اعترفوا أمام الضباط الأميركان أنهم قاتلوا مع القاعدة في بلاد الرافدين أيام كانت تسود محافظة ديالى رافعة لافتة "الدولة الإسلامية في العراق" وكشفوا أيضاً أنهم شاركوا في عمليات قتالية، ومنها مهاجمة قرى شيعية، وارتكبوا جرائم قتل، وكانوا يتقاضون 300 دولار عن كل عملية يشاركون بها. ثلاثة من عناصر قوات شكلت بإشراف الأميركان تحت اسم"قوات المقاومة المشروعة"، قالوا إن هدفهم هو التخلص من هيمنة القاعدة وعودة سيطرتهم على مدنهم وقراهم من جديد.
ويقول (نجم عبدالله) أحد الأعضاء الرئيسين في LFR "قوات المقاومة الشرعية" خلال لقاء مع مراسل صحيفة الكريستيان ساينز مونيتور جرى في القاعدة الأميركية (نورماندي) قبل يوم واحد من هجوم منسق شارك فيه حوالي 200 جندي عراقي وأميركي ضد مخابئ للقاعدة في ديالى، يقول: "إنه لمن المهم جداً أنْ نعود لنسيطر على منطقتنا. بعد أن ساعدنا الجيش الأميركي". وأضاف: "نحن نحتاج الى أنْ نمسك بتضاريس أرضنا وحقولنا. ثمة 40 من رجالي ينتظرونني".
ويؤكد (سام داغر) مراسل الصحيفة أنّ (نجم عبدالله) وثلاثة من رفاقه جميعهم سنة من قبيلة الجبور، أعيدو الى القاعدة العسكرية الأميركية، بعد تنفيذ العملية القتالية ضد عناصر القاعدة للتحدث مع فريق القوات الخاصة الأميركية، الذي اهتم بفحصهم الطبي وبتجهيزهم بالذخيرة، طبقاً لضباط في الفصيل السادس التابع لفرقة الفرسان 19 في الجيش الأميركي المستقرة في قاعدة (نورماندي).
و(نجم عبدالله) رجل شرطة سابق وقال إنه تعاون ذات يوم مع المجاميع المتمردة مثل (كتائب ثورة العشرين)، واحدة من مجاميع التمرّد العربية السنية التي تشكلت في وقت مبكر، وقاتلت ضد قوات الاحتلال الأميركي بعد الغزو. ونقل مراسل الصحيفة الأميركية عن زميله (مازن حامد) هو أيضا ضابط شرطة عراقي سابق الذي قال إن العديد من أقربائه قد التحقوا بأنماط من الميليشيات المرتبطة بالقاعدة، وأنهم كانوا يـُمنحون حوالي 300 دولار عن كل عملية ينفذونها.
ويقول (رعد عبد) العضو الآخر في المجموعة: "مثل هذا المبلغ يعد كبيراً في قرية مثل قريتنا الفقيرة". إنّ الثلاثة –يقول المراسل- يصفون الكيفية التي كانوا فيها جزءاً من مقاتلي القاعدة. والعديد منهم يرتدون ملابس سود، ويغطون وجوهم بأقنعة سود أيضا تحمل إسم "الدولة الإسلامية في العراق"، داهموا عدداً من القرى في منطقة (شيروين) الشيعية قبل عشرة أيام، عاصفين بيوتها ومقدمين على قتل أي شخص يرتبط بالحكومة.
وأوضح (مازن حامد) أنّ الميليشيات ابتزوا أحد الشيوخ المحليين الأثرياء بحوالي 3000 دولار، وسيطروا على مكبرات الصوت في أحد المساجد، ليهتفوا منها "تعيش دولة الإسلام في العراق".
وحسب مراسل صحيفة الكريستيان ساينز مونيتور فإن معظم هؤلاء الرجال من أعضاء مجموعة قوات المقاومة الشرعية كانوا مقاتلين أصليين في القاعدة وبينهم عدد من المقاتلين من جنسيات عربية مختلفة.
ويقول (مازن) إنّ هذا كله كان نظير تقييم عدد من ضباط الجيش الأميركي في المنطقة. وذكر أنّ 40 فقط من أصل حوالي 400 رجل من السكان الأصليين في (رابية نجم) قد هربوا، مشيراً الى أنّ زوجته قد هربت ايضاً الى الشمال، وربما يلتحق بها قريبا إذا ما فشلت عملية استعادة قريته من أيدي القاعدة.
ويقول المراسل (سام داغر) إنّ هذه الولاءات المتحركة والخط الرفيع الفاصل بين العدو والصديق تلمـّح الى مخاطر التعامل بهذه الإستراتجية الأميركية الجديدة على الرغم من فوائدها قصيرة الأمد.
ومن جانب آخر أكد (توبي دوغ) خبير الشؤون العراقية في جامعة الملكة ميري بلندن، قوله: "إنّ المشكلة طويلة الأمد هي أننا نعمل مع قوات ممزقة اجتماعياً". وبيّن "أنّ الخطر هو أنهم قد يمارسون ما تمارسه القاعدة ذات فينقلبون ضد القوات الأميركية والحكومة العراقية أو ضدهما معاً".
وقالت الصحيفة إنّ المقدم (كيث كوغاس) الذي يقود الوحدة العسكرية 9-6 التي مقر قاعدتها ديالى، يوافق على مفهوم LRF أي تشكيل وحدات المقاومة المشروعة، لكنه يعتقد أنّ المصطلح نفسه ربما يحمل إشكالية ما. وقال إنه مع تدعيم الروابط المحلية بطريقة خلاقة غير هذه.
الملف برسhttps://telegram.me/buratha