التغيير في البحرين كان عنوان العربون الذي قدمته امريكا الى ايران قبل عشرة ايام من سفر روحاني الى امريكا كبادرة حسن نية حيث ابلغتها بانها قررت اقصاء رئيس الوزراء البحريني خليفة بن سلمان من الحكم بداية السنة الجديدة حيث كان اقالته مطلب من مطالب الشعب البحريني خلال انتفاضته على حكم ال خليفة واقترحت على ايران تعيين ولي العهد رئيسا جديدا لرئاسة الوزراء في البحرين على ان يقوم والده الحاكم نقل الكثير من صلاحياته اليه وبالتالي تتحقق اغلب مطالب الشعب علما بان ولي العهد يعتبر شخصية مقبولة شعبيا .
هذا القرار تم ابلاغه بنفس الطريقة التي ابلغت فيه امريكا الحكومة القطرية بقرارها طرد امير قطر ورئيس الوزراء ووزير الخارجية حمد بن جاسم بعد ان كشفت الحكومة الايرانية عن اعتقالها لخلية تجسس تديرها وتمولها الحكومة القطرية في ايران وهددت وقتها بعقاب صارم لهذه الامارة الصغيرة التي اعتقدت بان حجمها في سوريا يمنحها حق التحرش بايران .
الحكومة البحرينية فوجئت بهذا القرار الامريكي وكررت نفس الخطأ القطري عندما طلب ملك البحرين وعمه رئيس الوزراء خليفة بن سلمان توضيحات لاسباب هذا القرار و الذي قد يكون للعائلة ال خليفة الحاكمة تفسيرات فسمعوا نفس الجواب الذي سمعه عائلة ال ثاني في قطر وهو ان القرار اتخذ وما عليكم الا تنفيذه في وقته دون نقاش او سؤال .
طار ملك البحرين الى السعودية بشكل سري في نفس ليلة اليوم الذي سمع في القرار والتقى الملك السعودي وطالبه بمناشدة الرئيس الامريكي لتغيير القرار لانه سيعتبر انتصارا للشيعة الذين يعادون سياسات الولايات المتحدة وتذكيره بالخدمات التي قدمتها عائلة ال خليفة في البحرين على مر عقود للولايات المتحدة فسمع جوابا اذهله حيث قال له الملك السعودي انني احاول ايجاد طريقة لاعلان سحب الجيش السعودي من البحرين قبل نهاية العام الحالي وقد فكرت بان تطلب انت رسميا ذلك باعتبارك انت من طلبت دخولها اولا.
عاد ملك البحرين خائبا فجرا بعد ان هاتف عمه خليفة بن سلمان قبل خروجه من لقاءه بالملك السعودي قائلا له ( ما عليه ما يصير خاطرك الا طيب و البحرين كله فداك ) وهي كلمات كافية لان يعرف رئيس وزراء البحرين ان القرار الامريكي ليس فقط غير قابلا للنقاش بل ان السعودية نفسها محتارة في كيفية اخراج جيشها من البحرين دون تحقيق الهدف الذي جاءت من اجله .
سفيرة البحرين في امريكا ( يهودية من اصل عراقي ) حاولت دون جدوى عقد لقاء مع مسؤول الشرق الاوسط في الخارجية حيث كان الجواب ان الجميع مشغولون بالاجتماع السنوي للامم المتحدة .
اخر امل يتشبث به خليفة بن سلمان رئيس وزراء البحرين هو زيارة نتنياهو الى امريكا هذا اليوم حيث سافر مبعوث بحريني الى اسرائيل ( قبل سفر موفد مجلس التعاون الخليجي يوم اول من امس السبت ) من اجل اقناع رئيس الحكومة الاسرائيلية بضرورة التوسط عند الرئيس الامريكي لالغاء هذا الطرد معللين ذلك بانه سيكون انتصارا لشيعة لبنان قبل شيعة البحرين وبالتالي هم ينتظرون ما سيفعله نتنياهو في امريكا حيث انه يحمل بالاضافة الى المطالب الاسرائيلية مطلبين خليجيين المطلب الاول بحريني خالص يتعلق بطرد رئيس وزراءه و الثاني يخص دول مجلس التعاون الخليجي الذي يحذر من مخاطر التقارب الايراني الامريكي خصوصا وان حكام الخليج لا يعلمون بما حدث ويحدث .
السعودية تعتبر المرشح الثالث للقرارات الامريكية وستكون الستة اشهر الاخيرة من عام 2014 هي المغيرة للخارطة الجيوسياسية للسعودية .
مشكلة حكام وشعوب الخليج انهم لم يناقشوا ويحللوا التغيير في قطر واسبابه ولو كانوا قد فعلوا لتصرفوا بشكل مختلف ولكانت القرابين التي تقدم الى ايران ليست مناصبهم وكراسيهم .
19/5/13930
https://telegram.me/buratha