التقارير

(الجولة) والفانوس والدراجات تعود إلى الموصل بعد نحو شهر على سيطرة (داعش) الارهابي

1947 2014-07-09

لجأ سكان مدينة الموصل الى بدائل انقرض استعمال بعضها منذ عقود لمواجهة نقص الخدمات الأساسية بعد سيطرة تنظيم (داعش) الارهابي على المدينة و"عدم اكتراثه" لما يجري للأهالي، إذ أصبحت حركة "مئات الدراجات الهوائية والنارية مشهدا اعتياديا في شوارع الموصل بسبب نقص الوقود"، كما أرتفع سعر الدراجة الهوائية الى 300 ألف دينار، وفيما اضطر الأهالي الى استخدام الـ(جولة) للطبخ كحل بديل لارتفاع أسعار قنينة الغاز السائل وشحته، أعادت الأزمة (الفانوس) الى الظهور مجددا بعد اختفائه منذ سنوات بسبب الانقطاع التام للكهرباء.

ويقول يزن يوسف (34 عاما)، وهو موظف حكومي، في حديث الى (المدى برس)، "تم قطع إمداد وقود السيارات (البنزين) الى الموصل بعد دخول المسلحين إليها في 10 حزيران الماضي، وبذلك أصبح من الصعب الحصول على الوقود"، ويشير الى أن "الوقود المتوفر في السوق السوداء رديء جدا ويؤدي الى مشاكل في الاحتراق داخل المحرك مما يؤدي الى إصدار صوت فرقعات وفي بعض الاحيان تتوقف السيارات بسبب البنزين الذي يصل سعر اللتر منه الى ألفين دينار".

ويضيف يوسف أن "البديل هو الدراجات النارية والبخارية الصغيرة حيث تضاعف عدد الذين تركوا سياراتهم واصبحوا يستقلون الدراجات بشكل كبير في المدينة"، ويبين "أنا تركت السيارة واقتنيت دراجة هوائية لأصل بها الى السوق او للأقارب للاطمئنان عليهم لكن هذا الامر لا ينفع لنقل العائلة".

من جانبه يقول عدي بهاء (28 عاما)، صاحب اسواق تجارية، في حديث الى (المدى برس) إن "سعر الدراجات تضاعف بشكل كبير حيث كان معدل سعر الدراجة الهوائية هو 75 الف دينار قبل الازمة فيما وصل سعر بعضها اليوم الى 300 ألف دينار"، ويتابع "كذلك الدراجات النارية الصغيرة كان معدل سعرها 250 ألف دينار ووصل اليوم الى مليون دينار".

ويوضح بهاء أن "مئات الدراجات تسير اليوم في شوارع الموصل والبعض يستقلها للتجول والتنزه في المدينة او للوصول الى العمل او السوق".

من جهته يقول الموطن اكرم ابراهيم، (49 عاما)، في حديث الى (المدى برس)، إن "هناك شحة كبيرة في اسطوانات الغاز السائل الذي يستخدم للطبخ ووصل سعر الاسطوانة في السوق السوداء الى 40 ألف دينار"، ويلفت الى أن "الحصول على الغاز يكون عن طريق العلاقات".

ويضيف ابراهيم أن "الأهالي لجأت الى استخدام الطباخ البدائي (جولة) الذي يعتمد على النفط الأبيض كحل بديل اذ ان هناك بعض العوائل لديها خزين من النفط الابيض تقوم بخزنه للشتاء المقبل"، ويؤكد أن "هذا الطباخ لا يستهلك كثيرا".

بدوره يقول المواطن محمد جمال (51 عاما)، صاحب محل هدايا في سوق باب السراي وسط الموصل، في حديث الى (المدى برس) "غيرت مهنتي من بيع الهدايا الى بيع الجولات حيث لم يعد هناك زبائن للهدايا بسبب اقتصار الانفاق من قبل الاهالي على الاحتياجات الاساسية والطعام فقط لعدم توزيع الرواتب وتوقف اغلب المهن والحرف عن العمل"، ويوضح أن "أسعار الجولة تضاعفت ففي بداية الازمة كان سعر الجولة الصغيرة أربعة الاف دينار واليوم وصل الى 25 الف دينار والكبيرة من سبعة الاف دينار الى 60 ألف دينار".

ويضيف جمال أن "الموصل شهدت كذلك عودة (الفانوس) وغيره من الأدوات البدائية الى السوق بعد اختفائه منذ سنوات بسبب استخدامها من قبل الموصليين كبدائل"، ويبين أن "مصابيح الانارة والمروحات التي تعمل بالشحن أختفت من السوق بسبب انقطاع الكهرباء الوطنية حيث فصلت وزارة الكهرباء محافظة نينوى عن المنظومة الوطنية وتراجع تشغيل المولدات الأهلية بسبب شحة الوقود".

وكان مسؤولون محليون في نينوى انتقدوا، الاثنين (7 تموز 2014)، الحكومة الاتحادية لعدم مسارعتها بإغاثة نحو أربعة آلاف عائلة نازحة لمناطق مختلفة بالمحافظة تعيش في ظل أوضاع مأساوية، متهمين تنظيم (داعش) بقتل الكثيرين من الشبك والتركمان واستباحة منازلهم وسرقة أملاكهم.

وقامت وزارة الكهرباء، في حزيران الماضي، بفصل محافظة نينوى من منظومة الشبكة الكهربائية مما ادى الى تراجع تجهيز المواطنين الى ساعة واحدة او أقل يومياً، وان قطع إمدادات تجهيز المحافظة بالوقود ادى الى تفاقم معاناة المواطنين التي يضاف اليها التعليمات التي قيّدت حريتهم من قبل تنظيم (داعش).

يذكر أن تنظيم (داعش) الارهابي قد فرض سيطرته على مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، (405 كم شمال العاصمة بغداد)، في (10حزيران2014)، واستولى على المقار الأمنية فيها ومطارها، وأطلق سراح المئات من المعتقلين، ما أدى إلى نزوج مئات الآلاف من أسر المدينة إلى المناطق المجاورة وإقليم كردستان، كما امتد نشاط داعش، إلى محافظات صلاح الدين وكركوك وديالى.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك