احمد الحلفيقبل يوم من ذهابي لاحدى الدوائر الحكومية لانجاز معاملتي هيأت كافة مستمسكاتي الرسمية وغير الرسمية (الاصل والصورة) المطلوبة وغير المطلوبة خوفا من طلب احد الموظفين لاحدى المستمسكات ورجوعي ثانيا وهذا مما يؤخر المعاملة ليوم ثان، وعند وصولي الى الموظف المعني ورؤيته لمعاملتي ومستمسكاتي قال : أين قائمة الهاتف لاخر شهر عندها تذكرت هذا الجزء من المقال الذي كتبه احد الصحفيين قبل اكثر من خمس عشرة سنة عن الروتين في بعض دوائر الدولة، ولكن اليوم ما هو حال الروتين هل تغير اما ازداد سوءا ؟وهل (الروتين) كلمة صحيحة أم هي مصطلح أطلق على الإجراءات المملة التي تتبعها الدوائر ، أم هو اجراءات قانونية لها فوائد ومضار، وإذا كانت هناك فوائد ألا يمكن التقليل من هذه الإجراءات لتخفيف العبء على المواطن وانجاز معاملته بأسرع وقت ممكن، كانت لنا هذه الجولة مع بعض المسؤولين والمواطنين بشأن هذا الموضوع.الروتين سياق عملالأستاذ علي احمد معاون مدير تربية ميسان قال : ان الروتين هو تحصين قانوني او اجراء قانوني الغرض منه عدم التلاعب او التزوير، وهو ايضا ضمان للحقوق، وقد جمعتني بعض الدورات في خارج البلاد مع شخصيات مختلفة، ومن دول عديدة تناولنا هذا الموضوع ووجدت في بعض الدول نفس هذه الاجراءات والمراجعات، وهذا ناتج عن اسباب عديدة.اما الاستاذ كاظم قاسم مدير دائرة التقاعد فرع ميسان فقال: الروتين هو الاجراء السليم لضمان حق الدولة والمواطن من حالات عديدة قد تحصل، وفيما يخص دائرتنا ولكثرة المراجعين فان عملنا يتطلب التعاون من قبل الدوائر المعنية في التقليل من الاخطاء التي تجبرنا على عدم قبول طلب المراجع وهذا مما يأخره.فيما قال الأستاذ اسماعيل شنيشل مدير دائرة الرعاية الاجتماعية: ان احد اهم أسباب استمرار الروتين في دوائرنا وجود بعض من الموظفين الذين ما زالوا يعملون بتعليمات الماضي ويعتبروا أنفسهم أصحاب فضل على المراجع.المواطن ماذا يقول؟الاستاذ (محمد .....) وجدناه في مديرة تربية ميسان قال: لا اعلم ما هو الغرض من كتابة الطلب المعين الذي انا أريده عند الموظف الموكل بهذا الامر ومن ثم (تهميشه) من قبل المعاون ومن ثم رجوعه الى نفس الموظف ليرسلك الى موظف اخر يطبع لك هذا الطلب وبعدها تعود الى الموظف الاول الذي بدوره يرسلك الى المعاون مرة اخرى ليوقع عليه، هذه من غير الصادر والوارد طبعا؟اما السيد (احمد عبد) فقال: ان مشكلتي بسيطة ولكن لا اعرف متى تنتهي فاليوم هو الرابع لي في هذا الدائرة ولم تنته بعد والسبب هو الموظف الذي اجده اليوم، ولا استطيع ان اصل اليه او ان اجده في اليوم الاخر، وهذا بسبب اجتماعه او خروجه ولا يوجد بديل يحل محله؟اما السيد محمد مرتضى (مراجع) فقال: الروتين قاتل ارجوا الخلاص منه، ولكن وفق اساليب حديثة ومتطورة نستغني بها عن هذه المراجعات المملة، نعم هناك حقوق للمواطن والدولة، ولكن ليس على حساب المواطن الذي يتأخر ايام في بعض الحالات تاركا عمله في سبيل انجاز معاملة معينة، وها انا ومنذ ايام لم تنجز معاملتي والسبب هو خطأ بسيط في تاشير الكتاب (الصادر)، علما ان كافة المعلومات الاخرى صحيحة السيد حسن حيدر (مراجع) قال: التطور الحاصل في دول الجوار يجعلنا في حيرة وتسائل متى نصل الى ما وصلت اليه هذه الدول، فاننا نسمع بالاجراءات البسيطة غير المعقدة في اغلب دوائر هذه البلدان التي تعمل من اجل مواطنيها، املنا ان نحذوا حذو هذه الدول، ونغير من هذا الروتين.الحلول المقترحةوحول الحلول المقترحة للتقليل من الروتين او القضاء عليه قال الاستاذ علي احمد: الحل الامثل للقضاء على الروتين هو ادخال البرمجة الحديثة التي تسهم بشكل كبير في حل العديد من سلسلة المراجعات، وذلك لوجود كافة معلومات الموظف او المراجع وبهذا لا نحتاج الى الذهاب والرجوع من موظف الى اخر، وبما اننا مختلفين جدا بهذا المجال، فاقول من ضمن هذه الحلول الدورات المكثفة في ادارت الاعمال التي تسهم في التقليل من الروتين هذا بالاضافة الى الموظف نفسه ومتى ما يكون مخـلصا في عملـه ولا يتسرب منه، وهذا فيه (اشكال شرعي) ايضا، وهناك حلول اخرى منها وجود الإداري الناجح (رؤساء الاقسام) الذين تعطى لهم صلاحيات اكبر لتجنب او لتقلل من هذا الروتين .اما الاستاذ كاظم قاسم فقال: في دائرتنا العمل مختلف.. يعتمد على الدوائر لاخرى التي نتمنى منها مراعاة المراجع والاهتمام بطلبه والتدقيق بعدم وجود خطأ معين حتى لا يتسبب برجوعه من دائرتنا الى تلك الدائرة. وهذا بدوره يقلل الروتين ويساعد على انجاز المعاملة بشكل اسرع، تبقى بعض الامور التي هي خارج ارادتنا مثل التأخير الحاصل في ايصال اشعار الوجبة (الرصيد) من قبل دائرة التقاعد العامة في بغداد الذي يؤدي الى تأخير استلام المواطن راتبه وذلك ناتج ايضا من سلسلة مراجعات، فمن دائرة التقاعد العامة الى وزارة المالية وبعدها الى المصارف الى ان تصل الينا.الاستاذ اسماعيل شنيشل قال: بالنسبة لدائرتنا لا أتصور أن هناك روتينا لأننا قمنا بانجاز (17) الف معاملة خلال سنة واحدة فقط، واتصور ان هذا العدد هو انجاز يحسب للدائرة وكادرها، نعم هناك روتين، ولكن لا يتجازو(% 10) ، اما اذا اردنا الحول الواجب اتخاذها من اجل الحد او التقليل من الروتين فاقول: هناك بعض الحالات البسيطة التي باستطاعتنا ان نغيرها: مثلا الموظف الذي يجاز يجب أن يكون هناك بديل عنه، وهذا ما معمول به في دائرتنا، وهو يؤدي الى استمرار العمل وعدم تأخير المواطن، والاعتماد على كادر شاب طموح يخدم الدولة والمراجع عوضا عن بعض الموظفين الذين تم ذكرهم سابق.دوائر ألغت الروتيناما الاستاذ حيدر سليم (مسؤول وحدة العلاقات العـامة في وزارة المهجرين والمهاجرين فرع ميسان) فقال: بسبب حداثة وزارتنا واتخـاذها بـرامج حـديثة في التعامل مع فئات العناية (المراجعين)، عملنا على تقليل الروتين لاقصى درجة بحيث يتصل المراجع بموظف واحدة فقط لينجز عمله خلال فترة قصيرة وفي يوم واحد ومن باب اخر نعتبر المراجع هو شخص محترم جدا وصاحب حاجة فتقضى حاجته بمنظور انساني بحت.الروتين يوفر فرص عملواخيرا فان للروتين فوائد أخرى حيث انني شاهدت في مديرية السفر والجنسية في ميسان ان الروتين المتبع قد وفر فرص عمل للعاطلين!! فبعد سلسلة من المرجعات ومن الشباك يأتي دور ملء (استمارة المعلومات) وهذه لا تملأ باي قلم بل تملأ من قبل (آلة طابعة) يعمل عليها عدة اشخاص خارج المديرية وهنا المديرية قد وفرت فرص عمل للعاطلين وأحيت التراث بالرجوع إلى هذه (الآلية).
https://telegram.me/buratha