عندما يحاول أي شخص ان يتصور ماساة ويقلبها في مخيلته من جوانبها المتعددة قد يصل في بعض الاحيان الى صورة معينة يستند الى بعض الحقائق ولكن ما يحصل في مخيم اللاجئين في محافظة النجف لا يمكن للمرء ان يتصور قدر الماساة التي مرت على هؤلاء قبل تهجيرهم و المعاناة التي صاحبتهم بعد تهجيرهم نساء وشيوخ واطفال اجبروا على تغيير نمط حياتهم بعد ان كانوا اعزاء في ديارهم.
الحاج لطيف احد المهجرين من مدينة بغداد داهمته عصابة الطائفي عدنان الدليمي بعد منتصف الليل وطالبته بهويات افراد اسرته وعند التدقيق بالاسماء اخذو بعزل خمسة من اولاده لان اسمائهم علي و حسين وعباس وزهراء ومحمد واخرهم طفل عمره ستة اشهر رموه في سيارة البيكاب بقسوة وتركوه هو وزوجته اسمها كريمة وابنه الصغير اسمه سيف لان اسمائهم لا تنطبق على اسماء ال البيت عليهم السلام واما الشخص الاخر فيقول تركت مزرعتي لانهم قتلوا ثلاثة من اخوتي وقالوا لي هذا انذار فتركت كل شي ونزحت الى الملاذ الذي كان ينتظرنا الكهف الحصين ولاية امير المؤمنين عليه السلام والا فالى اين المفر .الماساة الاعظم والتي لم يتخيلها هؤلاء عندما نزحوا الى محافظة النجف هو غياب اهتمام السلطات المركزية في بغداد وكانهم غير موجودين وكان العبئ الاكبر على محافظة النجف الاشرف وبدورهم سعى المسؤولون في المحافظة بتوفير المستلزمات قدر المستطاع وكان لمكاتب المرجعية والشرفاء من اهالي النجف دور في المساعدات التي تصل الى المخيم من المواد الغذائية وغيرها .قامت الادارة المدنية بتجهيز المخيم بمولدتين كبيرتين بالاضافة الى ايصال شبكة الكهرباء والماء الصالح للشرب وانشاء وحدة طبيه وهنالك زيارات ميدانية لاطباء اختصاصيين وسوف يتم تسييج المعسكر بسياج خارجي للضرورة الامنية كما وخصصت الادارة المدنية اكثر من 100 كرفان لاسكان العوائل المهجرة فيها بد من الخيام وسوف تنصب قريبا خلال ايام الا ان هذا وحده لا يكفي فهم بحاجة الى حلول جذرية وسريعة باعتبار ان محافظة النجف الاشرف لا توجد لديها الامكانيات الكافية لتوفير كافة المستلزمات المطلوبة والخدمات للعوائل النازحة كما وطالب المهجرون وزارة الهجرة والمهاجرين والجهات ذات العلاقة للنظر في واقعهم والالتفات الى همومهم ومما تجدر الاشارة اليه ان هذا المخيم يقطنه اكثر من 189 عائلة من العوائل المهجرة قصرا من بغداد وتلعفر والفلوجة والموصل وديالى فهم يطالبون المسؤولين بالوزارات والحكومة النظر في ماساتهم وايجاد الحلول لها.
احمد دعيبل مدير المركز الاعلامي لديوان محافظة النجف الاشرف
https://telegram.me/buratha