كما تتقن وتنفرد المرأة بصناعة السجاد، والأنسجة الصوفية اليدوية، وهي بارعة في حياكتها وتلوينها ونقشها بطرق بدائية جميلة، مستلهمةً من البيئة أشكال التعبير، كالأسماك، والحيوانات، والطيور، والنخيل وبألوان براقة زاهية.
وأبدعت المرأة في صناعة الفرن الطيني ” التنور” فالطين مادته الرئيسية متوفرة بكثرة في الأراضي الرطبة، وحويصلات بذور نبات البردي ” النفاش” الذي ينتشر في الأهوار يدخل في صناعته كمادة داعمة للتماسك، وهذه الصناعة اليدوية متوارثة منذ السومريين. ويستخدم في أنتاج الخبز وطهي السمك.
وللمرأة الأهوارية باع طويل في الصناعات الحرفية المرتبطة بشجرة النخيل، وخاصة ما يتعلق بإنتاج المراوح اليدوية المسماة “المهفه” وسلال حفظ وتقديم المواد الغذائية كالحلويات والفاكهة والخبز، وهذه الصناعات لها جذور تاريخية لكون شجرة النخيل شجرة مقدسه لدى السومريين، وكان لجمال هذه الشجرة وأهميتها وقع في نفوسهم، ولذا فقد أطلقوا على “إينانا” رمز الخصب والنماء والحب لقب سيدة بساتين النخيل.
كما تشتهر المرأة في الأهوار بالصناعة الحرفية المتعلقة بحليب الجاموس، ومنها صناعة الأجبان المسمى محلياً ” بالكصايب” وعادةً ما تنتجه مساءً ليتم بيعه في الأسواق القريبة صباحاً، وهو مادة غذائية أساسية لسكان الأهوار.
بودي أن أقول أن ما استعرضته هو بعض إنجازات واهتمامات المرأة في أهوار الجنوب، لكن ثمة عناصر ثقافية مادية وغير مادية أخرى تجدها هنا وهناك بكثرة.
ومن الملفت للنظر أن أغلب هذه الصناعات الحرفية لها علاقة تاريخية بمنتجي الثقافة الرافدينية القديمة من جهة وببيئة الأهوار والتي تشكل أهم بيئات الأراضي الرطبة في العراق من جهة أخرى.اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha

