جميل الحسن
بعد قرار مقتدى الصدر بتجميد عناصر جيش المهدي، بدأت الكثير من المناطق في بغداد تتعرض الى موجات كبيرة ومتواصلة من عمليات السرقة والاختطاف، اذ تعرضت العديد من المنازل في مناطق الثورة وحي اور والشعب وحي العامل الى عمليات سرقة منظمة قامت بها عناصر مسلحة تنتمي الى جيش المهدي وهي معروفة ومشخصة من قبل ابناء المنطقة الذين قاموا بمراجعة هذه المكاتب لتزويدها باسماء هؤلاء اللصوص من اجل ردعهم، الا انهم فوجئوا بردود افعال قاسية من قبل المسؤولين في هذه المكاتب الذين انكروا كالمعتاد وجود اية صلات بهم في الوقت الذي مايزال فيه المواطنون يؤكدون بان هؤلاء اللصوص مايزالون يترددون على هذه المكاتب ويمارسون اعمالهم فيها وبحسب احد المواطنين فانه فوجئ باحد الليالي بقيام عنصرين مسلحين باقتحام حديقة داره اذ كانت توجد فيها بعض القطع والاثاث وقيامهم بنقلها الى الخارج، وكذلك قيامهم بالسطو على سطح منزل جاره وسرقة ما موجود فيها من ملابس وافرشة واغطية، كما اكد هذا المواطن تعرض الحي الذي يسكنه الى عمليات سرقة مستمرة شملت كل ما بالامكان انتشاله بعد تسور الابواب والاسيجة واقتحامها في الوقت الذي يخشى فيه السكان من التصدي لهؤلاء اللصوص خشية تعرضهم لاعمال انتقامية،
فيما اكد سكان احدى المناطق الراقية شرق العاصمة بغداد الى تعرض الموظفات فيها واثناء توجههن للعمل صباحاً الى عمليات تسليب قامت بها عناصر مسلحة تابعة لمكتب الصدر في احد المناطق المجاورة، اذ تم فيها سلب حقائب اليد وهواتف الموبايل مع توجيه واطلاق الشتائم عليهن بحجة عدم التزامهن بالزي الاسلامي الشرعي وتهديدهن مما اضطر الكثير منهن الى التغيب عن الدوام خشية تعرضهن الى عمليات خطف وقتل، كما اكد شهود عيان ايضاً قيام عناصر جيش المهدي بتهديد عناصر قوات المغاوير التابعة لوزارة الداخلية ومنعها من العمل داخل المناطق وقيامها باختطاف عدة عناصر منها ومساومة ذويهم على مبالغ مالية مقابل الموافقة على اطلاق سراحهم،
كما ان العديد من المنازل والدور التابعة لعناصر في جيش المهدي باتت مخازن للادوية المسروقة والمهربة من مخازن وزارة الصحة والتي كانت تحت سيطرة التيار الصدري في السابق والتي مايزال قسم كبير من موظفيها من اتباع هذا التيار، فضلاً عن سيطرة عناصر التيار على المستشفيات بالكامل في مناطق الثورة والشعلة، اذ يتولى مشايخ من عناصر المكاتب بالاشراف الاداري على هذه المستشفيات وقد شاهدت بام عيني احد هؤلاء الشيوخ التابعين للمكتب وهو يجلس الى جانب كاتب التسجيل في المستشفى الجمهوري في الثورة للاشراف على توزيع الادوية للمرضى بالرغم من اعتراضات المواطنين باعتبار ان هذا الشيخ ليس صيدلانياً او مختصاً بالادوية،
كما ان منطقة الحرية تشهد هذه الايام صراعات مسلحة بين عناصر جيش المهدي بهدف الاستحواذ على مبالغ واموال الايجارات التي تقوم هذه العناصر بجمعها من اصحاب المحلات التجارية والتي تقدر بملايين الدنانير شهرياً اذ يدور صراع معلن بين هذه المجاميع حالياً من اجل الاستحواذ على هذه الاموال، فضلاً عن قيام عناصر جيش المهدي بفرض الاتاوات على اصحاب المكاتب والشركات التجارية في منطقة جميلة التجارية وكذلك فرض مبالغ مالية على اصحاب الشاحنات التي تدخل الى المنطقة مقابل مبالغ السماح لها بالدخول الى الاسواق وتقوم عناصر تابعة للمكتب مقيمة في اسواق جميلة ليلاً ونهاراً بفرض المبالغ والاتاوات على اصحاب المحال والشاحنات لقاء السماح لها بممارسة انشطتها التجارية وفي حالة الامتناع وعدم تقديم المبالغ المالية المطلوبة فان مصير هؤلاء الاشخاص سوف يكون الاختطاف ومن ثم القتل واي شخص لايستجيب لمطالب جيش المهدي المالية داخل منطقة جميلة التجارية سوف يكون مصيره مجهولاً ، كل هذه الجرائم والانتهاكات تجري حالياً وبنشاط واسع بالرغم من صدور قرار التجميد، فما بالك لو يكن هناك تجميد لهذه العناصر، وبمباركة واضحة ومعلنة من قبل المسؤولين في المكاتب.
https://telegram.me/buratha