التقارير

بــــــــــــــين الســـــــــــطور..هل مات الجلبي مسموماً؟!

2697 2015-11-04

واثق الجابري

رحل الدكتور أحمد عبدالهادي الجلبي؛ في ظرف مفاجيء غامض، وكان ينتظره كثيرون لفضح ملفات تعاون الفساد والبعث، وبعد حياة مضنية وصراع مع الدكتاتورية؛ مستثمراً ثراءه وعلاقته مع المؤسسة الأمريكية؛ لإسقاط نظام البعث.

توفى الجلبي وفرح قطيعين من ألدْ أعداء العراقيين، وإبتسمت الأفاعي برحيل ثعلب السياسة.
أعداءه صنفان بغاية واحدة؛ بعثية وفاسدين لا يجيدون سوى العنتريات الإنفعالية والإستئثار بالسلطة، وبطون جائعة شبعت من الفساد وتكلمت الطائفية؛ فأضرت بالطوائف وتعاملوا بسطحية؛ فطافت شوائبهم بحنين على الدكتاتورية بنسختها الديموقراطية، ومحاربة عوائل وتيارات قدمت ما تملك لخدمة العراق، وكان الجلبي أحد مهندسي هدم الدكتاتورية، وواحد من واضعي لبنة العراق الجديد، ورغم دخوله مع الأمريكان إختلف معهم لأجل العراق.
قد يكون الجلبي واحد من الشخصيات، التي فهمت مبكراً واقع المخططات العالمية، وماذا تُريد أمريكا وما هو حلم العراقيين، وأن البعث أفعى لابد من قطع رأسها، فتولى هيئة إجتثاث البعث، وشكل لجنة عليا لتقنين ومراقبة المشتريات والعقود في حكومة الجعفري، وشيء فشيئاً سُحبت صلاحياته من الإجتثاث، وإلغيت لجنة مراقبة العقود الحكومية؟! فعاد البعث بالإستثناءات، وتفشى الفساد في معظم مفاصل الدولة.
ما يؤلم الجلبي ويضع كثير من علامات الإستفهام، ويقف حاجر أمام طموحاته، أنه لم يأخذ فرصته المناسبة، وبعض رفاق الدرب من أقل منه شأناً وحديثي العهد بالسياسة؛ رددوا إتهامات البعث له، وألصقوا به إتهامات الفساد والطائفية، وندهم لا يُخطي في الرياضيات وأرقام وكسور السرقات، وضحى ولم يستأثر بالسلطة، كما وصفه الرئيس الأسبق جلال الطالباني " يا مَنْ تعب يا مَنْ شكـَه، يا مَنْ على الحاضر لكـَه".
رحل الجلبي وترك خلفه البعثيين والفاسدين مجتمعين على قتل العراقيين، وإستهداف من يقف بطريقهم، رحل ولم يكمل حلمه بفضح الفاسدين بالدليل والأرقام والوثائق، ومثلما عاش حياة مثار للجدل، تركت وفاته تساؤلات؛ تجيب عليها شماته البعث والفاسدين؟!
طالبت عائلة الفقيد بتشريح الجثمان، والشكوك منطقية؛ في ظل تمركز البعث والفاسدين في مفاصل الدولة.
الفقيد الدكتور احمد الجلبي، من بين أصلب القادة وطنية وأشدهم كرهاَ للبعث والفاسدين، ضحى بحياته وثراءه من أجل العراق، ومن الشخصيات التي تجتمع عليه القوى السياسية، وطنياً لم يرتدي ثوب الطائفية، ومحل إجماع ومثلما حارب البعث والدكتاتورية، فقد حارب الفساد والإرهاب، وضحى وجاء إنتهازيون كثيرون على الحاضر، متناسين التضحيات، وحاولوا محو التاريخ والإنسلاخ من جلدهم، ولكن التاريخ سيشهد لك يا أبا هاشم ولرفاقك وللعوائل التي قدمت قوافل الشهداء، وسيذكر من ضحى للعراق ومن حاول العبث، وسوف تكشف الأيام هل مات الجلبي مسموماً؟! وهل أن الفساد والبعث هما الحاكمان، في دولة تحكمها حيتان جائعة؛ فشبعت من الفساد، ولها عصابات تصول وتجول؟! وسيبقى العراقيون مدينين لك؛ لأن الخلاص من البعث لا يُقدر بثمن، وتستمر الحرب مع الفساد، الذي فسح المجال وساعد الإرهاب.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك