( بقلم : جاسم فيصل الزبيدي )
انتم(.....)واحنه (نحن)الشرطة)...بهذه اللهجة الشعبية العراقية،اختبأ (محمد)ذا العشر سنوات خلف احد البيوت الواقعة في منطقة الحي الجمهوري في مدينة السماوة..فيما اختبأ(كرار) ذا الحادي عشر سنة خلف احدى السيارات المتوقفة وهما يحملان رشاشات بلاستيكية الصنع تشبه الى حد قريب جداً الرشاشات التي تستخدمها الشرطة العراقية في مهامها الأمنية.
هذه الرشاشات البلاستيكية يتم حشو(المخزن)بواسطة كرات بلاستيكية صلبة حيث تبدأ برمي الكرات البلاستيكية الصلبة بمجرد سحب نابض الإرجاع(الأقسام) تماماً كما تعمل الرشاشات الحقيقية(الكلاشنكوف).انها واحدة من الالعاب المفضلة لدى الاولاد الصغار ايام الاعياد والمناسبات حيث يتسابقون الى شرائها من المحال والاسواق التي وجد في هذه الاسلحة البلاستيكية البضاعة الاكثر رواجاً ومبيعاً وتاتي بالربح الوفير على حد تعبير احد اصحاب المحال..
ولا يقتصر الامر على هذه الرشاشات البلاستيكية المتنوعة الاشكال والاحجام ،فهناك (المفرقعات) والصواريخ النارية التي يتم استخدامها بشكل مفرط (ومزعج)ايام الاعيادي وفي انتصار المنتخب الوطني والمناسبات الاخرى.ولتعرف على مساوئ هذه الظاهرة وخطرها على المجتمع والقانون في المستقبل اجرت(السماوة) هذا الاستطلاع آملين من الجهات المسؤولة الاهتمام بالموضوع كونه ظاهرة بامكانها انشاء جيل سيستخدم العنف بديل عن الحوار كما تقول احدى السيدات.
المشاهدة والتطبيقأم عقيل / موظفة متقاعدة قالت:( دائماً كنت ضد فكرة شراء الأسلحة البلاستيكية لأطفالي لانها تعلمهم العنف والاقتتال بينهم وهذا مايدفع بهم في المستقبل الى تبني العنف كبديل عن الحوار ، الا اني بدأت افقد السيطرة على ابنائي بسبب كون الشارع والتجار يسهمان في وضع الحجر الاول لظاهرة نشوء جيل العنف والاقتتال وعدم احترام القانون)السيد ناجح خليل /ماجستير ادارة يقول"ان هولاء الاطفال شاهدوا ماكان يجري في المحافظة إبتداءاً من دخول القوات الامريكية والحرب وانتهاءاً بالاحداث الاخيرة وترسخت في اذهانهم فكرة التقليد ونمت فكرة العنف وتحولت هذه الافكار الى تطبيق على ارض الواقع..واخشى مااخشاه هو نشوء جيل عنيف لا يحترم الدين والقانون"ودعا مجلس المحافظة الى استصدار قرار يمنع بموجبه استيراد مثل هذه الاسلحة البلاستيكية بكافة أنواعها، وعلى قيادة شرطة المثنى تطبيق هذا القرار باعتبارها جهة امنية.
اما السيد عزيز ناصر/ ماجستير تاريخ فقد تخوف وابدى قلقه من تفشي هذه الظاهرة بين الاطفال لانها بحسب رايه"تعتمد سلوكية العنف كبديل عن مبدأ الحوار"داعياً المرجعيتين"السنية والشيعية"الى استصدار فتوى تحرم استيراد وبيع وشراء مثل هذه الاسلحة البلاستيكية حرصاً على اجيالنا ،مع قيام رجال الدين وخطباء المنابر الى تخصيص خطبة الجمعة لتثقيف المواطنين من خطورة مثل هذه الظاهرة ، ونهوض المؤسسات التي تعتني بالمراة والطفل الى زيادة الوعي التثقيفي للمراة باعتبارها العمود الفقري والكيان الاقرب الى الاطفال في البيت،مع حرص مديرية تربية المثنى بتبليغ المعلمين والمعلمات الى التحدث مع الطلبة والتلاميذ بخطورة هذه الاسلحة البلاستيكيةجيل ذو سلوك عدواني عنيف
الكاتب والصحفي عدنان سمير دهيرب اشار في تقرير ان الاطفال:( جميعهم يلعبون بشكل مشترك لعبة تقاتل عسكري بين فئتين تسمى الاولى الشرطة والثانية المسلحين ووجد الفريق الذي اعد الدراسة ان هنالك تبايناً من حيث الاعمار التي تشارك في هذا السلوك والتي تمتد من 7 اعوام الى 17عاما وبشكل جماعي دائما فهم يتجمعون اثناء الصباح او العصر ولاكثر من مرة يوميا لممارسة هذه اللعبة وان اغلب الاطفال يحملون لعب تشبه بشكل كبير الاسلحة الحقيقية ولكنها من البلاستك ويقومون بحركات تدل على مشاهدات حقيقية للمعارك ويتصرفون بتقنية عسكرية ضد بعضهم وبشكل عنيف قد تحدث فية بعض الاصابات الطفيفة بسبب استخدام اطلاقات بلاستيكية صغيرة بسبب الركل اوالضرب ضد بعضهم البعض. وان اغلب الاطفال يرتدون ملابس لائقة تدل على ان عوائلهم من ذوي الدخل المتوسط بالاضافة الى تجهزات ترتدى اثناء المعارك من قبل الشرطة او المسلحين مثل قلنسوة اخفاء الوجه اوعلامات من القماش او البلاستك للدلالة على الفريق الذي ينتمي الية الطفل في اللعبة.
مشيراً الى(ان اهمال معالجة هذة الظاهرة يؤدي الى تكون جيل ذو سلوك عدواني عنيف ومتمرد على المجتمع والقانون وسوف تنعكس هذه الظاهرة على تعامل الطفل مع عائلته وضمن الاسرة وكذلك مع زملائه واساتذته في المدرسة وتفشي ظاهرة العنف بين الاطفال يؤدي الى انحرافهم خلقيا وقانونيا وبذلك سوف يكونون منبوذين في المجتمع ويصبحوا عالة على الدولة كما ان المؤسسات الامنية سوف تنشغل بحل مشاكل قد تكون كثيرة ومتشعبة من خلال تفشي هذة الظاهرة بين الاطفال في المجتمع مما يؤدي الى تدهور الوضع الامني والذي هو اصلا يعاني من مشاكل كبيرة وان تفشي هذة الظاهرة تؤدي الى تكون بؤر تعتبر مصدر لتمويل للارهاب بطاقات بشرية والتي قد يستغل فيها الاطفال لتأدية مهام ارهابية من قبل منظمات وجهات خارجة عن القانون اوارهاب دولي منظم فضلا عن خسارة الدولة العراقية لاموال من ميزانية الدولة العامة لمكافحة تأثيرات تلك الظاهرة على المجتمع كلما تفاقمت المشكلة وكبرت التي تعتبر هذة الأموال مفيدة لتطوير جوانب هامة لتطور المجتمع من خلال اصلاح الاضرار التي تصيب المؤسسات بسبب تفشي ظاهرة العنف.
التجار والربح والخسارةامتنع اغلب التجار الذين حاولت محادثهم بخصوص الموضوع معللين بان الامر" لايتسحق" الا ان البعض منهم نقلنا اجاب بان"المسالة مسالة ربح وخسارة ونحن لانجبر الاطفال على شراء تلك الاسلحة فهم من يقبلون على شرائها وهذه الاسلحة البلاستيكية تجارة تدر علينا ربحاً وفيراً يعوضنا مانخسره في بضاعة اخرى"
وحول سؤالنا عن ان الربح لكم والخسارة للوطن قال احد المتعاملين بهذه البضاعة" ليست المسالة بهذه الضخامة التي تصورونها وتحاولون ان تثيرونها فهي مجرد ايام وتنتهي ..!! ولكنم يااهل الصحافة تجعلون من " الحبة كَبه".اما احدهم فقد رمى بالمسؤولية على عاتق مجلس المحافظة والبلدية كونهما لم يهتما بشريحة الاطفال بانشاء منتزه سوى منتزه "حي المعلمين"الذي لا يستطيع استيعاب الاعداد الكبيرة من اطفال مدينة السماوة ممن يريدون ان يرفهوا عن انفسهم ويلعبوا اسوة باقرانهم في دول الجوار..وهو مايدفع بالطفل الى البحث عن أي وسيلة ليتسلى فيها حتى لو كانت كما تقول"
رمانات يدوية..!!؟؟خلال تجولنا في السوق شاهدنا رجلاً وهو يستعرض انواع من تلك الاسلحة منها المسدسات والرشاشات بانواعها اضافة الى"رمانات يدوية"؟؟!! مع مفرقعات مختلفة وهو يغري الاطفال بالشراء عن طريق عرضها باسعار رخيصة
الحل على الطاولةجمعية حقوق الانسان في محافظة المثنى قدمت مقترحات بدراسة اعدت بهذا الغرض والتي دعت الدراسة الى:-1- تشكيل فرق ولجان متخصصة مكونة من خبراء علم اجتماع وقانون ومن المؤسسات الحكومية والمدنية المدعومة من مؤسسات اكاديمية لمتابعة تفشي ظاهرة العنف ودراستها بشكل اكثر اتساعا لتشمل مناطق اخرى من محافظة المثنى.2- تطوير برامج التعليم والتدريب المهني لتدريب موظفين للعمل في مؤسسات حكومية لرعاية الطفل منشأة حاليا مثل (مؤسسة ثقافة الطفل ومديريات الرعاية الاجتماعية والتربويين في مديرية تربية المثنى).3- اقامة مشاريع تأهيل الاطفال الذين يعانون من سلوك عدواني عنيف وفقا لبرنامج اكاديمي معد من قبل مؤسسات حكومية ومدنية لغرض انقاذ هؤلاء الاطفال.4- اقامة دورات تدريببة للمعلمين والمعلمات حول اساليب تعليم حقوق الانسان في المدارس الابتدائية5- اقامة مشاريع مكافحة العنف في المجتمع عموماً والعنف بين الاطفال خصوصا مثل المسارح التفاعلية المتنقلة 6- التأكيد على وضع حلول جذرية لتفشي العنف والاقتتال والمظاهر المسلحة الخارجة عن القانون7- التوعية من خلال اجهزة الاعلام بضرورة حماية الاطفال من جميع اشكال العنف والايذاءوالاهمال في المنازل والمدرسة والمجتمع المحلي ومن الممارسات التقليدية الضارة بالطفل ووضع آليات توفر الحماية والمساعدة للاطفال المحرومين من الرعاية8- القضاء على لاعمال الحاطة بالكرامة والتي تناط بالاطفال والتي تؤثر على نفسية الطفل وسلوكة9- وضع خطة قصيرة المدى تهدف الى منع دخول اطفال جدد الى حيز شبكة عمالة الاطفال ووضع خطة طويلة الامد للقضاء على الظاهرة في العراق10- معالجة الظروف الصعبة للأطفال الأيتام واللاجئين والفقراء في المدن والأرياف العراقية11- تطوير برامج اكتشاف المواهب بين الأطفال وتنمية قدراتهم الابداعية12- الاهتمام بتنمية قدرات الاطفال البدنية والرياضية والفكرية13- صيانة الابنية التعليمية وتحديثها وتطويرها بما يتلائم مع الانشطة المختلفة لتطوير قدرات الاطفال.
https://telegram.me/buratha