أكد لاعب المنتخب الأولمبي العراقي علي منصور الذي هرب مع عدد من لاعبي المنتخب إلى أستراليا أنه أخطأ بحق بلاده، ومستعد لتحمل المسوؤلية الكاملة عن ذلك، مشيرًا إلى أن سبب هروبه يعود إلى الحالة النفسية السيئة التي مر بها مع زملائه عقب خسارتهم أمام استراليا وبالتالي فقدان فرصة التأهل لأولمبياد بكين.
وقال منصور في حوار خاص لـ " إيلاف"، إنه عاد إلى بغداد أول من أمس الجمعة، وأنه لم يكن هناك أي اتفاق بين اللاعبين للهرب، وإنما جاءت الأمور بعشوائية حيث قرر كل لاعب من ذاته الهروب، موضحًا انه كان 9 لاعبين ينوون الهرب وليس ثلاثة فقط ممن هربوا. وعاد منصور إلى بغداد وهو احد اللاعبين الثلاثة الذين هربوا مع مساعد المدرب سعدي توما بعد مباراة منتخبهم مع منتخب استراليا في تصفيات بكين، وترددت انباء حول طلبهم للجوء الانساني من استراليا. وكانت تلك الحادثة قد اثارت ضجة رياضية واعلامية واجتماعية ايضًا في العراق، تباينت فيها الآراء حول الحادثة، لا سيما انها جاءت بعد الخسارة امام استراليا التي ابعدت الاولمبي العراقي من المشاركة في اولمبياد بكين .
وبعد ساعات قليلة من وصول علي منصور الى بغداد ألتقت "إيلاف" اللاعب، خلال حوار مثير لمعرفة تفاصيل ما حدث...
"إيلاف".. لنبدأ من السبب الذي ادى بكم الى الهروب ؟ - كما تعرف ان الظرف بعد الخسارة مع استراليا كان مؤلمًا، وحدث نفسي كبير للانهيار في الفريق، حيث شعر اللاعبون بالحزن من خروج المنتخب الذي لم يعد له وجود ، واحسسنا اننا أضعنا الفرحة على العراقيين وهم الذين كانوا ينتظرونها منا، هذا الانهيار جعلنا نتصرف بشكل لا ارادي ، والحمد لله ان احدًا منا لم يقتل نفسه للنفسية التعبانة التي كان عليها اللاعبون، بعد ان شعرنا اننا خسرنا كل شيء وسوف لن نلعب في الاولمبياد الذي كان حلمنا جميعًا.
"إيلاف".. بصراحة .. هل كان الاتفاق على الهروب قبل المباراة ام بعدها، لا سيما ان ثلاثتكم من نادٍ واحد؟ - اقول لك بصراحة إن أي اتفاق لم يكن ، بل انه كان (اتفاق عشوائي) إن صح التعبير ، كل لاعب من ذاته قرر ذلك ، ولم نكن نحن الثلاثة فقط بل ان اكثر من تسعة لاعبين قرروا ذلك ، ولكن لا اعرف الظروف وراء عدم هروبهم !! ، ولا اعتقد ان وجودنا في نادٍ واحد يعني أي اتفاق !! .
"إيلاف".. انتم اخذتم جوازاتكم .. اين كانت وممن اخذتموها ؟ - الجوازات كانت موجودة في غرفة الاداريين ، وقد اخذناها بطريقة معينة ، لست ادافع عن أي شخص ولكن اريد ان اقول إن رئيس الوفد (احمد عباس) بريء ، ولكن من الممكن ان اقول إن هناك اسرار لم افصح عنها في الوقت الحالي .
"إيلاف".. اين ذهبتم بعد ترك الوفد ؟ - اتجهنا الى سيدني ، وذهبنا عند اصدقاء عراقيين ، ثم قمنا بتأجير شقة ، وكانت نيتنا في البدء ان نأخذ اسبوع (راحة نفسية) ، كان هذا هدفنا ، وقد ابلغنا رئيس الوفد بذلك في اليوم الثاني ، قلنا له : عندما ترتاح نفسيتنا سنعود ، ولكن الهالة الاعلامية التي حدثت فيما بعد واتهامنا بالخيانة جعلتنا نطلب اللجوء، وفيما بعد طلب منا احمد عباس وكذلك حسين سعيد رئيس الاتحاد وحيدر علي لازم من خلال الهاتف العودة، ولكن عندما سمعنا ان هناك من يقول اننا خونة، قررنا البقاء.
"إيلاف".. لنذهب الى المباراة ، ما اسباب الخسارة؟ - الكادر التدريبي يتحمل مسؤولية الخسارة، فالكابتن يحيى علوان ومساعده سعدي توما لم يكونا متفقين ، خاصة ان المدرب لعب بتشكيلة هو غير مقتنع بها ابدًا، وما خفي كان اعظم.
"إيلاف".. ماهذا الـ ( الاعظم الخافي) ؟ - لن ابوح به حاليًا، ولكن اقول ان الكابتنين يحيى وسعدي لم يتفقا .
"إيلاف".. قلت في تصريح صحافي ان سعدي توما الذي هرب معكم هو الذي غرر بكم ، هل هذا صحيح ؟ - لم اقل هذا ، وأؤكد ان الاتفاق كان عشوائيًا.
"إيلاف".. اين اللاعبان علي عباس وعلي خضير الان ؟ - ما زالا في سيدني في الشقة التي استأجرناها ، ولكن الخوف من العقوبة هو الذي منعهما من العودة ، وكل شخص له قراره .
"إيلاف".. وانت .. لماذا رجعت ؟ - انا تحملت مسؤولية نفسي ، وجدت انني اخطأت ، وان الوطن غالي ، ولا يجب ان نزيد جروح فوق الجروح التي هو عليها ، هذا فقط وليس الخوف من الغربة فسبق لي ان جربتها لاشهر عديدة .
"إيلاف".. ألم تكن هذه الفكرة موجودة حين هربتم ؟ - لا .. ما كنت موجودة في بالي الا بعد مرور كل هذا الوقت .
"إيلاف".. اللاعب علي عباس لديه جواز سفر دبلوماسي ، لماذا فكر بالهرب ؟ - قلت لك ان الحالة النفسية للاعبين كانت سيئة جدًا، وانا طلبت منه هناك ألا يسافر ولكن لديه قراره الخاص .
"إيلاف".. هل ترددت في العودة الى بغداد ؟ - ابدا ، خاصة ان الاهل والاصدقاء ضغطوا عليّ بالعودة ، والحمد لله على كل شيء .
"إيلاف".. ولكن الاتحاد العراقي لكرة القدم عاقبكم بالحرمان من اللعب للمنتخبات مدى الحياة ؟ - رجعت وانا فاتح صدري للموت بعد ما قيل من اننا خونة وبعنا الوطن وغير ذلك من الكلام ، انا اخطأت بحق بلدي وحق الاتحاد ووحدي اتحمل المسؤولية ، واذا ما كنت قد رجعت وانا فاتح صدري للموت فالعقوبة تبدو سهلة .
https://telegram.me/buratha