بقلم: جاسم فيصل الزبيدي sunsetaa@hotmail.com
حينما تتجول في الاسواق وساحات بيع الخضار يلفت انتباهك ظاهرة نحر انواع الحيوانات من ماعز واغنام وحتى ابقار وجاموس داخل محلات الجزارة او في بعض الساحات..هواية الذبح تلك يمارسها عدد غير قليل من الجزارين في الهواء الطلق وعلى مرأى الناس والجهات الاخرى مما اضاف ظاهرة سلبية اخرى الى قائمة الظواهر التي استفحلت في السنوات الاخيرة ان لم تكن اخطرها لما تشكله من خطورة انتقال بعض الامراض الفتاكة من الحيوانات المصابة بامراض مختلفة والمذبوحة خارج المجزرة بدون اجراء الكشف الصحي عليها الى الانسان المستهلك للحومها ناهيك عن التلوث البيئي الذي ينتج عنها وامور اخرى كثيرة فمن المسؤول عن شيوع هذه الظاهرة؟ ومالذي يدعو الى ممارستها وما مدى خطورتها والامراض التي تتسبب فيها.تابعنا بعض جوانب الظاهرة وخرجت بهذه الحصيلة وراء انتشار هذة الظاهرةامراض خطيرةوبيئةملوثةيحذر الاطباء البيطرون من خطورة انتقال بعض الامراض المشتركة التي تنتقل من الحيوان الى الانسان في حال استهلاكها لحوم الحيوانات المذبوحة خارج المجازر ،اذ ان هناك عدد من الامراض التي من الممكن ان تنتقل من الحيوان الى الانسان عن طريق تناول اللحوم الملوثة وغير الخاضعة للكشف الصحي ومن اهمها مرض(F.M.D)او ما يسمى بمرض الحمى القلاعية وهو من الامراض الخطيرة جدا ومرض (الانثراكس)او ما يسمى بمرض الجمرة الخبيثة وهو لايقل خطورة عن الاول فضلا عن مرض(T.B)او ما يعرف بالسل الرئوي والمرض المعروف بجنون البقرهذا من جهة من جهة اخرى التلوث البيئي الذي ينتج عن رمي مخلفات الحيوانات بعد ذبحها في اماكن غير مخصصة اصلا للذبح في الاسواق والساحات وبعض محلات القصابة ورمي هذه المخلفات في تلك الاماكن يؤدي الى خلق بيئة ملائمة لنمو المكروبات والجراثيم فتحدث هنا مشكلة ثانية وهي انتقال تلك المكروبات والجراثيم الى الانسان دون علمه ما يسبب مشكلة صحية اخرى مضافة الى مشاكلنا الصحية التي نحن في غنى عنها لو تم الالتزام بالتعليمات الصحية التي تنص على ذبح الحيوانات داخل المجزرة لنخلص البلاد والعباد من اثارها السلبية فضلا تشويه منظر الاسواق والشوارع بهذه الطريقة غير الحضارية اضافة الى ما يتركه ذبح الحيوانات من اثر سلبي في نفوس بعض الناس وبالذات الاطفال فهم معرضون لرؤية هذه المناظر باستمرار وهذا ما يترك اثرا سلبيا في نفوسهم دون ان يشعر احد بذلكراء اصحاب المهنةاحد القصابين(طالب عبد الرزاق)اجابنا قائلا"ان سبب عدم ذهابنا الى المجزرة هو تهديد اهالي المنطقة وثانيا بعد المسافة وارتفاع اسعار النقل ممايضطرنا الى رفع اسعار بيع اللحوم أو الذبح داخل المحلات وهذا بدوره يؤدي الى تلوث المحلات بالروائح والأوساخ حيث نضطر لغسل المحلات يوميا بالمواد المعقمة ، ونحن نطالب الحكومة المحلية بتوفير مجزرة حكومية مدعومة تتوفر فيها كافة الشروط الصحية .القصاب الآخر هو(علي قاسم)يقول"لا يختلف اثنان على ان نظافة المحلات او اللحوم والذبح في المجازر المخصصة هي حالة حضارية لكن المشكلة تكمن في أن الجهات الصحية تقوم بأعتقال الذين يذبحون خارج المجازر ولا يخرج الا بدفع كفالة قدرها مليون دينار فكيف تقوم هذه الجهات بأعتقال المخالف بينما لم توفر له مجزرة كاملة الشروط ، والقانون ليس قانون عقوبات فقط وانما نحن مواطنون ايضاً ولنا حق على السلطة التنفيذية كما أننا اصحاب عوائل وهذه مصادر رزقنا .القصاب الثالث هو(عباس حمزة)يقول" لاتتصور اننا لم نتضرر من جراء الذبح داخل محلاتنا أو خارج المجازر واعترف ان البلدية تقوم بتنظيف الشارع يوميا من المخلفات التي نتركها نتيجة هذا الذبح ولكن ليس باليد حيلة حيث ليست هناك مجزرة بالمواصفات المطلوبة كما ان هناك ضعف في الرقابة الصحية ، ومن المفارقات ان الجهات الصحية تحاسب صاحب المحل على ألأجازة ولا تحاسبه عن كيفية ذبح اللحوم ولا يسألونه من أين اتيت بها.!راي المختصينيقول المهندس نديم عبد الزهرة خضير مسؤول قسم البيئة في بلديات المثنى " كانت لدينا مجزرة قديمة في الحرب الأخيرة تعرضت للسلب والنهب مما ادى الى تدميرها الكامل ، وبعد دخول القوات الهولنديةالى مدينة السماوة تبرعت بأنشاء مجزرة متطورة حيث قامت الشركة العامة للبيرطرة في المثنى بألتفاق مع الجانب الهولندي دون علم الجهات المسؤولة ومنها البلديات وعلى ذلك تم انشاء المجزرة في طريق ناحية السوير،حيث قامت البلدية بمطالبة تسليم ادارة المجزرة الى البلدية لكن لم نحصل على نتيجة ونتيجة للفضلات السائلة وعدم معالجتها وعدم توفر ادنى الشروط الصحية والبيئية في هذه المجزرة تم ايقافها عن العمل من قبل دائرة البيئة وقائمقام السماوة وأهالي المنطقة "ويضيف نديم"طالبتنا وزارة البلديات وألأشغال بتخصيص مساحات لأنشاء مجازر في أقضية السماوة والخضر والرميثة وتم تخصيص هذه القطع ومنها في قضاء السماوة تخصيص (15) دونم لمجزرة حديثة تتضمن معمل دباغة وسيارات مبردة لنقل اللحوم وتحتوي على حضيرة للماشية قبل الذبح ، ومن المؤمل بعد ان اكتملت كافة المخططات لأنشاء هذه المجزرة ستنفذ في عام 2008 ضمن مشاريع تنمية ألأقاليم ، كما ان لدينا حاليا مجزرة في قضاء الخضر تدار من قبل بلدية الخضر ولكن الذبح فيها قليل بسبب ضعف الرقابة الصحية .دائرة صحة المثنى استطلعنا رأيها في هذه الظاهرة فأجاب مدير احد الأقسام وقد رفض الكشف عن اسمه أن المسؤولية تقع على عاتق الشركة العامة للبيطرة في السماوة وليس لدائرة الصحة علاقة بالموضوع.من جانبه مدير المستشفى البيطري الدكتور مشتاق عبد الحسين اجاب في هذا الصدد في موضوع وقت سابق"ان المجزرة تعمل مع وجود كادر مختص في المجزرة مستمر لكن عزوف الجزارين عن الذبح بداخلها بسبب تهديد أهالي المنطقة الذين يشكون من الروائح التي تنبعث من داخل المجزرة وذلك لعدم وجود سيارة(شافطة)لنقل المخلفات،لكلفة شائها الباهضة والتي تقدر بـ(500) مليون دينار وتم تخصيص سيارة مجاري لسحب المخلفات ولكن هذه السيارة لم تتفرغ بشكل تام لهذه المجزرة ولو تفرغت لأستطعنا ان نحل الكثير من المشاكل المتعلقة بأيقاف المجزرة ومع هذا قمنا بإنشاء حوض لأحتواء الفضلات وحفر مبزل لتصريفها الى النهر.آللمواطن رأيرأي المواطن يشكل الحلقة الرئيسية في الموضوع فهو المتضرر الوحيد من هذه المخالفات وهو كذلك المستفيد من اتباع الطرق الصحيحة في الذبح .المهندس الزراعي(رحيم عناد)يقول"لا شك ان ظاهرة الذبح خارج المجازر غير حضارية وتسبب كثير من ألأمراض لكن هذه الحالة موجود منذ القدم في المدينة حيث يقوم الجزارين بالذبح داخل بيوتهم ومن ثم جلب اللحوم الى الطبيب المختص لختمها،كما يقوم عدد من الجزارين بغش اللحوم حيث يبيع اللحوم المختومة مع غير المختومة،بالإضافة الى ان فرق الرقابة الصحية ليس لها أي دور في مكافحة هذه الظاهرة وهي غير مؤهلة لأجراء الفحوصات على اللحوم حيث ان اكثر الذين يعملون في هذا المجال غير مختصين وبأستطاعتك ان تعرف قدرته على كشف اللحوم فقط ان توجه له سؤال عن كيفية الفحص .مواطن آخر(فرج باجي)يقول"لا يخفى على احد ان الشعب العراقي يعتبر من الشعوب التي تستهلك اللحوم كثيرا ويدخل هذا حتى في المناسبات ألأجتماعية والدينية وبكميات كبيرة جدا وهذا بطبعه يولد حالات كثيرة من الغش ، لكن لا ننسى ان هناك قصابين وجزارين يخشون الله في المواطن البسيط ويتبعون الطرق الصحية في الذبح والبيع ، فأنا شخصيا اشتري من شخص اعرفه لا يغش وهو يخاف الله قبل التفكير في الربح.المواطنة(ام أمير)قالت"لقد تعرضت الى حالة تسمم بسبب اللحوم أنا وعائلتي وعلى اثرها تركنا شراء اللحوم من المحلات لما تحمله من أمراض احيانا،ولكن هذا الأمر يفرض علينا معرفة ما اذا كان القصاب يتعامل بشكل صحي وأنساني وعليه فنحن لا نشتري من شخص لا نعرفه”.
https://telegram.me/buratha