ميسان ـ احمد الحلفي
مثلما نعرف ان أي دولة تفتخر برموزها وإبطالها وفي مختلف المجالات الأدبية والفنية والرياضية ولكن الامر مختلف لدينا ولعل الشواهد كثيرة .
لا أريد ان أتطرق كثيرا في هذا الموضوع واذكر شاهدا واحدا على ذلك وهو علي الكيار صاحب الانجازات التاريخية في تاريخ الرياضة العراقية (لعبة بناء الاجسام) ، وصاحب الألقاب التي لا زالت ومنذ سنين مسجله باسم ، فمن منطقة الكرادة في بغداد انطلق الكيار في سماء اللعبة واخذ اسمه يسطع في البطولات المحليةومن خلال تلك الانجازات قرر الاتحاد المركزي لبناء الأجسام اشتراك الكيار ببطولة العالم التي احتضنتها برلين عام (1966) وسط مراهنات منها المؤيدة ومنها غير المؤيدة من قبل القائمين على اللعبة ، وهنا حدثت المفاجئة فمن بين أبطال العالم زف الكيار البشرى للعراقيين عندما حصل على المركز الثالث بعد الامريكي ( بور جايده ) والمصري عبد الحميد الجندي ولولا التحكيم السيئ الذي أدار البطولة لكان المركز الثاني من نصيب العراقي ، وبعد الكيار جاء البطل العالمي الفرنسي ( مكرس ) ولا تتعجب أذا عرفت أن المركز الخامس كان من نصيب النمساوي ( أرنولد ) والذي كان يمثل بلده النمسا ، وبعد الانتهاء من البطولة توجهت شركة للألبان في أمريكا وبعروض مغرية للكيار لكي يقوم بالترويج لأعلانتها لكن الرفض كان موجوداً ولم يوافق بسبب حرصه على سمعة البلد الذي يمثله معتبراً أن مثل هذه الأشياء تقلل من مكانة النجوم خصوصاً وأنه بطل عالمي ولا يريد أن يقال أن هذه البطل يكسب المال من هذه الإعلانات التي كانت في وقتها جديدة الظهور على العالم وان كانت موجودة فهي بسيطة .
وبعد هذا الرفض جاءت فرصة اخر للنجم العراقي حيث عرض عليه رئيس الاتحاد الدولي ( بن وايدر ) ومن خلال لقاءات مكثفة بين الطرفين فكرة التجنيس الأمريكي وتمثيل الولايات المتحدة الأمريكية في البطولات العالمية فكان الرد أنا عراقي وابن الجنوب ولا يمكنني العيش في بلد لا يمت لي بصله .
بعد ذلك اشترك في بطولة العالم عام ( 1970 ) في يوغسلافيا ممثلاً بلده وسط التوقعات التي كانت تصب بصالحه ليقهر أبطال العالم ولكنه حصل على المركز الرابع وذلك من خلال تأمر واضح من الأتحاد الدولي الذي وضع جهاز تحكيمي سيئ يدير الاستعراضات الجسمانية للمتنافسين على لقب البطولة. وفي لبنان من نفس العام جاءت مشاركته الأولى ببطولة الدول العربية والشرق الاوسط وفيها حصل على المركز الاول دون منافس حيث كانت له هذه البطولة محطة استعداد لبطولة العالم التي جرت في فرنسا عام (1971 ) والتي حصل فيها على المركز الرابع وهنا عرضت عليه مليونيره فرنسية فكرة الزواج لكنه رفض رفضاً قاطعاً لكي لا يبتعد عن أرض العراق واهله . وبنفس العام أشترك وللمرة الثانية في بطولة الدول العربية والشرق الأوسط في لبنان أيضا ً وحصل على المركز الاول ليعود الى بغداد عام (1972) ويشترك في بطولتين مهمتين اولها بطولة العالم التي احتضنتها (دار السلام) وحصل على المركز الرابع وبنفس العام نظم العراق بطولة اسيا التي حصل على لقبها الكيار ليعود من جديد لبيروت ويشارك في بطولة الدول العربية والشرق الاوسط ليحصد لقبها للعام الثالث على التوالي . ولعل القائمة تطول بذكر الانجازات ولذلك اكتفينا بهذا القدر .
وبعد هذه الرحلة الطويلة في عالم بناء الأجسام تعرض قلب الكيار النابض بحب العراق الى عملية جراحية اثر تعرضه لتصلب وانسداد في شرايينه وهنا حصلت المأساة من قبل القائمين على الرياضة في العراق ، عن هذه الامور حدثنا الكيار اثناء زيارته الاخيرة لمحافظته ميسان قائلا :
بعد تعرضي الى الام في القلب راجعت الكثير من الاطباء في بغداد والذين اكدوا على اجراء عملية جراحية للقلب وهنا طرقت ابواب وزارة الشباب والرياضة لعلي اقابل السيد الوزير ولكن باءت كل محاولات بالفشل فقدمت طلب ومن خلال وكيله باسل عبد المهدي الذي اوعز بتقديم مبلغ (250) الف دينار عراقي فرفضتها ، وبعد طول انتظار للطلب اتصلت بي شركة الاثير للتكفل بكافة تكاليف العلاج والبالغة (15) الف دولار وقبل سفري لاجراء العملية في الاردن بثلاثة ايام جاء رد السيد الوزير بالموافقة على منحي مبلغ (500) الف دينار عراقي فأرجعتها ؟! والاغرب من ذك وبعد رجوعي من الاردن ونجاح العملية لم اسمع بأي مسؤول من محافظة ميسان بالسؤال عني علما ان محافظة واسط اقامة بطولة باسم علي الكيار وتم تكريمي من قبل محافظها والسيد قائد الفرق السابعة في واسط بالإضافة الى الاتحاد الفرعي ومنظمة بدر ومكتب الصدر في المحافظة .
وحول وزارة الشباب والرياضة التي اعدت اسماء الرواد لتكريمهم لما حققوه من انجازات للعراق ولكن العجب ان اسم علي الكيار لم يكن موجود من ضمنها .فقال بألم لماذا يحجب اسمي الست واحدا من ابناء الجنوب الذين قدموا الكثير من الانجازات للعراق ام انني لست من اصل عراقي لربما انا من اصل باكستاني كما قيل في السابق عن اهل الجنوب؟؟؟
وختاما نقول ان الكيار اب لتسعة عشر نجلا وخمس وستين حفيد وبنفس الوقت هو اب لبطل العراق لفئة الناشئين عام (1984) حسام علي الكيار واب للاعب وسام علي الكيار بطل المنطقة الجنوبية مؤخرا ، وايضا هو رئيس الاتحاد الفرعي لبناء الاجسام في ميسان وممثل المنطقة الجنوبية للعبة .
https://telegram.me/buratha