في ميسان واغلب محافظات العراق تجد العديد من العادات والتقاليد منها ما هو مألوف وله شرعية ومنها غير ذلك، جاء في الموروث القديم ما تناقلته الاجيال فاصبح تقليداً يحتذى به الى الان ، ومن هذه العادات والتقاليد هو (النذر) ونقصد به ان يهدي شخص ما يرغب من ( ذبح المواشي او دفع مبالغ من المال او أي شيء الى المعوزين بقصد التقرب للخالق عز وجل وقضاء حاجة او بنية دفع الضرر). وهي عادة متأصلة لدى المسلمين على وجه الخصوص عند طريق التوسل بالأنبياء والأئمة (صلوات الله عليهم أجمعين) والأولياء الصالحين ولكن ان يطلب هذا الامر من (كنيسة) فهو امر مستغرب ولكن هذا الامر قد تحقق في كنيسة ام الاحزان في ميسان.
فقد حدثنا السيد جلال دانيال راعي الكنيسة قائلا : هذا الامر من الامور الطبيعية جدا في محافظتنا وليس بجديد فالعديد من عوائل المسلمين يأتون بالنذور والشموع والحناء للكنيسة وهذا دليل التعايش السلمي بين ابناء هذه المحافظة المحبة للخير والسلام ونحن نحس ونشعر بالالفة بينهم ولا نشعر بالغربة كوننا نتعايش معهم منذ سنين طوال واضاف الى ذلك فانهم يحضرون في اغلب مناسباتنا وافراحنا وطقوسنا كما نحضر نحن مناسباتهم. وعن عدد العوائل المسيحية في ميسان قال دانيال : يوجد الان خمس عشرة عائلة ثلاث منها في قضاء قلعة صالح والاخر يسكنون مركز المدينة حيث كان عددهم في السبعينيات (300) عائلة بعد ذلك اصبح (40) وبعد سقوط الصنم (33) الى ان وصلت وكما قلت الى (15) عائلة متواجدة الان في ميسان والسبب في هجرة هذه العوائل هو لطلب الرزق .
وعن كنيسة ام الاحزان قال دانيال : تعد كنيسة ام الاحزان في ميسان من اقدم الكنائس في المنطقة الجنوبية اذ أنها أسست عام (1880) وشيدت على مساحة (1600)م2 وتحتوي على العديد من اللوحات الاثرية النفيسة وبحكم الزمن تعرضت الى التلف وكذلك تحتوي على مكتبة فيها اندر الكتب واقدمها ونسخ من الكتاب المقدس .رممت الكنيسة ولأول مرة عام 1994 على يد المطران جبرائيل كسار راعي ابرشية المنطقة الجنوبية في ذلك الوقت حيث رممت الجدران وتم اصلاح السقوف وإكمال اعمال الزخرفة والنحت وتركيب الأبواب وتجديد التأسيسات الكهربائية وتجهيز الكنيسة بالارآئك والاثاث المكتبي وانجاز مصلّى المذبح. ويدير اعمال الكنيسة والمناطق الجنوبية الان الاب عماد عزيز البنا.
وأضاف : لقد وعد السيد عادل مهودر محافظ ميسان بترميم الكنيسة وبمبلغ (33) مليون دينار وكذلك وعدنا الوقف المسيحي بمبلغ(200) مليون دينار للترميم ولكن الى هذه اللحظة لم نرى شيء من ذلك.وفي الختام نتمنى ان يعم الامن والامان في ربوع وطننا الحبيب وتنتهي الاعمال الإرهابية ويعود العراق الى سابق عهده ومجده ، شكرنا الجزيل لكم على هذا اللقاء. واخيرا نقول أملنا ان تحضى (ام الاحزان) بالعناية والاهتمام البالغ لما تمثله من ارث كبير يدلل على عمق تاريخ هذه المحافظة المعطاء .
https://telegram.me/buratha