ولا يختلف الواقع الصحي في محافظة كربلاء عن باقي المؤسسات الخدمية في المحافظات الا في انه يحتل اولوية متقدمة على بعضها اذا ما اردنا ان نصنفها حسب الاولويات ولم يكن حال الواقع الصحي في المحافظة بمنأى عن الاعباء الثقال التي القاها على كاهله زمن ما انفكت ازماته تتكرر لتجدد كل حين معاناة المواطن صاحب الشان الاول والارتباط الاوثق بمستوى الخدمات الطبية فهو المريض وهو المراجع وهو الباحث عن الدواء في صيدليات اهلية. الا ان صيحات بدت تلوح في الافق من بعض المواطنين مفادها ان الرقابة الصحية على الادوية في الصيدليات الاهلية لا تقوم بواجبها اضافة الى ارتفاع اسعار الادوية مقابل دخل متدني للمواطن وعدم وجود تامين صحي له وكذلك لاعلاقة لمن يبيع الادوية في الصيدليات بهذه المهنة عدى الاجازة الي سجلت وهي وحدها تخضع للشروط المطلوبة. الملف برس تابعت هذه المشكلة واستطلعت اراء بعض المعنيين فيها .
يقول (احمد عدنان جاسم ) صاحب صيدلة فدك .هناك الكثير من الشركات المصنعة للادوية في العالم ونحن نستورد الادوية مباشرة وانما نحصل عليها من مذاخر كربلاء مضيفا ان هناك رقابة صحية على الصيدلية من دائرة الصحة في كربلاء علما ان من يعمل في صيدليتنا مؤهلا في المستشفى لمدة سنة لديه تدرج طبي وهو حاصل على شهادة خبرة من المستشفى وهي احد الشروط الواجب توفرها حتى يسمح له بفتح صيدلية مشيرا الى ان بعض العيادات الطبية تقوم باعطاء المريض او المراجع الدواء اللازم من دون الرجوع الى الصيدلية وهذه العيادات الطبية لا توجد فيها رقابة على الادوية التي تعطى للمراجعين من صاحب العيادة .
اما الصيدلاني (علي كريم صاحب ) صيدلية سلسبيل يقول اننا نحصل على الادوية من مذاخر كربلاء الاهلية وهناك رقابة صحية على الادوية التي يبيعها في صيدليته ، وعن نقص الادوية في المستشفيات ووجودها في الصيدليات الاهلية فقال ان السبب يعود الى وزارة الصحة لعدم تجهيز المستشفيات بالادوية (M.O.H) وهذه الادوية خاصة للمستشفيات الحكومية اما الصيدليات الاهلية فانها تجهز احتياجاتها من الادوية من مذاخر اهلية ولا يجوز لها ان تمتلك الادوية التي تحمل علامة M.O.H مؤكدا على ان العاملين في الصيدلية ممن يمتلكون شهادات في هذا الاختصاص وبعد اكمالهم التدريج الطبي في المستشفى ومعايشة الحالة في القرى والارياف يسمح لهم بفتح صيدلية.
وعن الادوية نادرة الوجود يقول (علي كريم )ان الندرة تكمن في المنشأ وليس في النوع ولاسيما المناشئ السوسرية والايطالية والفرنسية والانكليزية لارتفاع اسعارها اما الادوية المتوفرة لدينا في الصيدلية فهي الهندية والصينية والسورية والاماراتية والمصرية وكرر (علاء حسين لطيف ) صاحب صيدلية نور الزهراء ذات الكلام .
والكثير من المواطنين يشعرون بآلام الشراء اكثر من آلام الأمراض فالمواطن يذهب مضطراً الى شراء الأدوية بعد أستشارة الطبيب فمثلاً يقول المواطن ( صكر رهيف )تعرضت قبل فترة الى حروق في يدي وعلى أثر ذلك نصحني الطبيب بضرورة استخدام دهون لترطيب مكان الحروق للإسراع في شفائها وبالفعل فقد كنت في كل يوم أقوم بشراء علبة دهون مرطبة فأشتريت مثلاً من إحدى الصيدليات العلبة بـ750 دينار ومن صيدلية أخرى ألف دينار حتى وصلت الى إحدى الصيدليات وقمت بشرائها بـ1500 دينار رغم إنها تحمل نفس المواصفات ونفس الاسم . اما المواطن ( سكر خنياب )فيقول أنا مصاب بمرض الفقرات المزمن واقوم بشراء ( كبسول ) يتراوح سعره بين 15 ألف الى 30 ألف في بعض الصيدليات بسبب عدم وجود رقابة ولا خوف ولا ضمير فكيف بحال الفقراء .
لكن المواطن (عقيل حبيب ) يقول ان بعض الصيدليات تبيع بعض الأدوية التي هي رخيصة بالأصل بسعر أكثر من المقرر فمثلاً حقنة الفولتارين ذات السعر 250 دينار تباع بـ1250 دينار وهكذا لكننا في أحيان كثيرة نبتعد عن شراء الأدوية باستعمال الأعشاب الطبية خاصة في ايام الشتاء الذي تكثر فيه أمراض البرد . لكن المواطن ( فليح ناصر ) فيخالف الجميع في الرأي ويقول..إننا نعاني بصورة كبيرة من الوصول الى الأطباء بسبب زحمة السفر وكثرة أعداد المرضى ووجود الصيدليات أفادنا كثيراً حيث إننا نحصل على أي دواء دون عناء صباحاً ومساءا .
يقول الدكتور (علاء بدير ) مدير عام صحة كربلاء أن هناك شحة في الأدوية وخاصة في المستشفيات ولكن المؤكد أن هذه الشحة غير موجودة في الصيدليات الأهلية وهي متوفرة على الدوام والسبب الرئيس وراء ذلك أن وزارة الصحة لا تسمح بشراء الأدوية من الصيدليات ومن ثم توزيعها على المستشفيات الحكومية وربما يسأل سائل .عن السبب بأن هذه الأدوية اي التي تتوفر في الصيدليات الأهلية هي غير خاضعة للرقابة الصحية ونحن لا نستطيع أن نقارن الأدوية مع المواد الغذائية لأن خطر الأدوية كبير جداً ويجب التعامل معها بحذر ولذلك فأن بعض أصحاب الصيدليات يقومون بجلب الأدوية من مناشيء مختلفة وغير موثوق بها وهمهم الوحيد هو الحصول على ربح أكثر والأدوية الموجودة في الصيدليات تستوردها شركات اهلية وكل شركة تضع السعر الذي يعجبها اما الشركات الرصينة والمعروفة فأسعار أدويتها مرتفعة وليس هناك إشكال في شراء الأدوية واضاف( بدير ) إذا كان مفحوصاً ولذلك فإن دوائر الصحة لا يمكن أن تقوم بشراء أدوية من غير الشركة العامة والمكاتب التابعة لها لأنها مرخصة من قبل وزارة الصحة وهي التي تقوم بفحص الأدوية وهذا السبب الرئيس الذي يجعل دوائرنا تعاني من الشحة لأن الأدوية تأتي من مصدر واحد .
وعن الأدوية التي تحصل عليها الدوائر الصحية في كربلاء قال مدير عام صحة كربلاء..إننا لا نتسلم الآن اي أدوية طبية من المنظمات الانسانية خوفاً من انتقال بعض الأمراض اضافة الى عدم معرفتنا بمصادر هذه الأدوية .
واوضح بدير لقد ظهرت مشكلة أخرى أضيفت الى مشاكل محافظة كربلاء وهي كثرة اعداد العوائل النازحة والمهجرة اليها والتي أثرت بشكل كبير على الوضع الصحي حيث ان وجود هذه لعوائل مع وجود المراجعين من الأقضية والنواحي القريبة من محافظة كربلاء والتي هي أصلاً لم تتبع جغرافياً الى كربلاء أثر بشكل كبير على نقص الأدوية وجعل المراكز الصحية في دوامة وعدم وجود مستشفيات سوى مستشفى الحسين العام الذي يستقبل آلاف المراجعين والذين هم بحاجة ماسة الى الحصول على الأدوية والعلاجات ناهيك عن وجود الأعداد الهائلة التي تصل كربلاء خلال الزيارات المليونية ورغم مطالبتنا المستمرة من وزارة الصحة بأعطاء كربلاء حصة أكبر وحساب الأعداد الهائلة للسكان إلا أن ذلك لم يحصل .
ومن اجل توفير خدمة أكبر للزائرين فقد بادرت دوائرنا الصحية بإنشاء مركز صحي للزائرين اطلق عليه (مركز الحسين الصحي للزائرين) وموقعه في مركز المدينة ويضم صالة طوارئ و8 أسرة ويستقبل الحالات المرضية خلال أيام الزيارات ويضم كادر طبي يتألف من 48 منتسبا ويكون العمل فيه ليل نهار بدون توقف إضافة الى وجود خدمات الرعاية الصحية واللقاحات والصحة المدرسية ومركز لفحص الوافدين وقد تم بناءه وفق أحدث التصاميم النموذجية ويستقبل الحالات المرضية وقد تم تأهيل هذا المركز بجهود وزير الصحة والاهتمام الدائم والمتابعة الميدانية للدكتور عقيل الخزعلي محافظ كربلاء وجهود رئيس وأعضاء مجلس المحافظة .اما ما يخص الصيدليات التي تفتح صباحاً فأن الدوائر الصحية قد خولت المتقاعدين من الصيادلة بفتح صيدلياتهم صباحاً فقط ..
موقع نون
https://telegram.me/buratha