نشرت صحيفة "ديرشبيغل " الألمانية تقريراً عن كيفية قيام وكالة الاستخبارات الأمريكية "سي أي إيه" بالتجسس على الحواسيب الشخصية للأشخاص الذين تريد الحصول على معلومات عنهم ، وقالت الصحيفة إن الوكالة تعتمد طرقاً عديدة منها اعتراض طرق تسليم الكمبيوترات، والاستفادة من ضعف أجهزة الكمبيوتر تقنيا، واستغلال أخطاء شركة مايكروسوفت. هذه بعض وسائل وكالة المخابرات الأمريكية للتجسس على الناس حول العالم.
وقد اعتمدت "ديرشبيغل" على تقرير وضعه بتصرفها ادوارد سنودن،مشيراً إلى أن خلية التجسس على الحواسيب الشخصية ظهرت عند المخابرات الأمريكية عام 1997 وهي تتألف من مجموعة من "الهاكرز" أصحاب الخبرة العالية. ويشير إلى ان هذه الخلية حصلت على المعلومات الأكثر حساسية وأهمية والتي لم ترَ مثلها الولايات المتحدة أبدا.
وأكدت الصحيفة "أن مجال عمل هذه الخلية واسع جدا، يبدأ من مكافحة الإرهاب الى التجسس الكلاسيكي، مرورا بالهجمات عبر الفيروسات الإلكترونية، وهي عمليات يمكن تشبيهها بعمليات جيمس بوند في الافلام الأمريكية.
وفي بعض ما نشرته الصحيفة الألمانية تتابع أسماء كثيرة لماكينات تقوم باختراق حاسوب شخص ما وتسحب كل المعلومات التي بداخله. أحد هذه الأجهزة يسمى "كانتوم انسيريت" يسمح بالدخول الى أجهزة حاسوب مستهدفة عبر توجيه مستخدميها نحو مواقع انترنت خاطئة حتى يمكن من خلالها تحميل برنامج للتجسس داخل الحاسوب. هذه التقنية سمحت بشكل خاص بالدخول الى الشبكة التي تدير الكابلات البحرية المستخدمة من قبل ست عشرة شركة حول العالم من بينها شركة (اورنج) الفرنسية.
وهناك معدات أخرى تسمى " فيد تروث" و"جيت بلوو" تسمح باختراق "سيرفير" الكثير من المصنعين أمثال شركة " سيسكو" الأمريكية وشركة "ديل" ايضا الأمريكية وشركة "هاواي" الصينية، وهذه الأخيرة كانت موضع شك بسماحها للمخابرات الصينية بالتجسس على حسابات مستخدمي الانترنت. وقد اتصلت "ديرشبيغل" بالشركات المذكورة التي نشر التقرير أنها عرضة للاختراق غير ان المسؤولين في هذه الشركات نفوا علمهم بهذا التقرير، وقالت "سيسكو" انها لا تعمل مع أي حكومة لتغيير طبيعة صناعاتها.
"دروبوت جيب"، آلة تجسس يمكن لها سحب المعلومات من داخل "الايفون ـ آبل". "مونكي كالندر" برنامج يرسل عبر "اس أم إس" المكان الجغرافي للهاتف المحمل عليه. "راج ماستير"، هذا البرنامج يلتقط ويرسل المعلومات الموضوعة على شاشة الحاسوب بفضل الكابل الخاص بالشاشة. هذا "الكاتالوك" الذي تنشره الصحيفة الألمانية يعود تاريخه الى العام 2008 ولكن فريق العمل يقول إنه يعمل على ماكينات تتكيف مع أي جديد في السوق!.
عملية أخرى نادرة ولكنها تكشف الكثير، وهي تقوم على استخدام تقارير الأخطاء التي يرسلها نظام استخدام "ويندوز" الى مهندسي شركة "مايكروسوفت". هذه التقارير تعطي تفاصيل محددة عن الكمبيوتر المستخدم. وكما يذكر التقرير يمكن ان تستخدم في جمع معلومات مفضلة وتسهل من عملية الدخول على الحاسوب.
وتروي صحيفة "ديرشبيغل" أيضا ان بعض طرود الحواسيب المرسلة الى الزبائن يتم اعتراضها وتوجيهها الى معامل سرية تعود لوكالة الاستخبارات الأمريكية حيث يعمد المخبرون الى فتح الطرد بعناية فائقة ووضع أجهزة تجسس داخل الحاسوب. هذه التقنية تمكنهم من استهداف الناس الذين يستخدمون حواسيب جديدة، والذين لا يتواصلون أبدا مع شبكة الانترنت لتجنب التجسس عليهم. وهذه الطريقة تحديدا هي التي كان يستعملها الصحافي "كلين غرينوالد" الذي تواصل مع "إدوارد سنودن".
من ناحيتها، ارسلت وكالة الاستخبارات الأمريكية برقية لصحيفة "ديرشبيغل" اكدت فيها وجود هذه الخلية قائلة إنها ثروة وطنية فريدة من نوعها. في الدرجة الاولى تمكن وكالة الاستخبارات الأمريكية من الدفاع عن الأمة وعن حلفائها، وعملها يتركز على استخدامات الشبكة في دعم لعملية جمع المعلومات في الخارج!
21/5/140101
https://telegram.me/buratha