التقارير

العراق مع وجود الحشد الشعبي ومن دون وجوده!

9032 2020-10-16

 

متابعة ـ عمار الجادر||

 

24 April 2019, Iraq, Baghdad: An armed member of the Iraqi Special Operations Forces secures the premises where a conference is being held by the predominantly Shia Muslim Popular Mobilization Forces (PMF) to honour Iranian fighters who died fighting the so-called Islamic State (IS) terror group. Photo: Ameer Al Mohammedaw/dpa (Photo by Ameer Al Mohammedaw/picture alliance via Getty Images)

الخبر:

على الرغم من اتفاق رئيس الوزراء العراقي مع المسؤولين في منطقة كردستان العراق بخصوص مدينة سنجار الا أن الانتقادات لهذا الاتفاق واسعة.

التحليل:

في مقدمة الذين اعترضوا على هذا الاتفاق هم الاهالي والمسؤولين في سنجار وعزوا اعتراضهم الى أن الأكراد تخلوا عنهم عندما هاجمتهم داعش في عام 2014 الأمر الذي أدى الى سقوط المدينة ووقوع الكوارث الانسانية في هذه المنطقة، بينما يعتقد هؤلاء أن تحرير سنجار من داعش جاء على يد الحشد الشعبي والتضحيات التي قدمها.

والاعتراض لم يقتصر على الاهالي والمسؤولين في سنجار فالى جانب هؤلاء انتقد الكثير من السياسيين العراقيين الاتفاق ورأوا أن ابعاد الحشد الشعبي عن المعادلات الامنية خسارة كبيرة، ومن الصعب توفير الأمن والاستقرار في العراق من دون مؤسسة الحشد الشعبي الرسمية.

غير أن الحقيقة التي لا يمكن اخفائها هي أن الولايات المتحدة الأميركية نفذت خاصة بعد ابعاد العراق عن شبح تهديدات داعش الرئيسية؛ العديد من الخطط لافراغ هذه المؤسسة الشعبية من محتواها وفي نهاية المطاف تصفية هذه المؤسسة، وفي هذا الاطار بذلت مساع حثيثة لاثارة الخلافات بين فصائل الحشد وأركانه، وكذلك السعي لايجاد الهوة وتوسيعها بين الحشد والشعب العراقي وبرز ذلك بشكل واضح خلال التظاهرات التي شهدها العراق في الآونة الأخيرة، وأيضا السعي الى نزع أسلحة الحشد الشعبي وتحويله الى قوة لا تمتلك أي تأثير، غير أن هذه المساعي لم تجد، وعندما وصلت الادارة الأميركية الى قناعة عقم مساعيها، بدأت مشروعا جديدا في انهاء وجود قوات الحشد الشعبي من المناطق التي بأمس الحاجة اليها.

الحكومة العراقية الجديدة تنفذ هذا المخطط في الوقت الذي اتفقت فيه القوى السياسية الداعمة لها على أن تكون أولويتها هي تحسين الوضع المعيشي للشعب وتوفير الظروف اللازمة لطرد القوات الأجنبية من العراق، بينما جعلت هذه الحكومة من أولوياتها اخراج قوات المقاومة العراقية من المنطقة الخضراء وابعادها عن المطار، وتعززت هذه الرؤية تجاه الحكومة بالاتفاق الذي أبرمته حول قضية سنجار، ويقال أن الحكومة ستواصل تنفيذ المخطط في مناطق أخرى كجرف الصخر، والملفت ان الحكومة قامت قبل ذلك بخطوات لتهميش دور الفصائل التي تصون أمن العراق من المناطق الحدودية، هذا في الوقت الذي تدخل فيه قضية اطلاق سراح سجناء داعش لدى “قسد” في سورية مرحلة جديدة في كل يوم، ووفقا لآخر الأنباء فانه من بين العشرة آلاف داعشي المعتقلين سيتم اطلاق سراح 4 آلاف منهم دفعة واحدة، والغريب في ذلك أن قيادات داعش الذين كانوا معتقلين في شمال سورية اطلق سراحهم وانهم تحركوا نحو العراق.

وفي هذا الاطار، وفي الوقت الذي تؤكد فيه بعض التسريبات أن السفارة الأميركية خالية من العاملين، وأن الأكراد لا يكسبوا شيئا من ملف توفير الأمن في سنجار، وأن الانتخابات العراقية قريبة؛ فإن بعض المراقبين للشأن العراقي يعتقدون أن اتفاق سنجار وراءه أهداف سياسية وانتخابية، والمثير في كل ذلك أن مدينة سنجار لم تكن يوما من المناطق المختلف عليها بين الكرد والحكومة المركزية في العراق، لتقفز على سلم أولويات الطرفين.

ومما لاشك فيه ان هذه القضايا تقع في الوقت الذي بُذلت قبلها مساع حثيثة رافقتها حرب نفسية ضروس لتشويه صورة المقاومة العراقية على انها هي التي تخل بأمن العراق واستقراره، وأبرز الأحداث التي وقعت في هذا الاطار هو الهجوم الذي شنه مسلحون مجهولون قبل 10 ايام على منزل في منطقة الرضوانية في بغداد، والى جانب ذلك الهجمات التي وقعت ضد المقرات والبعثات الدبلوماسية.

ما يجري حاليا في العراق هو مسعى يرمي الى اثارة قضايا هامشية لتختفي معها القضايا الرئيسية والاساسية وما يطالب به الشعب العراقي، بينما كانت فطنة وذكاء الأركان الثلاث في العراق وهي، الشعب والمرجعية والمقاومة تحبط فيه أحابيل المؤامرات والمتآمرين.

 

Short URL :

http://alasrmag.com/?p=5918

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك