لا يبدو على إياد علاوي انه يائس، وهو يجري بلا كلل ولا ملل، حوارات مع الجميع في اربيل. يقول لي: مرة شعرت باليأس، وقلت لماذا اتورط بكل هذه المشاكل، حينها كنت مستلقيا في مستشفى بلندن يوم نجوت بأعجوبة من محاولة الاغتيال المعروفة، وقد أخبرتني الشرطة بأن مخابرات صدام حسين تسللوا الى مشرحة المستشفى وفتشوا الجثث، بحثا عني، لانهم لم يعلموا هل نجوت ام لا. ولكن في لحظة شعرت ان حجم جرائمهم بحق كل العراقيين، ينبغي ان يدفعنا لمزيد من العمل، فقمت من الفراش واتصلت بمجموعتي، وعقدنا اول اجتماع معارض في المستشفى.
يعترف بالاخطاء، ويقول انه واثق من إمكانية تصحيحها، ويرى في الاقتراع المقبل فرصة كبيرة امام الجميع، ويراهن على تفاهم كبير بين الاكراد والشيعة والسنة، للقيام بمراجعة يستحقها "بلد منهك". اكثر من نصف الاسئلة في هذا الحوار كانت حول العرب، رغم رغبة اياد علاوي بالاسترسال في انتقاد الايرانيين. ربما لم يكن صريحا كفاية في الاجابة، لكنه يثير تفاصيل في وسعها فتح نقاش جاد ومصيري عن مستقبل موقعنا الاقليمي، وفي الاثناء جرى فتح نوافذ كثيرة حول كثير من المساحات الرمادية التي ستلعب دورا في بناء صفقة حكومة ٢٠١٤.
السؤال الذي يشغل المراقبين هذه اللحظة انتظارا لاقتراع البرلمان مطلع العام المقبل هو: ما الذي تغير ونحن ننتظر البرلمان الرابع؟ انت كنت رئيسا للحكومة خلال الاقتراع الاول مطلع ٢٠٠٥، كيف تقيس الزمان السياسي هذا؟
- اننا اليوم امام فرصة تغيير كبير. هناك تحديات اقليمية ودولية صعبة لكنها في الوقت ذاته تمنح العراقيين فرصة تاريخية لاغتنام ما يجري والقيام بمراجعة وتصحيح، ورغبة التغيير هذه ستترجم بالتأكيد خلال الانتخابات.
الذي تغير هو ادراك واسع لفشل الوصفة السياسية الراهنة. دولة الطوائف المتحاربة فشلت. الطائفيون فشلوا بنحو عميق ومن اي طرف كانوا. وهذا هو الذي يرسم مسؤولية المراجعة لدى النخبة السياسية ولدى الجمهور نفسه، رغم ان بعض الجمهور يرضى بالبقاء تابعا لقيادة عاجزة، وأن بعض القيادات تدافع عن صيغة الفشل. لكن ١١ عاما مرت علينا ليست تجربة بلا معنى ابدا.
ما هي مؤشرات ان النخبة السياسية بدأت تراجع القناعات القديمة؟
- اكبر نموذج هو ما يجري داخل كتلة التحالف الوطني نفسها، من رفض صريح للصيغة الراهنة وأخطائها. وهذا المعنى الكبير للمراجعات المهمة نلاحظه حتى داخل العراقية، التي حصل فيها تخدش، بعض الذين كانوا معنا خضعوا لاغراء السلطة، وآخرون تورطوا بمنحى طائفي.
وماذا عن مؤشرات المراجعة على مستوى الناس؟
- اجتماعيا نواجه الانقسام، فهناك شريحة يائسة وغاضبة قاطعت الانتخابات الاخيرة على نحو واسع، وشريحة موازية ترفض الطائفية السياسية وتبحث عن خطاب بديل. ولذلك أمامنا اليوم فرصة لتطوير منجز بدا محدودا ولكنه بليغ الدلالة، وهو الأصوات التي حصل عليها التيار المدني والقوائم الوطنية التي بقيت تصر على رفض الانقسام الطائفي.
هل يعتقد اياد علاوي ان رئيس مجلس الوزراء فشل في ان يتحول الى بطل للقومية او الطائفة، خلال مواجهاته مع الاكراد او مظاهرات المنطقة الغربية، ام انه نجح في تثبيت منصبه نسبيا؟
- انا لا اجيبك، ولكن افضل من يجيب على هذا السؤال هو تلك الشخصيات الشيعية المهمة والمحترمة والعديدة، التي تتحدث بوضوح اليوم قائلة ان المالكي لا يدافع عن عرب ولا عن شيعة، وانما يدافع عن كرسيه.
وفي هذا الاطار من المراجعة والدعوة لتصحيح الاخطاء الكبيرة، شاهدنا حضورا مدنيا بارزا في الانتخابات الاخيرة، ونلمس اليوم حراكا مدنيا يحظى بدعم وتعاطف كبيرين، في كل المحافظات.
الرسالة المهمة وهي ابرز درس قبيل انتخابات البرلمان الرابع، هو ان المالكي فشل رغم امتلاكه المال والقوة والسلطة. بل ان الاهتزاز يمتد حتى داخل ائتلاف دولة القانون، وأعلم ان بعض اعضائه صاروا يعترفون بصعوبة الدفاع عن نهج الحاكم.
الهزات الاقليمية مؤثرة جدا، فنموذج الاخوان الذي سقط في مصر يبرهن ان من الصعب على جهة ان تسيطر على القضاء وتحاول ابتلاع الدولة وتجاهل البرلمان، وأنا قلت هذا للأتراك مؤخرا حين زرت أنقرة لدعم ما حصل في مصر، مع إيماني بأن حركة الإخوان لا بد ان تبقى جزءا من العملية السياسية هناك، وان لا يقصى الا من ثبت عليه جرم بحق المصريين.
ولكن كيف ستنعكس هذه الدروس على خطة حركة الوفاق بزعامة علاوي، للاقتراع العام؟
- كل ما اردناه هو بناء لائحة انتخابية ومشروع سياسي غير طائفي، تسألني: كم نجحنا في ذلك؟ اترك الحكم للمراقبين، ولكن شريحة واسعة سنة وشيعة صوتوا مرارا لهذه الامنية، وأنا لن اتنازل عن ذلك وسأظل أحاول اكتشاف الطريق لتجاوز الطائفية السياسية.
اليوم حركة الوفاق محاصرة ومقموعة، ومستهدفة بالقتل حيث سقط ١٦ عشر من مرشحينا بالاغتيالات، واليوم نحن نعمل على توسيع نطاق المشاركة. ونريد استقطاب عدد اكبر من الشخصيات الوطنية، وبالفعل فقد اشترك العديد منهم معنا في تشكيل لجان تحضير للانتخابات داخل العراق وخارجه، وستتولى اختيار المرشحين بشكل اكثر دقة، وتتواصل مع الجمهور للتعرف على ارائه بنحو اوضح. وسنعقد مؤتمرا واسعا نعلن فيه معايير تقصي من خضع لاغراء السلطة او من تورط بمنحى طائفي في كل الجهات.
في حفل اعلان لائحتك الانتخابية، هل سيكون النجيفي إلى جانبك على منصة الحفل؟
- رافع العيساوي سيكون معي، وأتمنى ان يكون معي اسامة النجيفي أيضاً.
لماذا تتمنى، ألست متأكدا؟
- هو أبلغني بأنه سيكون معي. وهو حليف مهم.
من هم ابرز المستبعدين؟
- هناك كثيرون لا اريد ذكر اسمائهم، لكنهم ارتكبوا هفوات واخطاء غير مقبولة.
ماذا عن المطلك؟
- انا طلبت منه في لقاء قبل ايام ان يبقى في اللجنة الخماسية التي تنظر في مطالب المتظاهرين، ويمنح فريق الحكومة فرصة اخيرة. وهو يقول: لا انصح احدا بأن يأخذ منصبي لانه منصب "لا يحل ولا يربط". الوزراء الان لا يمثلوننا، مع اننا نحترم بعضهم. رافع العيساوي ومحمد علاوي وزير الاتصالات السابق، رفضوا العودة للحكومة لانهم متمسكون بتوجهات العراقية.
ما هي الشراكات المحتملة، في اعداد لائحة الانتخابات او التفاوض على حكومة ٢٠١٤؟
- ان فرص التشارك تكبر. هناك اليوم قوى دينية تنتقد بصدق نهج الطائفية السياسية، والامر لا يتوقف على اسرة الصدر ذات التاريخ الوطني والتصريحات والمواقف الكثيرة الممتازة للسيد مقتدى الصدر، بل يشمل تيارات عدة. وهذا تحول حقيقي يكشف ذلك "التحول الزائف" الذي حاول ائتلاف دولة القانون قبل سنوات ان يتظاهر باعتماده، مدعيا انه يناصر المدنية والمواطنة، ثم انتهى الى قمع كل التظاهرات وعمل خلافا للدستور ومعايير العمل السياسي، والنتيجة انهيار كلنا ندفع ثمنه.
أنت تتحدث كثيرا عن الجمهور المدني، وهذا الجمهور يسجل مؤاخذات كبيرة على اياد علاوي، من قبيل انك لم تنجح في زيادة عدد الشخصيات الكفوءة في فريقك، وتساهلت في صعود الكثير من الشخصيات السيئة، هل تعتقد ان من السهل عليك بناء ثقة مع التيار المدني؟
- نحن ندرك ذلك، ونقدر ملاحظات الجمهور المدني. ولذلك طلبنا من لجان التحضير للانتخابات ان تعتمد هذه المرة معايير صارمة لفرز المرشحين. وطلبنا ان تكون اللجان من ابناء المحافظات والمناطق، ليتعرفوا بشكل افضل على المرشحين، ويمكنني القول اننا اعتمدنا طريقة عمل جديدة هذه المرة.
ولدينا دراسة تفصيلية لتعديل المسارات، فمثلا طرحنا أمراً بدأت قوى اخرى تؤيده الان، وهو ان يتضمن قانون الانتخابات تخويلا للكتلة بإلغاء العضوية النيابية لاي نائب يخرج عن كتلته، الا اذا كان فائزا بأصواته هو، وهذا مطبق في بلدان كثيرة تعتمد نظام التمثيل النسبي. من فاز بأصوات الكتلة عليه أن يتمسك ببرنامجها الانتخابي الذي طرحته للجمهور، او يخرج من البرلمان.
دكتور انت تنتقد كثيرا التدخل الاقليمي ولا سيما من ايران، والجميع يعرف مؤاخذاتكم على طهران، ولكن ماذا بشأن السياسة العربية؟ الكثير من العراقيين يشعرون ان للعرب موقفا سلبيا جدا من تجربة العراق، ودائما يتهمك البعض بأنك "حليف للسعودية" وأنها بلد لديه منظمات متطرفة ورجال دين متشددون، ساهموا في تجنيد انتحاريين وجهاديين الى العراق، ألم تتحدث مع السعوديين بهذا الشأن؟
- هذا سؤال وجيه. انا أدعو لتصحيح وتطوير علاقاتنا مع كل المحيط الاقليمي، تركيا وايران والعرب. لم اكن متحمسا فقط لعلاقة متينة بالسعودية. ولذلك كنت اول من دعا لمؤتمر يضم دول الجوار تحت مظلة مجلس الامن، حين كنت رئيس حكومة، وعقدناه في شرم الشيخ، وضغطت كثيرا على جورج بوش كي يوافق على حضور ايران، والسيد عبدالعزيز الحكيم كان شاهدا على هذا. وكنت أريده اجتماعا على مستوى الرؤساء يبحث قضية العراق كل سنة وجها لوجه، مع ايران والسعودية وغيرهم، لكن من جاء بعدي لم يواصل هذا التقليد. وأدخلنا بأزمة مع كل الجوار تقريبا.
لقد بذلت جهدا كبيرا لإقامة علاقة متوازنة مع ايران والسعودية، وهناك شهود بارزون على هذا، لان الامر مهم لاستقرار العراق. لكن هذا لم ينجح وايران لم تتعاط معه بما يكفي.
* وهل نجح الامر مع السعودية؟
- في الوقت نفسه انا امثل اتجاها عروبيا، داخل إيماني بمصلحة العراق. وحاولت استغلال كل علاقاتي العربية خدمة للعراق، بل حتى لخدمة المالكي نفسه، لذا ساعدته في امور كثيرة، وقمت بترتيب اول زيارتين قام بهما للدول العربية، السعودية والامارات.
هل طلب هو منك ذلك؟
- كلا، السفير الاميركي خليلزاد طلب هذا مني في وقتها. بعدها لم اتوقف عن عرض خدماتي، وكنت اكتب للمالكي كلما اردت السفر الى دولة قريبة او بعيدة: يا اخي، انا مسافر لالمانيا (مثلا) هل تعتقد ان هناك قضية مهمة يمكن ان نثيرها لصالح العراق مع شرودر؟ وهكذا رحت ابلغه بكل جولاتي، وأعرض رصيد علاقتي الدولية. المالكي لم يرفض ولم يقبل، بل تجاهل كل الخطابات التي كانت ترسلها ميسون دملوجي بنفسها. بدوت كأنني اخاطب شبحا.
ان وضعنا الاقليمي صعب، هناك مقاتلون عراقيون يعملون في سوريا اليوم مع هذا الطرف وذاك، مع الاسد وتنظيم القاعدة، وهذا يحتاج اجراءات حذرة جدا، لكن لا احد اتخذ شيئا بقدر المسؤولية الخطيرة حتى الان.
وحين احاول القيام بخطوة معينة، ينعكس الامر كتسقيط سياسي، مرة يقولون ان علاوي يدعم جند السماء "حادثة الزركة"، ومرة يقولون ان فراس الجبوري الذي اعدموه بتهمة في الدجيل، صديق علاوي، وهذا اسلوب رخيص، وبنفس الاسلوب تصاعدت اتهاماتهم لبارزاني والصدر واتهامهم بتنفيذ أجندة خارجية، ولذلك لم تعد هذه الاساليب تنطلي على احد.
دكتور انا ألح في هذا الموضوع لانك نادرا ما تتحدث بشأنه. دعك من التسقيط الرخيص الذي نعرفه، ولكن انتم كقوى سياسية كبيرة، ألم تفتحوا حوارا مع العرب بهذا الشأن الخطير، وأن تطلب وضوحا اكثر في المواقف؟
- صدقني، احيانا افكر بأنني لو فتحت حوارا مع العرب بشأن العراق، فسيخرج المالكي ويقول ان علاوي يتدخل بشؤوننا ويتآمر. ولذلك صرت حين ازور الدول اتحاشى الدخول في تفاصيل عراقية، وأبحث معهم الشأن الاقليمي والدولي. حين لا يتعاون المالكي معنا فماذا يبقى لدينا لنقوله؟ ومع هذا فقد شجعت الكثير من الزعماء على زيارة بغداد، لان بغداد ليست لعلاوي ولا للمالكي بل لكل العراق.
لماذا يرفض المالكي الاستعانة بك او ببقية الشركاء لادارة الملفات الحساسة مثل العلاقة بالعرب؟
- هو يعتقد ان منح شركائه دورا سيعني انه عاجز وفاشل. وأن هذا سيقويهم. بينما العكس هو الصحيح. انه يريد تدمير شركائه، ولذلك كنت اناقش نهاية ٢٠١١ ازمة طارق الهاشمي مع السفير الاميركي جيمس جيفري في منزلي وبحضور القيادات، فعلق بالقول: انهم يريدون تدميرك يا اياد علاوي! ولذلك ترك المالكي طريقا واحدا الى منزلي، وهو بهذا يقوم بتسهيل تصفيتي، وصار كثير من القادة والمسؤولين يتحاشون زيارتي لهذا السبب.
سأستمر بالسؤال عن السعودية. انا سمعت من قادة شيعة مهمين انهم يشعرون بأن السعودية ستبقى متشككة بمواقف الشيعة، رغم ان الاحزاب هذه تحركت بقوة لاصلاح الاوضاع وانتقاد نهج المالكي. ألم تسمع منهم هذا؟
- بالعكس، انا شخصيا وبقدر ما تتطلب مصلحة العراق، قمت بتسهيل زيارات لقادة شيعة بارزين، الى بلدان عربية مهمة. لأنني مؤمن بأن القادة العرب لابد ان يستمعوا الى وجهة النظر الشيعية. وحين ذهب الشيعة الى هناك حصل انسجام كبير، وتبلورت فرص تفاهم مفرحة، ولاتزال الفرصة قائمة لتطوير التفاهم. المشكلة في حكومة المالكي التي لم تقم بخطوات مناسبة. احيانا بدا وكأن الشيعة تابعون لايران، وهذا غير صحيح، فهم رواد العمل الوطني بمختلف مشاربه يمينا ويسارا.
لقد كانت علاقتنا بالعرب ممتازة حتى قبل سقوط صدام حسين، مصر كانت تستعد لاستقبال الراحل السيد محمد باقر الحكيم. الحركة الكردية والشيعة كان لديهم مكاتب في بلدان عربية عديدة، ويذهبون الى هناك ويجري استقبالهم. انا لم اكن اعرف الكثير من قادة حزب الدعوة، وكان لقائي الاول بهم في اجتماعات المعارضة بالسعودية. لماذا ضاعت الفرصة مع السعودية بعد ذلك؟ هذا سؤال كبير ومهم.
كأنك لا تريد انتقاد العرب، وحضورهم الضعيف في العراق، بينما حضرت ايران وتركيا بقوة؟
- كلا، لقد انتقدته، كثيرا، ولدي مراسلات مع بشار الأسد وغيره، وقد انتقدت عمرو موسى بقسوة وزعل كثيرا، وذلك حين رفض حضور العراق الى اجتماعات الجامعة العربية. ثم تصالحنا واعترف بخطئه. ولكن انقل لكم عن قادة عرب، اخبروني انهم لا يريدون التدخل كثيرا في العراق، خشية سوء الفهم. ولذلك نسمع أن طهران تقبل او ترفض هذا المرشح او ذاك لمنصب رئيس الحكومة، ولكن هل قام العرب كثلا برفض ترشيح المالكي؟ كلا، بل دعموا الشراكة الوطنية.
انا مؤمن بأن الانتخابات ستأتي بمعتدلين من كل الاطراف، وأن وصول المعتدلين الى السلطة سيتضمن مراجعة لصالح استقرار العراق، وشراكانا مع التحالف الكردستاني وقوى كبيرة في التحالف الوطني واطراف العراقية، ستنجح في فتح حوار صحيح مع الدول العربية، لان قادة كبار من العرب يؤمنون بأن سلامة العراق هي العمود الفقري لسلامة المنطقة. وحتى مع ايران هناك فرصة لعلاقة متوازنة يجب ان نعمل عليها مع احتفاظنا باعتراض واضح على كثير من قراراتها، ولدينا خلافات حدودية تتطلب حوارا.
والخلاف مع الكويت حول البحر؟
- نحن ضيعنا فرصة كبيرة في المياه الاقليمية كان يمكن ان تجعلنا اكثر قوة، وتسهل حل مشاكلنا البحرية مع الكويت وايران. وهي ميناء العراق العملاق في الفاو. المشروع قدم لي عام ٢٠٠٤ وفرحنا جميعا لان معناه تحويل البلاد الى قلب العالم التجاري. وسيربط البصرة مارا في وسط البلاد، بكردستان، ويربط آسيا باوربا. فقلت لهم ان هذا مشروع جبار سياسي وليس تجاريا وحسب، ولان الشركة الخبيرة التي قدمته كانت لعائلة تربطني بها علاقة قديمة هي عائلة حنا الشيخ، فقد طلبت كي لا يجري اتهامنا بفساد في قصة كبيرة، ان يجري اشراك الجميع والمجيء بشركاء عالميين. هاتفت توني بلير وكان رئيس حكومة بريطانيا، وطلبت معونته لتكون بريطانيا بثقلها السياسي معنا، الى جانب هولندا الاكثر خبرة في علوم البحار، والامارات كشريك مالي كبير وخليجي. ونجحنا فوقعنا مذكرة تفاهم مع لندن وامستردام والجانب الاماراتي، وعشنا لحظة امل كبير. وتحمس الجميع وأذكر هنا برهم صالح وعادل عبد المهدي، ولكن بمجرد ان خرجت من السلطة نام المشروع في الادراج.
لكنك بموقعك السياسي لم تلاحق المشروع الذي تتحمس له؟
- دائما اسألهم عنه. مرة جاءني محافظ البصرة الاسبق المرحوم محمد مصبح الوائلي، شاكيا وضع البصرة، فقلت له، ان "جماعتك الاسلاميين يتحسسون مني"، لكنك من حزب الفضيلة، لماذا لا تذهب وتثير موضوع الميناء، ويبدو انه لم يفلح ايضا. لقد كان حلم "عقلية بناء الدولة" فرفضوه. والان اتألم بشأنه حين الاحظ كل النقاش حول خورعبدالله.
https://telegram.me/buratha