* كتابة: م.م. صفد حسام حمودي – مركز جامعة بغداد
بمشاركة فاعلة من هيئة المستشارين بمجلس الوزراء , وعدد من لجان مجلس النواب العراقي, وعدد من الوزارات, يناقش مركز التطوير والتعليم المستمر بجامعة بغداد, في عدد من البحوث والأوراق, أخلاق التعليم الجامعي, لإبراز الجوانب الأخلاقية في مهنة التدريس الجامعي, ومدى انعكاسها في مخرجات التعليم, والدعوة إلى مدونة أخلاقية تعنى بوظيفة الأستاذ الجامعي, لما له من دور حيوي في بناء المجتمع العراقي.
وقال الدكتور بهاء إبراهيم كاظم مدير المركز, إن ندوة كبرى يجري الإعداد لها من قبل عدد من تدريسيي وباحثي جامعة بغداد, لمناقشة أخلاقيات التعليم الجامعي, والتقدم بتوصيات ورؤى, تتضمن محاور هي: (( أخلاقيات التدريس الجامعي, واخلاقيات البحث العلمي, وأخلاقيات الطالب الجامعي, واخلاقيات الإدارة الجامعية, واخلاقيات المجتمع الجامعي, واخلاقيات مهنة التعليم بين التشريع القانوني والتطبيق)), وان تلك المحاور سيبحثها المركز بمشاركة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي, وهيئة النزاهة العامة, ووزارة التربية, ووزارة العلوم والتكنولوجيا, ووزارة حقوق الإنسان, والكليات والمعاهد, والمراكز البحثية العلمية, واتحاد طلبة الجامعات, والروابط المختصة بالتدريسيين.
وقال د. بهاء إبراهيم : إن لجنة تحضيرية شكلت للتصدي لتلك المهام, برئاسته, وعضوية د. شاكر عبد مرزوق, و م.م. سالم حميد, و م.م. صفد حسام حمودي, و م.م. هاجر محمود, و م.م. منتهى عبد الكريم, و م.م. عادل عبد الرزاق, وداليا عبد المهدي, وتغرير عبد المجيد, وان الندوة ستهدف أيضا إلى تسليط الضوء على فروض المرحلة الراهنة, لبيان حاجتها إلى بناء إستراتيجية أخلاقية في المنظومة التعليمية, والربط بين المكانة العلمية والأخلاقية للطالب الجامعي لبناء الشخصية الجامعية, وصيانة حرمة الجامعة والأساليب الأخلاقية المطلوبة ضمن العمل العلمي والإداري للجامعة, وصيانة حرمة الجامعة والأساليب الأخلاقية المطلوبة ضمن العمل العلمي والإداري للجامعة.
من ناحيته قال د. رائد بايش الركابي, التدريسي في كلية التربية للبنات بجامعة بغداد, واحد الباحثين المشاركين في الندوة: إن "تخليق" الحياة ضرورة إنسانية واجتماعية لا مناص منها. لذا فأخلاقية المهنة في المجال التربوي, يعتبر في صميم التوجه الأخلاقي العام في حياة الشعوب والأمم. فبدون تخليق الحياة العملية نكون قد حكمنا على أنفسنا بالضياع والانحطاط والتخلف, ومن هنا يمكن تعريف أخلاقيات مهنة التدريس بأنها السجايا الحميدة والسلوكيات الفاضلة التي يتعين أن يتحلى بها العاملون في حقل التعليم العام فكراً وسلوكاً أمام الله ثم أمام ولاة الأمر وأمام أنفسهم والآخرين ، وترتب عليهم واجبات أخلاقية.
الركابي أضاف في معرض تبيانه لأهمية الندوة: إن المدرس كان يتمتع قديما، في المجتمع العربي عموما وفي المجتمع العراقي على الخصوص باحترام وتقدير كبيرين، حيث كان يلعب دور المرشد والموجه والمؤطر لجميع الأنشطة التي تتردد على المدرسة أو الجامعة أو المجتمع؛ ويعلمهم مبادئ المعرفة والأخلاق، ويشاطر السكان أفراحهم وأحزانهم، وكان المدرس مقابل هذا الحضور الإيجابي محط تقدير واعتزاز باعتباره أمينا على القيم الأخلاقية، بالإضافة إلى كونه قدوة للصغار بسلوكه وإشعاعه داخل المؤسسة وخارجها.
لقد اقترنت التربية عند سائر الأمم بتنشئة الأطفال وفق القواعد الأخلاقية والقيم التي يقرها المجتمع، إلا أن البعد الأخلاقي اضمحل في العقود الأخيرة، بحيث أن المدنية المعاصرة فرضت قيما أخرى غير القيم الأخلاقية، فسادت النزاعات المادية على العقول والنفوس، ولم تعد ظروف العيش تضمن للمدرس الاطمئنان على مستقبله ومستقبل أفراد أسرته، فبدأ مركزه الاجتماعي يتقلص في العقود الأخيرة بفعل عدة عوامل وضغوط، واهتزت مكانة المدرس في المجتمع، وانتقلت من التقدير والاحترام إلى اللامبالاة والإهمال لاسيما خلال العقود الماضية وما خلفته الحروب العبثية التي مرت بها البلاد وما تبعه من تدمير وتشويه لصورة المعلم الاجتماعية والاعتبارية والاقتصادية فضلا عن ظاهرة الساعات الإضافية والتدريس الخصوص ، وما تشكله من استغلال بشع للتلاميذ وأوليائهم، ويكفي الاستدلال على درجة تلك الخطورة، الإشارة إلى انشغال منظمة " اليونسكو " بالأمر وتحركها بكل إمكانياتها ووزنها لتجعل موضوع " دعم أخلاقيات رجل التعليم " أحد انشغالاتها البالغة الأهمية، بغاية تطوير عطائه ولإعادة الاعتبار إليه.
التدريسي والباحث في الشؤون التربوية د. رائد بايش أشار إلى إن نشاط التعليم يوجب الالتزام بعدد من الشروط منها: وجود كفاءات مهنية محددة ينبغي توافرها لدى أعضاء المهنة, ووجود مؤسسات تعنى بالتأهيل المهني وإكساب الأعضاء الكفاءات المهنية المطلوبة, ووجود دراسات وتدريبات بغرض النمو المهني في أثناء العمل, فضلا عن وجود أخلاقيات مهنية تقيد الانتساب لمهنة أو الخروج منها, وانه توعية المعلم بأهمية المهنة ودورها في بناء مستقبل وطنه, والإسهام في تعزيز مكانة المعلم العلمية والاجتماعية , وحفز المعلم على أن يتمثل قيم مهنته وأخلاقها سلوكاً في حياته, وهو ما أكدت عليه المؤتمرات المحلية والعربية حول أهمية مهنة التدريس كونها مهنة المهن والتأكيد على أخلاقيات هذه المهنة.
https://telegram.me/buratha