التقارير

ادارة الازمات والمخاطر وجبر الخواطر


د,باسم الكناني

 

    تتعرض الاوطان اثناء مراحل وجودها في النسق الدولي الى ازمات ومخاطر على أشكالها المختلفة فمرة يكون الخطر حالة عسكرية ومنها ما يكون تحولا اقتصاديا ينبع من ازمة او سوء ادارة وايضا هناك ازمات اجتماعية واخلاقية قد تكون بتأثير خارجي (هندسة التأثير) او من طريق الجهل والتخلف والامية.

    إن مفهوم الادارة العامة هو أعلى شكل من اشكال التنظيم يمنحه الدستور وهو يعطي الحق والسلطة للحكومة لتحقيق المصالح والمنافع للمجتمع (الشعب) بمعنى تقديم الخدمات للجمهور وهو امر يحتاج الى حكومة قادرة حازمة قوية تمتلك ارادة؛ وأبرز مكامن القوة هي: صيانة القيم والحقوق والحريات باستعمال السلطة والقوة القاهرة ضمن إطار الدستور.

    وبالرغم ان الأزمة هي بنت بيئتها الا انها تستهدفها بشكل مباشر وتتفاعل مع معطياتها وظروفها ( معطيات وظروف البيئة) ويحكم هذا التفاعل الفكر الذي يدين به المجتمع فكلما كان فكرا متقدما خلاقا كانت القدرة معتد بها لتجاوز الازمة وتأثيراتها.

    والازمة هي حقبة او حالة غير مستقرة تؤدي الى حدوث تغيير حاسم (في الكثير من الأحيان) وهي خلل يؤثر على النظام كله ويهدد افتراضاته التي يقوم على أساسها بشكل رئيس.

    وتدار الازمة عبر السعي بالإمكانات البشرية والمادية المتوافرة الى إدارة الموقف من اجل وقف التدهور والخسائر والسيطرة على تأثيرات الازمة ومن ثم ايقافها وانهاءها بشكل كامل ومن ثم الاستفادة من مخرجاتها في الاصلاح والتطوير والتغيير على الصعيد السياسي والاداري وحتى المنهجي ومن ثم دراسة الاسباب والعوامل التي ادت لحدوثها وتُتخذ الإجراءات الوقائية لمنع تكرارها.

    ومن اساليب إدارة الأزمات والمخاطر ترحيلها او اخفاءها او ادارتها بأثارة ازمة أخرى وهو ما يسمى الادارة بالأزمة التي تعنى القيام بفعل يوقف نشاطا معينا او يقطعه او يضر به او زعزعة حال من الأحوال ليؤدي الى تغيير النشاط او الحال لصالح من قام بالفعل (مُفتعل الأزمة) ويقابل ذلك بالرد عبر تكتيك (غدارة الأزمات) بتوظيف كافة الإمكانات والجهود وتسخيرها من اجل الحصول على المكاسب وتقليل الخسائر وهو هدف استراتيجي يحفظ الامن القومي.

    قس على ما تقدم اجمعه ما يحدث الان في العراق بدءاً من تظاهرات تشرين الى استقالة الحكومة (أزمة سياسية) الى انتشار جائحة كورونا (أزمة صحية) وازمة المتصدين بين التكليف والاعتذار واخيرا الازمات التي لا تنتهي عبر نشاط حكومة الاقليم (شمال العراق) بالضغط على المركز باستغلال الازمات من اجل اكتساب مصالح جديدة وتحقيق اهداف مؤثرة.

    فمن أزمة الى أزمة الى أزمة ٠٠٠ لم يرتقي صناع القرار الى مستوى وضع الحلول والمعالجات الناجعة (ولا أغفل هنا النجاح الحكومي في إدارة الازمة الصحية) بل اكتفوا ببعض الترقيعات هنا وهناك في بقية الازمات وهي بطبيعة الحال لا تؤدي الغرض المنشود منها من طلب الاستقرار على كافة الاصعدة وهذا الامر يعكُس تواضع قدرات المتصدين للشأن العام او رضوخهم للضغوطات الخارجية والداخلية التي لا تريد الاستقرار والنهوض بالبلاد والحفاظ على العباد بشكل او بآخر.

#من_مفاهيم_السياسة

#خدمة_وطن

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك