التقارير

هكذا سيرد تحالف واشنطن على انتصارت الجيش السوري في حلب

1700 2016-03-04

الكاتب .. حميدي العبدالله

في سياق الردّ على انتصارات الجيش السوري في منطقة حلب جنّ جنون تحالف الحرب على سوريا، وظهرت ردود الفعل غير العقلانية بأشكالها المختلفة، منها الاعتداءات التركية المباشرة على الأرض السورية، ومنها الموقف غير المسؤول للحكومات الغربية من مشروع القرار الروسي إلى مجلس الأمن الذي يدعو إلى احترام سيادة الأراضي السورية، ومنها التلويح بغزو بري تقوم به تركيا والسعودية بقيادة الولايات المتحدة لبعض المناطق السورية بذريعة محاربة «داعش».

ولكن أكثر السيناريوات جنوناً هو ذاك السيناريو الذي يقترحه أحد الباحثين في «معهد واشنطن» الموالي للكيان الصهيوني، والمنشور بتاريخ 5-2-2016. تحت عنوان: «معركة حلب: مركز رقعة الشطرنج السورية» إذ يلمح كاتب البحث بما يشبه التوصية إلى كل من السعودية وتركيا قائلاً:«إن كلاً من تركيا والسعودية قد لا تقف مكتوفة الأيدي» وثمة خيار لديهما «هو فتح جبهة جديدة في شمال لبنان، حيث قد تنخرط الجماعات السلفية المحلية وآلاف اللاجئين السوريين في القتال».

ويضيف الباحث أن «من شأن هذه الخطوة» أن تهدد «طرطوس وحمص» و«تهدد أيضاً الطريق الرئيسي إلى دمشق، وقد يؤدي ذلك أيضاً إلى تطويق قوات النظام، وقطع طرق التواصل والإمدادات والتمويل لحزب الله بين سوريا ولبنان».

وبمعزل عن صحة الرهانات على مثل هذا الخيار، وتحقيق ما عجزت عن تحقيقه الحدود التركية من أهداف كبرى، علماً أن طول الحدود التركية، وسهولة حشد وإرسال الإرهابيين عبرها إلى سوريا، وما تمثله تركيا من عمق بسعتها الجغرافية وعدد سكانها الكبير وقدراتها العسكرية لا يمكن لطرابلس أن توفره، بمعزل عن كل ذلك فإن هذا السيناريو قد يراود جدياً مخيلة بعض صانعي القرار في المملكة العربية السعودية في ضوء حجم التفاعل والتلاقي المباشر بين بعض المسؤولين السعوديين وبعض حاملي هذه الأفكار في واشنطن وغيرها.

في هذا السياق ربما يكون التصعيد المفاجئ من قبل المملكة العربية السعودية بذريعة تصويت لبنان في اجتماع وزراء خارجية الدول العربية الذين مر عليه أكثر من شهر تحركه مثل هذه الحسابات، كما أن استقالة أشرف ريفي من الحكومة اللبنانية، قد تكون جاءت في السياق ذاته لتحضير الأجواء الشعبية لتفجير تكون طرابلس منطلقه. ويهدف إلى تحقيق هذه الغايات، ولا سيما لجهة قطع طريق عام شتورا المصنع، الذي قد تغامر بعض الجماعات في العمل على قطعه.

لا شك في أنه دون تنفيذ هذا السيناريو الكثير من العقبات أبرزها الغطاء الدولي، وتوازن القوى المحلي، والقدرة الفعلية على تحقيق الكثير مما يُراد تحقيقه، إضافة إلى مستوى التأييد الشعبي، ولا سيما من قبل أهل طرابلس، الذين أحبطوا أكثر من 24 جولة عنف مع جبل محسن كانت تسعى إلى تحقيق غايات مثل هذه الغاية التي يتحدث عنها «معهد واشنطن».

المصدر .. موقع العالم الاخباري

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك