التقارير

أطفالنا والأسلحة البلاستيكية ...وخطر مستقبلي القادم

2718 17:53:00 2007-10-17

( بقلم : جاسم فيصل الزبيدي )

انتم(.....)واحنه (نحن)الشرطة)...بهذه اللهجة الشعبية العراقية،اختبأ (محمد)ذا العشر سنوات خلف احد البيوت الواقعة في منطقة الحي الجمهوري في مدينة السماوة..فيما اختبأ(كرار) ذا الحادي عشر سنة خلف احدى السيارات المتوقفة وهما يحملان رشاشات بلاستيكية الصنع تشبه الى حد قريب جداً الرشاشات التي تستخدمها الشرطة العراقية في مهامها الأمنية.

هذه الرشاشات البلاستيكية يتم حشو(المخزن)بواسطة كرات بلاستيكية صلبة حيث تبدأ برمي الكرات البلاستيكية الصلبة بمجرد سحب نابض الإرجاع(الأقسام) تماماً كما تعمل الرشاشات الحقيقية(الكلاشنكوف).انها واحدة من الالعاب المفضلة لدى الاولاد الصغار ايام الاعياد والمناسبات حيث يتسابقون الى شرائها من المحال والاسواق التي وجد في هذه الاسلحة البلاستيكية البضاعة الاكثر رواجاً ومبيعاً وتاتي بالربح الوفير على حد تعبير احد اصحاب المحال..

ولا يقتصر الامر على هذه الرشاشات البلاستيكية المتنوعة الاشكال والاحجام ،فهناك (المفرقعات) والصواريخ النارية التي يتم استخدامها بشكل مفرط (ومزعج)ايام الاعيادي وفي انتصار المنتخب الوطني والمناسبات الاخرى.ولتعرف على مساوئ هذه الظاهرة وخطرها على المجتمع والقانون في المستقبل اجرت(السماوة) هذا الاستطلاع آملين من الجهات المسؤولة الاهتمام بالموضوع كونه ظاهرة بامكانها انشاء جيل سيستخدم العنف بديل عن الحوار كما تقول احدى السيدات.

المشاهدة والتطبيقأم عقيل / موظفة متقاعدة قالت:( دائماً كنت ضد فكرة شراء الأسلحة البلاستيكية لأطفالي لانها تعلمهم العنف والاقتتال بينهم وهذا مايدفع بهم في المستقبل الى تبني العنف كبديل عن الحوار ، الا اني بدأت افقد السيطرة على ابنائي بسبب كون الشارع والتجار يسهمان في وضع الحجر الاول لظاهرة نشوء جيل العنف والاقتتال وعدم احترام القانون)السيد ناجح خليل /ماجستير ادارة يقول"ان هولاء الاطفال شاهدوا ماكان يجري في المحافظة إبتداءاً من دخول القوات الامريكية والحرب وانتهاءاً بالاحداث الاخيرة وترسخت في اذهانهم فكرة التقليد ونمت فكرة العنف وتحولت هذه الافكار الى تطبيق على ارض الواقع..واخشى مااخشاه هو نشوء جيل عنيف لا يحترم الدين والقانون"ودعا مجلس المحافظة الى استصدار قرار يمنع بموجبه استيراد مثل هذه الاسلحة البلاستيكية بكافة أنواعها، وعلى قيادة شرطة المثنى تطبيق هذا القرار باعتبارها جهة امنية.

اما السيد عزيز ناصر/ ماجستير تاريخ فقد تخوف وابدى قلقه من تفشي هذه الظاهرة بين الاطفال لانها بحسب رايه"تعتمد سلوكية العنف كبديل عن مبدأ الحوار"داعياً المرجعيتين"السنية والشيعية"الى استصدار فتوى تحرم استيراد وبيع وشراء مثل هذه الاسلحة البلاستيكية حرصاً على اجيالنا ،مع قيام رجال الدين وخطباء المنابر الى تخصيص خطبة الجمعة لتثقيف المواطنين من خطورة مثل هذه الظاهرة ، ونهوض المؤسسات التي تعتني بالمراة والطفل الى زيادة الوعي التثقيفي للمراة باعتبارها العمود الفقري والكيان الاقرب الى الاطفال في البيت،مع حرص مديرية تربية المثنى بتبليغ المعلمين والمعلمات الى التحدث مع الطلبة والتلاميذ بخطورة هذه الاسلحة البلاستيكيةجيل ذو سلوك عدواني عنيف

الكاتب والصحفي عدنان سمير دهيرب اشار في تقرير ان الاطفال:( جميعهم يلعبون بشكل مشترك لعبة تقاتل عسكري بين فئتين تسمى الاولى الشرطة والثانية المسلحين ووجد الفريق الذي اعد الدراسة ان هنالك تبايناً من حيث الاعمار التي تشارك في هذا السلوك والتي تمتد من 7 اعوام الى 17عاما وبشكل جماعي دائما فهم يتجمعون اثناء الصباح او العصر ولاكثر من مرة يوميا لممارسة هذه اللعبة وان اغلب الاطفال يحملون لعب تشبه بشكل كبير الاسلحة الحقيقية ولكنها من البلاستك ويقومون بحركات تدل على مشاهدات حقيقية للمعارك ويتصرفون بتقنية عسكرية ضد بعضهم وبشكل عنيف قد تحدث فية بعض الاصابات الطفيفة بسبب استخدام اطلاقات بلاستيكية صغيرة بسبب الركل اوالضرب ضد بعضهم البعض. وان اغلب الاطفال يرتدون ملابس لائقة تدل على ان عوائلهم من ذوي الدخل المتوسط بالاضافة الى تجهزات ترتدى اثناء المعارك من قبل الشرطة او المسلحين مثل قلنسوة اخفاء الوجه اوعلامات من القماش او البلاستك للدلالة على الفريق الذي ينتمي الية الطفل في اللعبة.

مشيراً الى(ان اهمال معالجة هذة الظاهرة يؤدي الى تكون جيل ذو سلوك عدواني عنيف ومتمرد على المجتمع والقانون وسوف تنعكس هذه الظاهرة على تعامل الطفل مع عائلته وضمن الاسرة وكذلك مع زملائه واساتذته في المدرسة وتفشي ظاهرة العنف بين الاطفال يؤدي الى انحرافهم خلقيا وقانونيا وبذلك سوف يكونون منبوذين في المجتمع ويصبحوا عالة على الدولة كما ان المؤسسات الامنية سوف تنشغل بحل مشاكل قد تكون كثيرة ومتشعبة من خلال تفشي هذة الظاهرة بين الاطفال في المجتمع مما يؤدي الى تدهور الوضع الامني والذي هو اصلا يعاني من مشاكل كبيرة وان تفشي هذة الظاهرة تؤدي الى تكون بؤر تعتبر مصدر لتمويل للارهاب بطاقات بشرية والتي قد يستغل فيها الاطفال لتأدية مهام ارهابية من قبل منظمات وجهات خارجة عن القانون اوارهاب دولي منظم فضلا عن خسارة الدولة العراقية لاموال من ميزانية الدولة العامة لمكافحة تأثيرات تلك الظاهرة على المجتمع كلما تفاقمت المشكلة وكبرت التي تعتبر هذة الأموال مفيدة لتطوير جوانب هامة لتطور المجتمع من خلال اصلاح الاضرار التي تصيب المؤسسات بسبب تفشي ظاهرة العنف.

التجار والربح والخسارةامتنع اغلب التجار الذين حاولت محادثهم بخصوص الموضوع معللين بان الامر" لايتسحق" الا ان البعض منهم نقلنا اجاب بان"المسالة مسالة ربح وخسارة ونحن لانجبر الاطفال على شراء تلك الاسلحة فهم من يقبلون على شرائها وهذه الاسلحة البلاستيكية تجارة تدر علينا ربحاً وفيراً يعوضنا مانخسره في بضاعة اخرى"

وحول سؤالنا عن ان الربح لكم والخسارة للوطن قال احد المتعاملين بهذه البضاعة" ليست المسالة بهذه الضخامة التي تصورونها وتحاولون ان تثيرونها فهي مجرد ايام وتنتهي ..!! ولكنم يااهل الصحافة تجعلون من " الحبة كَبه".اما احدهم فقد رمى بالمسؤولية على عاتق مجلس المحافظة والبلدية كونهما لم يهتما بشريحة الاطفال بانشاء منتزه سوى منتزه "حي المعلمين"الذي لا يستطيع استيعاب الاعداد الكبيرة من اطفال مدينة السماوة ممن يريدون ان يرفهوا عن انفسهم ويلعبوا اسوة باقرانهم في دول الجوار..وهو مايدفع بالطفل الى البحث عن أي وسيلة ليتسلى فيها حتى لو كانت كما تقول"

رمانات يدوية..!!؟؟خلال تجولنا في السوق شاهدنا رجلاً وهو يستعرض انواع من تلك الاسلحة منها المسدسات والرشاشات بانواعها اضافة الى"رمانات يدوية"؟؟!! مع مفرقعات مختلفة وهو يغري الاطفال بالشراء عن طريق عرضها باسعار رخيصة

الحل على الطاولةجمعية حقوق الانسان في محافظة المثنى قدمت مقترحات بدراسة اعدت بهذا الغرض والتي دعت الدراسة الى:-1- تشكيل فرق ولجان متخصصة مكونة من خبراء علم اجتماع وقانون ومن المؤسسات الحكومية والمدنية المدعومة من مؤسسات اكاديمية لمتابعة تفشي ظاهرة العنف ودراستها بشكل اكثر اتساعا لتشمل مناطق اخرى من محافظة المثنى.2- تطوير برامج التعليم والتدريب المهني لتدريب موظفين للعمل في مؤسسات حكومية لرعاية الطفل منشأة حاليا مثل (مؤسسة ثقافة الطفل ومديريات الرعاية الاجتماعية والتربويين في مديرية تربية المثنى).3- اقامة مشاريع تأهيل الاطفال الذين يعانون من سلوك عدواني عنيف وفقا لبرنامج اكاديمي معد من قبل مؤسسات حكومية ومدنية لغرض انقاذ هؤلاء الاطفال.4- اقامة دورات تدريببة للمعلمين والمعلمات حول اساليب تعليم حقوق الانسان في المدارس الابتدائية5- اقامة مشاريع مكافحة العنف في المجتمع عموماً والعنف بين الاطفال خصوصا مثل المسارح التفاعلية المتنقلة 6- التأكيد على وضع حلول جذرية لتفشي العنف والاقتتال والمظاهر المسلحة الخارجة عن القانون7- التوعية من خلال اجهزة الاعلام بضرورة حماية الاطفال من جميع اشكال العنف والايذاءوالاهمال في المنازل والمدرسة والمجتمع المحلي ومن الممارسات التقليدية الضارة بالطفل ووضع آليات توفر الحماية والمساعدة للاطفال المحرومين من الرعاية8- القضاء على لاعمال الحاطة بالكرامة والتي تناط بالاطفال والتي تؤثر على نفسية الطفل وسلوكة9- وضع خطة قصيرة المدى تهدف الى منع دخول اطفال جدد الى حيز شبكة عمالة الاطفال ووضع خطة طويلة الامد للقضاء على الظاهرة في العراق10- معالجة الظروف الصعبة للأطفال الأيتام واللاجئين والفقراء في المدن والأرياف العراقية11- تطوير برامج اكتشاف المواهب بين الأطفال وتنمية قدراتهم الابداعية12- الاهتمام بتنمية قدرات الاطفال البدنية والرياضية والفكرية13- صيانة الابنية التعليمية وتحديثها وتطويرها بما يتلائم مع الانشطة المختلفة لتطوير قدرات الاطفال.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
al hassany
2007-10-24
اقول لمن اصبحوا الان تجارا بل هم تجار الحروب ...اتقوا الله في العراق واعلموا ان المال ليس اغلى من العراق وشعبه وبدلا من ان تستوردو ا العاب على شكل اسلحة لاتزرع في الطفل الا ثقافة العنف استوردوا العابا تنمي عقل الطفل العراقي لكي يكبر ويصبح منتجا ومبدعا وليس مثلكم مصاصا لدماء شعبه وعلى الحكومة العراقية ان لاتترك الحدود سائبة لمن هب ودب لادخال ما يريد للبلد وللعلم ان اكثر لعب الاطفال منشأها الصين وتايلاند وشرق اسيا بشكل عام وهي الان تقاطع من جميع الدول الاوربية بسبب ثبوت احتواءها على مواد مسرطنة .
سامي
2007-10-23
هنالك لعب على اسلحة شكل اسلحة من مسدسات وبنادق وقد زودت بالليزر ، هل تعلمون ما هي نخاطر الليزر على عيون الاطفال ( انها تضعف او تعمي البصر ) ويا لهذه النعمة ، بس منو من الدوله المهتم ، وشنو يعني اعيون الاطفال ، اهم شيء يستلم راتب .
عباس الحسناوي _بابل
2007-10-21
انا احب ان اضيف حاله حصلت امامي وهو انه في يوم من الايام كان هنالك عدد من الجنود الامريكان متوقفين بمنطقتنا هم والياتهم وجاء احد الاطفال مع امه وهو يحمل احدى هذه الاسلحه البلاستيكيه ويسير مع امه لم ينتبه له الامريكان الا بعد ان وصل الى مسافه 15 متر منهم فاءذا باحد الجنود الامريكان يسحب مسدسه ويصوبه عليخ وهو يصرخ ارم السلاح باللغه الانكليزيه والطفل لا يفهم وامه اصيبت بالذعر ولا لطف الله ووجود من يفهم اللغه الانكليزيه وصراخهم على الطفل بان يترك اللعبه على الارض لاطلق عليه النار
ابو الحسن
2007-10-17
توجد ملاحظة خطيرة جدا لم تذكر حول استخدام هذه الاسلحة وهي لو نتصور ان رتل أمريكي أو افراد من بلاك وتر ! مروا فجأة بالقرب من هؤلاء الاطفال وهم ماسكين بهذه الاسلحة البلاستيكية الشبيهة جدا بالاسلحة الحقيقية فماذا سيكون رد فعلهم؟ أترك الجواب لأهالي هؤلاء الاطفال والله المستعان
حتى لانعلم اطفالنا على العنف والعدوانية
2007-10-17
يجب علىالدولة ان تعمل لجان الى الفحص النوعي لهذة الالعاب فكثير منها يصنع في الصين وهي فقط استهلاكية ليس عليها النورم فتدخل في اكثرها مواد كيمياوية مولونة او مولينةتسبب امراض السرطان والاكزمة والحساسية وقسم منها بمجرد الاستعمال تسبب حوادث الى الاطفال خصوصا الصفار يبلع هذة الاشياء اما هذة الاسلحة فلها عمل كارثي وعدواني في المستقبل فبدل شراء هذة افضل شراء كتاب او كرة وهنا عندنا ياخذون الاطفال من المدارس لزراعة الاشجار او عندهم في كل مدرسة مطبخ يعلمون التلاميذ على الطبخ والاعمال اليدوية والحرفية
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك