ضمن فعاليات مهرجان ربيع الشهادة الثالث المنعقد في كربلاء المقدسة عقدت مساء الثلاثاء 21/8/2007 على قاعة الكفيل في العتبة العباسية المقدسة محاضرة للدكتور (عبد المحسن الموسوي) عميد معهد تطويع اللغة العربية تناولت موضوعة (جدارة الرمز في ثورة الامام الحسين) حيث ارتقى(الموسوى) بمستوى البحث والتقديم فرآه الحاضرون جميلا ورائعا ،معتبرا ان مهرجان ربيع الشهادة المنعقد حاليا ليس الهدف منه ذكر الحسين باسلوب فج ولكن لابد لنا من طلب ايحاءات الحسين (عليه السلام) وتناول الباحث علاقة الحسين عليه السلام كرمز وزينب سلام الله عليها كرمز وكربلاء كرمز ايضا مؤكدا ان للثورة الحسينية وجهان: "الدم" و"الرسالة". أما الرسالة فقد أدّاها "الحسين" وأصحابه، وكان أداؤها بالدم، حتى وصل إلى مسامع العالم ،أما الرسالة الثانية فكان واجب أدائها على عاتق امرأة تركت منزل زوجها وأسرعت تحثّ الخطى خلف أخيها في رحلته إلى الدم والشهادة .،تلك المرأة النبيلة العظيمة هي: "زينب". المرأة التي تعلّم الرجال من سيرتها معاني الرجولة. ولقد كان واجب "زينب" و مسؤوليتها التاريخية الكبرى هي إكمال الرسالة وإتمام المسيرة حتى انها تحولت رمزا لجدارة المراة حينما تحوّل الانوثة الى استأساد، وبينهما تكمن كربلاء التي اعتبرها وقفة الوجود ازاء كل القيم التي كانت بالامس مثارا للجدل حيث استحالت اليوم اكداسا من الذهب يطوف حولها الزائرون .واكد (الموسوي) ان "كربلاء معشوقة الاحرار والضمائر وعندما نتحدث عنها لابد لنا ان نستعير كلمات الكبار وان كل شيئ فيها يعتبر رمز بحد ذاته."وتابع قائلا ان " ثورة الامام الحسين تعتبر الطريقة المثلى لفهم الانسان والوجود وهي حركة صراع بين الخير والشر حتى ان العقاد قال (ان معركة الحسين ويزيد لم تكن معركة بين رجلين ولكنها كانت بين منهجين ) مبينا ان مايجري في العراق حاليا ليس من اجل حفنة من البترول او صراع من اجل الارض ولكنه صراع بين منهجين بين منهج المنفعية التي تتمثل بيزيد وبين منهج الاريحية التي تتمثل بالحسين وكل القادة الاحرار،لانه (عليه السلام ) لم يكن مغامرا ولا اشرا لكنه كان قارئاً للواقع الذي عاصره وبعقلية معصوم" مؤكدا ان" الحسين عليه السلام لم يستخدم في مواجهته اسلوب العنف بل انه استخدم اسلوب القوة وليس كما يجري الان في العراق حيث تقتل النساء والاطفال والزائرين في خضم المواجهة مع قوات الاحتلال معتبرا ان هكذا اعمال هي اعمال عنف وليست من القوة.،وشرح الدكتور (عبد المحسن الموسوي) ان رمزية الامام الحسين (عليه السلام ) كانت تمثل رمزية الوضوح لذلك استحال الى رمز ليس عند الشيعة فحسب بل لكل الانسانية حيث انه يمثل الاطروحة المثلى فمن حق السني والبوذي والمسيحي ان يتغنى بالحسين لانه ملك مشاع للجميع ومحبوب الجماهير وهذه الرمزية لم تكن محصورة يوما ما بالشيعة فقط بل انه رسالة مفتوحة كما القران يجب على كل العالم الاطلاع عليه .وفي ختام المحاضرة اعتبر (الموسوي) ان هذا المهرجان هو خطوة واعية وصورة حقيقية التي يجب ان ترفع امام العالم لانها تمثل صورة محمد وآل محمد .
https://telegram.me/buratha