التقارير

ما الذي فعلته الوزيرة الباكستانيّة شيرين مزاري من أجل رسول الله"ص"؟!

1641 2020-11-25

 

متابعة ـ سرى العبيدي||

 

🟨 هل أخطأت شيرين مزاري الوزيرة الباكستانيّة عندما شبّهت مُعاملة ماكرون للمُسلمين في فرنسا بمُعاملة هتلر لليهود؟ وما السّؤال الذي نُوجّهه إليه ولا نتوقّع أن يُجيب عليه؟

 

▪️تشهد العلاقات الباكستانيّة الفرنسيّة حالةً من التوتّر في طورها للتّصاعد على أرضيّة ردّ الفِعل الباكستاني، الرسمي والشعبي، الغاضِب تُجاه دعم الرئيس إيمانويل ماكرون نشر رسوم كاريكاتوريّة مُسيئة للرّسول محمد (ﷺ) تحت ذريعة “حُريّة التّعبير”، وهو الموقف الذي أثار حالةً من الغضب في العالم الإسلاميّ، جرى ترجمتها في شنّ حملة لمُقاطعة البضائع الفرنسيّة.

 

▪️السيّدة شيرين مزاري، وزيرة حُقوق الإنسان في باكستان، أثارت غضب الحُكومة الفرنسيّة عندما نشرت على حِسابها على “التويتر” تغريدةً شبّهت فيها الرئيس ماكرون بأدولف هتلر، وقالت فيها “إنّ أطفال المُسلمين في المدارس الفرنسيّة سيُجبَرون على حمل بِطاقات هُويّة دُون زملائهم الآخرين، تمامًا مثلما جرى إجبار اليهود على وضع النّجمة الصّفراء على ملابسهم لبيان ديانتهم في زَمنِ الحُكم النّازي”.

 

▪️هذه التّغريدة دفعت وزارة الخارجيّة الفرنسيّة إلى تقديم احتجاجٍ رسميٍّ إلى الحُكومة الباكستانيّة والمُطالبة بسحب هذه التّغريدة، ولكنّ هذا الطّلب لم يلقَ أيّ تجاوب في وقتٍ تمسّكت فيه الوزيرة بها، حتّى كتابة هذه السّطور.

 

▪️ربّما يُجادل البعض بأنّ الوزيرة مزاري بالغت في مُقارنتها الرئيس ماكرون بزعيم النازيّة، لأنّ هذه المُقارنة في غيرِ محلّها، ولكن يرى البعض الآخر وهُم الأكثريّة في العالم الإسلامي، أنّ الرئيس الفرنسي تجاوز كُلّ الحُدود عندما تطاول على رسول عقيدة يعتنقها حواليّ مِلياريّ مُسلم عندما وقف في خندق المُتطاولين عليه، وفرَض إجراءات ذات طابع عُنصري على حواليّ عشرة ملايين مُسلم فرنسي، أبرزها حظر الحِجاب، والنّقاب، والتّمييز بين التّلاميذ المُسلمين وأقرانهم في المدارس الفرنسيّة.

 

▪️الرئيس ماكرون ارتكب خطيئةً كُبرى من الصّعب نِسيانها، أو غُفرانها، عندما قرّر الوقوف في خندق اليمين المُتطرّف لأسبابٍ انتخابيّةٍ، واستَهداف الجالية الإسلاميّة وثقافتها وعقيدتها، ورفض كُل الدّعوات بالتّراجع أو الاعتِذار عن مواقفه ذات الطّابع العُنصري التّمييزي ضدّها، وذهَب إلى ما هو أبعد من ذلك بمُحاولة فرض قِيادات ومَواثيق عمل عليها ومساجدها، تحت ذريعة مُحاربة التطرّف، وبطريقةٍ استفزازيّةٍ لم تُقدِم على مِثلها مُعظم الدّول الـ 28 الأعضاء في الاتّحاد الأوروبي.

 

▪️نختم هذه الافتتاحيّة بتوجيه سُؤالٍ إلى الرئيس ماكرون، فإذا كان يعتبر أنّ الرّسومات الفاضِحَة، والخارجة عن الأدب، التي تطاولت على الرّسول ﷺ حقٌّ مشروعٌ لِمَن يقفون خلفها لأنّها تأتي في إطار “حُريّة التّعبير” التي هي جُزءٌ أساسيٌّ من الثّقافة الليبراليّة الفرنسيّة، أليس ما أقدمت عليه السيّدة شيرين مزاري الوزيرة الباكستانيّة لم يَخرُج عن هذه القاعدة نفسها، أيّ أنّها مارست حقّها في حُريّة التّعبير أيضًا؟ أم أنّه يرى هذا الحق لا ينطبق عليها باعتِبارها مُسلمةً وباكستانيّةً وغير بيضاء؟

▪️نتمنّى أن نتلقّى إجابةَ الرئيس الفرنسي على هذا السّؤال، وإن كُنّا نعتقد أنّ انتِظارنا سيطول، أو حتى لن يأتي أبدًا، وهذا هو المُرجّح.

 

✅ إخبارية ثقافية عن رأي اليوم_

 

  🌐 إخبارية ثقافية - قسم الرصد - مركز الإسلام الأصيل

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك