوانتانامو غيرتها شهادات حسن السلوك  برسم العهد الجديد. - هناك مأزق فقهي يضعنا أمام مفارقة فائقة، لقد تقدمت التنظيمات المنشقة عن القاعدة ببيانات تبارك فيها لانتصار طالبان. وفي عنق القاعدة ليس فقط ولاء طبيعي بحكم الاشتراك في النظرة إلى العالم والشريعة، بل هناك التزام تفرضه شريعة البيعة. وهنا، يبدو أنّنا لأول مرّة أمام وضعية جماعة تبايع طالبان، وطالبان تتبرّأ منها، هل ستفرض طالبان على القاعدة الدخول في دورة المجاملة والمراجعة؟ - لا زالت الحرب قائمة في بنجشير، لقد أُعطيت تعليمات للإعلام بأن لا ينقل تفاصيل هذه المعركة، لا شيء يجب أن يشوش على طالبان، وجب أن ننتظر النتيجة لكي يُقال بأن طالبان استُقبلت بالورود من قبل الأهالي، لكن المقاومة في وادي بنجشير مستمرة، تعلن جبهة المقاومة الوطنية بأنها استرجعت حتى الآن ثلاث مناطق. هذه معركة حامية الوطيس، لكنها غير منقولة في وسائل إعلام عوّدتنا على تهويل النزاع في سوريا والعراق وغيرها من مناطق التوتّر. - تتضمن حكومة تصريف أعمال وزارة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، المجتمع الأفغاني قلق، هل تغيرت رؤية طالبان للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ هل يوجد منكر أكبر من فرض الهيمنة الآحادية على الشعب الأفغاني؟  - وجود صمت مطبق حول سلوك طالبان لا يعني غياب التدمّر، ربما أحيانا وجدنا بعضا من تعبيراته كالذي رأيناه في تصريح سعيد خطيب زادة الناطق باسم الخارجية الإيرانية، حيث أشار إلى وجود تدخّل خارجي، وهو ما يعني بطريقة ما الإشارة إلى دور باكستان في الهجوم على بنجشير، وإشارة أيضا إلى الطائرات المسيرة في القصف، ناهيك عن سياسة تجويع الطاجيك. - بين قوى الطاجيك وطالبان ثأر لا يمكن أن يتم تجاهله. فمفهوم الدولة ليس جدّيا لدى طالبان، لأنها تنظر إليها كإمارة. لقد قتلت القاعدة حليفة طالبان والد أحمد شاه مسعود، وهو يواصل مهمة أبيه الذي قاوم طالبان مقاومة شرسة. إنّ بنجشير هي فصل المقال ما بين طالبان والطاجيك، وعلى هذه المعركة يتوقف مصير أفغانستان. ادريس هاني:11/9/2021
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك