يمثل الشهيد الشيرازي في تاريخ العراق الحديث مفصلا هاما من مفاصل مواجهة الانظمة الديكتاتورية بدءا من الحكومة الملكية حيث صدر بحقه قرارا بالاعتقال ومرورا بنظام عبد الكريم قاسم وعبد السلام وعبد الرحمن ونظام البعث البائد ، وظل طوال ثلاثة عقود يواجه هذه الانظمة ويبذل كل امكاناته العلمية والجهادية لانقاذ الشعب العراقي منها . ودخل السجون وخرج منها في مطلع السبعينات بعد ضغوط كبيرة من المراجع والحوزات العلمية في النجف الاشرف وكربلاء المقدسة وقم وباكستان والهند . وخرج مثقلا باثار التعذيب وظل بعالج في مستشفيات لبنان لعدة شهور وظلت بعض اثار التعذيب تصاحبه حتى استشهاده ، ومنها عدم قدرت على الانجاب بسبب التعذيب فحرم من الزواج . وفي لبنان انطلق لتعضيد قضية الدفاع عن حقوق شيعة لبنان ، وانطلق منها الى افريقيا حيث اسس مراكز اسلامية في سيراليون وكينيا ومناطق اخرى .كما تعتبر الحوزة العلمية الزينبية في الشام واحدة من انجازاته حيث كان المؤسس الاول لها ، وهي كانت اول حوزة علمية تقام في بلاد الشام عند قبر السيدة زينب عليها السلام .
كما ترك الشهيد اية الله السيد حسن الشيرازي مكتبة ثرية من العطاء من تاليفات وفي مقدمتها سلسلة الكلمات التي تبدأ بكتاب كلمة الله الشهير ، وحتى كلمة المهدي عجل الله فرجه ، مرورا بالائمة الاطهار ، وله كتب في التفسير والادب الموجه والاقتصاد واليات العمل الاسلامي .وظل يقارع حزب البعث ، حتى قرر النظام البعثي البائد تصفيته جسديا ، في وقت واحد مع الشهيد محمد باقر الصدر ، وتمكنت اجهزة مخابرات صدام من اغتياله عندما كان الشهيد يتوجه لحضور مجلس الفاتحة التي اقيمت في بيروت على روح الشهيد محمد باقر الصدر . فكانت الخسارة المفجعة الثانية للعراق باستشهاده، بعد خسارته باستشهاد الصدر .
بمناسبة الذكرى الثامنة والعشرين لاستشهاد المفكر الإسلامي الكبير والفقيه العامل المجاهد آية الله السيد حسن الشيرازي قدس سره الشريف الذي اغتالته اليد البعثية الكافرة في العاصمة اللبنانية بيروت عام 1980 للميلاد، احيا عدد كبير من العلماء وطلبة العلم والمؤمنين ، في مدينة قم الذكرى الثامنة والعشرين لاستشهاد ه في مسجد زين العابدين عليه السلام ، واية الله الشهيد السيد حسن الشيرازي هو نجل المرجع الكبير السيد مهدي الشيرازي وشقيق الامام الراحل السيد محمد الشيرازي ، وشقيق المرجع الحالي اية الله العظمى السيد صادق الشيرازي.حضر هذا المجلس جمع كبير من المجتهدين والعلماء واساتذة الحوزة وطلبة الحوزة العلمية ، وشارك في حضور الحفل التابيني المرجع الديني الكبير سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله وآية الله السيد محمد رضا الشيرازي دامت بركاته، وأفراد العائلة الشيرازية الموقرة وجمع من العلماء والفضلاء والمؤمنين، وزوار من العراق والخليج.
وبعد تلاوة معطرة من آيات الذكر الحكيم، ارتقى المنبر الخطيب فضيلة الشيخ صادقي دام عزّه، وألقى كلمة قيمة تناول فيها سيرة وشخصية الشهيد الشيرازي العطرة، ودوره في الجهاد ضد حزب البعث الكافر، وما قام به رضوان الله تعالى عليه من المشاريع الخيرية والعلمية والثقافية، فقال:عندما استولى حزب البعث على الحكم في العراق كان يحمل نوايا خبيثة ضد الشعب العراقي وكان يخطط للانتقام منه، ولكنه في بادئ الأمر أطلق بعض الحريات ورفع الشعارات البراقة علّه يخدع الشعب ويتفرّغ لتوطيد حكمه. إلا أن بعض الشخصيات والجهات الدينية الواعية أدركت هذه الخطة البعثية الخبيثة فبدأت بالتحركات الدينية، ومنهم الشهيد السيد حسن الشيرازي. فقد كان له دور هام في الساحة، وعلى أثر مواقفه الشجاعة والجريئة فضح هذا الحزب العميل وكشف حقيقته للناس.
وأضاف صادقي: أدرك حزب البعث أن السيد الشهيد يشكل عائقاً صلباً أمام تنفيذ خططه الاستعمارية والعدوانية التي ينوي تنفيذها ضد الشعب العراقي، فقرّر اعتقاله والانتقام منه، فأودع الشهيد في السجن ومارسوا بحقّه أبشع أنواع التعذيب الجسدي والروحي.
وفي جانب آخر من حديثه قال صادقي: كان الشهيد قدس سره شغوفاً بالعمل بقوله تعالى: «وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ»(1) فكان يودّ أن يخلّف بعده أثراً ملموساً في كل مكان تطؤه أقدامه الكريمة. ففي لبنان وسورية أسس الكثير من المساجد والحسينيات، والمكتبات العامة والمؤسسات الخيرية والعلمية الثقافية، وهكذا في بعض الدول الأفريقية كساحل العاج وسيراليون.
https://telegram.me/buratha