بعد ثلاثة ايام من الارق قرر فائق العقابي تسمية برنامجه (خلي انسولف)واقتنع زملاؤه علاء محسن وريا الفلاحي ومقداد عبد الرضا الذي كان يشغل منصب مدير اذاعة جمهورية العراق. يقول فائق العقابي ان البرنامج اتخذ له اسما مضافا اطلقه الناس عليه وهو منبر اشعب.
ولان البرنامج كان ضمير الناس فقد فاز بعد ان تحول الى برنامج تلفزيوني بلقب افضل برنامج تلفزيوني وافضل معد ومقدم برامج ومن اجل التأكد من صدقية الفوز قامت احدى الصحف البارزة باعادة الاستفتاء ثلاث مرات وكانت النتيجة في مصلحة البرنامج. يقول العقابي باننا عزمنا منذ البداية على ان نعتمد النقد المباشر وبلا خطوط حمر و كان البرنامج منبرا للشعب حقا وكما اراد ان يسميه المشاهدون في وقتها.
* لماذا توقف البرنامج اذن..؟ اين تكمن المشكلة؟.
- المشكلة هي ان احد رجالات الحكومة زار استديوهات الفضائية التي تنتج البرنامج واسفرت زيارته عن رفع كلمة منبر الشعب من البرنامج بامر اداري... ثم قام المدير العام لشبكة الاعلام العراقي حبيب الصدر بتحويل البرنامج من مباشر الى تسجيل بعد ان يئس الجميع من رضوخي عن الكف عن انتقادات الحكومة والشخصيات السياسية.
*هل ادى ذلك الى التضييق عليك؟- تصور ان ابسط اشكال التضييق مثلا التي مورست ضدي هي اني ما ان انهي البرنامج في الثامنة صباحا حتى تبدأ رحلة المعرقلات الى اليوم الثاني. اما كنت بحاجة الى شيء من المرونة فربما لو كنت مسؤولا لقناة اعلامية ستضطرك طبيعة العمل والعلاقات الى نفس الطريق. صدقني لو كنت رئيسا للوزراء ووجدت فسادا في حكومتي لايمكن اصلاحه ساقيلها. الموضوع هو اننا لم نسمح للادارة ان تمارس سلطتها على البرنامج كما لم نسمح لاية جهة ان تستلبنا ابدا.
*الا تخشى ان يسحقك الاخرون ممن لايروقهم النهج الذي تختطه؟ هل هناك من يحميك..من اين لك قوة التحدي والوقوف بوجه الاخرين؟ ام تراك تقول اني فدائي؟- نعم قد اكون فدائياً.. ان من لا تهزه هموم الناس ومن لايشعر بوخزة الضمير عندما يكون بمستطاعه ان يساهم في التخفيف عن الام الناس غير جدير بان يكون انسانا فكيف ونحن نرى الانسان العراقي الملهوف الى من يغيثه.لقد اخذت القوة من الشهداء والثكالى والارامل هذه هي قوتي.
*على ذكر البرلمان لماذا كنتم دائما توجهون سهام النقد الى البرلمان اكثر من غيره.- ربما لان البرلمان هو الصوت الحقيقي للشعب او هكذا يجب ان يكون. ولقد راينا ان اعضاء المجلس انشغلوا بالمعارك السياسية الامر الذي انساهم حقوق الشعب بعد ان انشغلوا بالحصول على مكاسبهم.
* كنت حريصا على ارتشاف الشاي فما الذي دعاك الى ذلك؟كلمة (خلي انسولف) تدعوك لان تفكر بالشاي كمشروب ولو كان البرنامج اسمه دعونا نفكر فمن المؤكد بان المشروب سيكون القهوة.. الشاي وطقوسه مرهون (بالسوالف)فحين تريد ان (تسولف) لابد من ان تشرب استكان شاي ومن الطريق ان بعض الاشخاص في الجاليات العراقية اصبحوا يطلبون من ذويهم ان يرسلوا لهم (نوع الاستكان الذي كان يظهر في البرنامج.لابل ان بعض العرقيين وقتوا شرب شايهم الصباحي في السابعة والنصف وخصوصا بعض المسؤولين.
* هل كان البرنامج يلقى صدى لدى الجهات الحكومية؟ وهل كانت تستجيب لما يطرح في البرنامج؟..- نعم كانت هيئة النزاهة كثيرا ماتعتمد على برنامج خلي انسولف وتاشيراته على المسؤولين وكانت الهيئة تلاحق هذه المؤشرات.. لقد كان البرنامج اسطرلاب هيئة النزاهة.
كيف تتاكدون من مصادر معلوماتكم؟ بصراحة كان بعض الوزراء وبعض المسؤولين الكبار يعملون لمصلحة البرنامج في ايصال المعلومة فمنهم من لايستطيع الاصطدام بحزبه فيستعين بالبرنامج... لقد وصلنا الى مكاتب الوزراء وبعثرنا اوراقهم للبحث عن الحقيقة.
* لماذا امكن ايقاف برنامج كان يمكن ان يقوى العلاقة بين المواطن والمسؤول ويحمي المؤسسات ويكشف الفساد؟ اين الخلاف الحقيقي؟؟- الخلاف في المعرفة واللامعرفة ومن يكون على شاكلة فلان الفلاني وهو في اعلى الهرم الاعلامي لمؤسسة رسمية او شبه رسمية فانه لايبالي ان نجح البرنامج او فشل نجحت المؤسسة ام فشلت لانه غير معني بكل هذا على الاطلاق، مايعنيه هو انه عندما يشد الرحال لاي سبب، منصبه يكون قد حقق مصالحه الشخصية على حساب مصالح ابناء جلدته.
* لكن هناك آخرون يكتبون بحرية ويعبرون الخطوط الحمر ولم يتم ايقاف برامجهم وهم مستمرون في برامجهم مثل وجيه عباس مثلا.- انا متاكد ان وجيه سيصطدم ايضا. فلقد سمحوا لسخريته ان تظهر من اجل الحفاظ على ماء وجوههم واقصد الادارة طبعا في شبكة الاعلام العراقي.انا بالتاكيد اتمنى ان يستمر ولكن كثيرا ماسيرتفع عنده الضغط فانا اعلم ان وجيه وطني فوق الوطنية وعراقي حد النخاع.
* وانت تعد وتقدم البرنامج هل اثارك شي ما صادفته في اثناء العمل؟ - نعم اذكر ان امرأة استشهد زوجها في منطقة التاجي وطالبت براتبه التقاعدي دون جدوى وطرقت باب البرنامج اذكر ان الدكتور الجعفري رئيس الوزراء السابق الذي كان حريصا على متابعة البرمانج وخصوصا في اعادته المسائية التقى بالمراة وتم تخصيص راتب لها ولكنها حلول فردية لم يكن الجعفري يستطيع تقديم حلول شاملة لان الفساد في العراق اقوى من سلطة مافيات الالوية الحمر في ايطاليا.. فهل كشفت هيئة النزاهة عن الاف الملفات الموجودة في دهاليزها وبعضها سرق من داخل الهيئة وكثيرا مااعلنت الهيئة ان لديها ملفات عن اسماء كبيرة ولكن لم يتم الكشف عنها.
* كيف يستطيع مقدم البرنامج ان يبث الطمانينة لدى المشاهد فيبثه همه؟- ينبغي ان يكون لدى المقدم كاريزما خاصة، فانت لاتستطيع ان تصنع مقدماً بلا كاريزما وبعدها تستطيع ان تمرنه على الاسترخاء امام الكاميرا.. كما ان مقدم البرامج بحاجة الى ان يتابع كيف تقدم البرامج الاخرى في الفضائيات الاخرى وان يدخل في دورات وان يسافر وان يتعلم.تصور ان الادارة في بعض المؤسسات تقاسم الاعلامي مدخوله اذا ارادت ارساله الى دورة. واذا ماراجعت هيئة النزاهة ستكتشف ان هناك دورات لمختصين تم تحويلها الى السكرتيرات واعضاء في الادارة.
* لماذا هذ التنازع بين الاعلامي والادارة؟ - هناك مشكلة في طغيان الادارة على العمل الابداعي وهذ سبب الجبن عند بعض الزملاء لقد قبل احد الاعلاميين رئيسه الاعلى من راسه تملقا فكيف ينشا اعلام حر في ظل مسكنة كهذه وذل؟
* ثمة معلومات بانك واخرين قدمتم مشروعا بديلا لمشروع بريمر ذي الرقم 66.نعم قدمت في البرلمان العراقي مسودة مشروع قانون لتنظيم عمل الهيئات الاعلامية في العراق ومن المؤمل ان يتم التصويت عليه قريبا في مجلس النواب.
ما فحوى هذ القانون او مشروع القانون؟
* في المشروع الكثير من التفاصيل، عمل هيئة الاعلام وطريقة تعيين الامناء في شبكة الاعلام وغيرها.• لنعد الى (خلي انسولف). هل في النية اعادة الحياة اليه؟ - نعم هناك اتفاق مع قناة الحرية على مواصلة البرنامج بحلة جديدة ولساعة كاملة بدلا من نصف ساعة عبر سبع فقرات وسيضيف شخصيات جديدة ستكون حديث الشارع علما ان البرنامج سيبث مباشرة على الهواء ولا خطوط حمر.
صحيفة المدى
https://telegram.me/buratha