قال بيان جبر وزير المالية عضو الوفد العراقي المرافق لرئيس الجمهورية جلال الطالباني في زيارته الحالية إلى الصين إن مباحثات الوفد العراقي مع الجانب الصيني أسفرت عن موافقة الصين على حسم ثمانين بالمئة من ديون العراق البالغة ثمانية مليارات ونصف مليار دولار.
وأضاف الوزير جبر في مقابلة مع "راديو سوا" من العاصمة الصينية بكين أن ستة مليارات دولار من ديون العراق ستلغى وفقا لهذه الاتفاقية.
وأعلن أن العراق والصين أعادا العمل بالاتفاقيات النفطية الموقعة بين البلدين في عهد النظام السابق بشأن حقول نفط الأحدب الواقعة قرب مدينة الكوت.
وعلى صعيد التعاون الأمني بين البلدين أشار وزير المالية بيان جبر إلى أن وزير الداخلية العراقي وقع مع نظيره الصيني اتفاقا لشراء معدات فنية صينية قيمتها 100 مليون دولار.
ولم يغب دور المرأة في زيارة الوفد العراقي للصين إذ أشار الوزير جبر إلى اجتماع عقدته وزيرة المرأة العراقية مع نظيرتها الصينية لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين في هذا المجال.
فيما يلي نص المقابلة التي أجريت معه بتاريخ 22 يونيو/حزيران 2007:
س- ما هي أهم نتائج زيارتكم إلى الصين؟
ج- قام وفد عراقي برئاسة فخامة رئيس الجمهورية الدكتور جلال الطالباني وعضوية وزراء المالية والنفط والداخلية ووزير العلوم والتكنولوجيا ووزيرة المرأة مع وفد مرافق بزيارة رسمية إلى جمهورية الصين الشعبية بدعوة رسمية.
وقد التقى الوفد مع فخامة رئيس الجمهورية هو جين تاو ومع رئيس مجلس الدولة ومع رئيس مجلس البرلمان. وقد بحث الوفد قضايا عديدة أهمها التعاون الثنائي بين جمهورية الصين الشعبية وبين جمهورية العراق.
وأثناء المباحثات التي جرت بين فخامة الرئيس جلال الطالباني وفخامة الرئيس الصيني تم بحث موضوع الديون بين العراق وبين الصين حيث أن هناك 8 مليار دولار ونصف دين الصين على العراق منذ الثمانينات، وتم بحث هذا الموضوع وقد اتفق الجانبان على حسم 80 بالمئة من هذا الدين حيث يتم حسم 6 مليار دولار من الدين الصيني على العراق حسب شروطنا في باريس بعد أن أعلنت الصين الشعبية في هذا الاجتماع أنها مستعدة للالتزام بقواعدنا في باريس وجرت مباحثات بيننا كوزير مالية العراق وبين وزير الدولة لشؤون التنمية والإصلاح وهو بدرجة نائب رئيس الوزراء مع وزير التجارة، نتجت المباحثات عن خفض ستة مليار دولار من الدين الصيني على العراق.
كما تم بحث دخول الشركات الصينية في كافة مجالات العمل في العراق منها النفط والبناء وكذلك الطرق والجسور وكافة مجالات العمل حيث أبدت الشركات الصينية استعدادها لدخول العراق.
واجتمع وزير النفط مع وزير التجارة الذين يرأسا اللجنة المشتركة العراقية الصينية مع وفدين رفيعين المستوى رافقا الوفد وتم الاتفاق على توقيع مذكرة تفاهم بين العراق وجمهورية الصين. وبالتالي نعتقد أن ما حصل في هذا اللقاء أكد على عمق العلاقة بين البلدين وعلى أن يستمر البلدان في التقدم في هذه العلاقات، وستقوم الشركات الصينية وجمهورية الصين بتقديم العون الفني والتقني للعراق حيث تم الاتفاق بين وزير العلوم والتكنولوجيا من جانب وبين وزير علوم والتكنولوجيا الصيني التوقيع على مذكرة تفاهم إرسال العشرات من العراقيين للتدريب على موضوع الطاقة أي الاستفادة من الطاقة الشمسية لإنتاج الكهرباء.
وكذلك اجتمعت وزيرة المرأة مع وزيرة المرأة المقابلة وقد جرى بحث التعاون في مجال المرأة بين البلدين.
حصل لقاء بين وزير الداخلية ووزير الداخلية لجمهورية الصين الشعبية وتم الاتفاق على أن يقوم العراق بشراء بعض المعدات الضرورية لوزارة الداخلية وتم التوقيع على عقد يقل قليلا عن 100 مليون دولار. كل ذلك يأتي في سياق التعاون بين البلدين.
كما قدمت الصين شاحنتين كنموذج بمبلغ 10 مليون دولار كهدية إلى العراق ستستخدم في فحص الشاحنات والسيارات التي تأتي عبر الحدود. كما قدمت الصين هدية أخرى إلى وزارة المالية إضافة إلى الشاحنتين التي تعملان بالأشعة فوق البنفسجية وتحت الحمراء، تم التبرع بجهاز يعقد مؤتمرا بين كافة أنحاء وزارات العراق بحيث يشترك 96 مشترك في هذا المؤتمر الذي يعقد من خلال الاتصالات اللاسلكية.
هناك جهود ستبذل لتطوير العلاقة بين البلدين.
س- هل تم توقيع اتفاق نفطي عراقي مع الصين لعودة الشركات النفطية للعمل في حقول النفط كما كان في الماضي؟
ج- هناك اتفاق سابق عقدته جمهورية الصين مع العراق في زمن النظام الديكتاتوري وهو عقد بروتوكول التعاون وهو حقل الأحدب قرب مدينة الكوت، وتم الاتفاق على إعادة النظر في هذا العقد المبرم في ذلك الوقت ضمن المنافسة وضمن قانون النفط الجديد في حال إقراره في البرلمان.
وبالتالي العراق مستعد بأن تكون الصين من الدول التي تساهم في تطوير الحقول النفطية في العراق وعقد السيد وزير النفط اجتماعات متواصلة على مدى اليومين الماضيين في هذا السياق.
س- على الصعيد الداخلي، أشرت أن الداخلية ستشتري بعض المعدات، هل هناك من بروتوكول للتعاون الأمني في مكافحة الإرهاب تم بين العراق والصين في هذه الزيارة؟
ج- تحدثت عن قيام العراق بشراء معدات للداخلية بـ100 مليون دولار.
س- ما هي طبيعة هذه المعدات، هل هي أسلحة أم قضايا فنية؟
ج- يسأل السيد وزير الداخلية عن طبيعة هذه الأسلحة.
س- كيف تقيم هذه الزيارة بعد انقطاع طويل للعراق في علاقاتها مع الصين؟
ج- تعتبر هذه الزيارة زيارة دولة وزيارة مهمة في سياق العلاقات بين الصين والعراق بعد 50 سنة من العلاقة الدبلوماسية بين البلدين. وما لمسناه هناك استعداد كبير لدى القيادة الصينية في رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء ورئاسة البرلمان على ضرورة إعادة العلاقات إلى مستوى عال جدا. هذه العلاقات التي بدأت منذ 2000 عام عندما كان طريق الحرير يبدأ من الصين ويمر عبر العراق. كل ذلك تم بحثه وتم التأكيد على الحضارتين الكبيرتين الذي يتجاوز عمرهما أكثر من 4000 سنة للعراق وللصين. فهذا تاريخ مشترك والحضارة المشتركة والعريقة تؤكد بضرورة تطوير العلاقات، وهذا ما أكد عليه الجانبان. وستشهد هذه العلاقات تطوراً كبيراً وسنرى أن الشركات الصينية تبدأ تأخذ دورها في العراق لمساهمة مع شركات دول العالم الأخرى في إعادة وإعمار العراق.
س- متى ستغادرون وهل اختتمت الزيارة رسميا؟
ج- الزيارة لحد الآن مستمرة ولدينا على الأقل أكثر من يومين سيتم خلالهم بحث الكثير من القضايا وسيقوم الوفد المرافق بزيارة العديد من المصانع والشركات والاطلاع على التطور الكبير الذي تشهده الصين الشعبية في كافة المجالات.
https://telegram.me/buratha