محمد نور الدين
تحولت النقاشات في تركيا من دور أنقرة في مسار الحرب في سوريا وعليها إلى النتائج السلبية التي خرجت تركيا منها، من جراء المتغيرات في الأشهر الأخيرة.
وقد نقلت صحيفة «زمان» آراء خبراء أتراك شاركوا في ندوة نظمتها الصحيفة نفسها في مجلس العموم البريطاني. من المتحدثين في الندوة الكاتب عبد الحميد بيلجي الذي اعتبر أن «صورة تركيا كنموذج للشرق الأوسط مع بدء الربيع العربي تحولت إلى نموذج سيئ، يهدد توجهاتها الشرق أوسطية الجديدة التي كانت حققت نجاحات كبيرة».
وأضاف بيلجي ان «تركيا عاشت خيبة كبيرة بعد تسليحها المعارضة وثقتها الزائدة بالنفس في إمكانية تغيير النظام، وذلك بسبب عدم استطاعتها تنفيذ وعودها، مثلا أنها لن تسمح بحماه جديدة»، موضحا أن «تركيا لم تستطع ترجمة وعودها في ظل قوة الدورين الإيراني والروسي وتردد المعسكر الغربي». وتابع إن «تركيا كانت في مواجهة صورتها كبلد يدعم الجماعات المتطرفة، وهذه الصورة لم تختلف من نيويورك إلى لندن»، موضحا «كان يجب على تركيا أن تجيب بصورة واضحة على هذه الشكوك».
وقال بيلجي إن «من تأثيرات الأزمة السورية هو قناعة العلويين أن سياسة (رئيس الحكومة التركية رجب طيب) اردوغان تجاه سوريا لا تنبع من منطلق إنساني بل من سياسة مذهبية، بل إن بعضهم رأى في الرئيس السوري بشار الأسد بطلا يكافح الإرهاب». وأضاف «هذه النظرة تنسحب على سياسة تركيا تجاه الشيعة في المنطقة»، معتبرا أن «الأزمة السورية خرجت منذ وقت طويل من كونها مسألة تتعلق بالسياسة الخارجية التركية ويجب أن يتعاطى معها الأتراك بطريقة عقلانية».
واعتبر وزير الخارجة التركي السابق ياشار ياقيش أن «خطأ تركيا أنها قطعت الجسور باكرا مع النظام في سوريا». وقال إن «صورة تركيا الداعمة للإرهاب أصبحت أقوى بعد أن ترددت في وضع جبهة النصرة على لائحة الإرهاب».
وفي صحيفة «ميللييت» حذّر الخبير في شؤون الإرهاب نهاد اوزجان من «تعليق آمال كبيرة على جنيف 2 بالقول انه قد لا ينتهي إلى نتائج وهو ما ذهب إليه وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس».
وفي مقالة بعنوان «سوريا إلى أين؟»، قال اوزجان إن «تسليم السلاح الكيميائي أراح الولايات المتحدة كما أراح الأسد»، مضيفا إن «موازين القوى تسير لصالح الأسد في ظل الدعم الإيراني وحزب الله وروسيا للجيش السوري فيما تتفسخ المعارضة وتضعف ويتراجع الدعم الأميركي لها».
وأضاف إن «الأسد يوسع مجال المناورة أمامه عبر ثلاثة خطوط. الأول السيطرة على مناطق إستراتيجية آخرها على طريق دمشق ــ حمص، وهو مكسب مهم للنظام. والثاني هو تحويله عمليات المجموعات المتطرفة مثل جبهة النصرة و(تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام) داعش والقاعدة الى أفضلية له من خلال تصاعد القلق في الغرب من هذه المجموعات، بحيث بات الأسد يشكل أهون الشرين بنظر الغرب، وهو لا يشكل خطرا عالميا على الغرب بخلاف المنظمات الأصولية». وتابع «لن يكون مفاجأة إذا استطاع الأسد أن يكسب عقول وقلوب الشعب، ليس بسبب ما يفعله بل بسبب أخطاء المعارضة، ولا سيما المجموعات المتطرفة فيها».
وتابع «أما الخط الثالث الذي يسير عليه الأسد فهو توسيع مجال الحركة في شمال سوريا عبر حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي. وفي حال نجح الاتحاد الديموقراطي بلعب دوره جيدا، فإنه سينال جائزة في مؤتمر جنيف 2». وذكّر «بكلام الرئيس السابق للاستخبارات الأميركية مايكل هايدن حول ثلاثة سيناريوهات حول سوريا، وهي استمرار الحرب الأهلية أو تقسيمها أو أن يربح الأسد الحرب الداخلية. وقول هايدن إن السيناريو الأقل سوءا هو بقاء الأسد». وتابع إن «ما يفهم من هذا أننا سنتحدث طويلا عن سوريا مع الأسد».
السفير
28/5/131219
https://telegram.me/buratha