فى الوقت الذى يترقب فيه الرأى العام المصرى، تنفيذ وزارة الداخلية للتفويض الممنوح لها من مجلس الوزراء، بالتعامل مع اعتصامى ميدان رابعة العدوية والنهضة، كشفت مصادر أمنية مطلعة عن «الخطة الأمنية المعدلة» التى ستتبعها عناصر الأمن لفض الاعتصامين، والتى تم تأجيلها انتظارا لمساعى التفاوض والمصالحة، مؤكدا على أن الوزارة اتفقت على خطتين لفض الاعتصام وهما «حدوة الحصان والكماشة».
ونقلت صحيفة "الشروق" المصرية اليوم الأحد، عن مصدر أمنى مصري ــ طلب عدم الكشف عن اسمه ــ إن قوات الأمن ستلجأ لحصار المعتصمين بطريقة «حدوة الحصان» والتى تبدأ بانتشار أفراد الأمن تدريجيا حول الاعتصام من ثلاثة جوانب، بهدف تضييف الخناق على عناصر الإخوان، مع ترك جهة واحدة لخروج من يرغب سلميا مع التعهد بعدم الملاحقة الأمنية له.
وأضاف المصدر أن خطة «حدوة الحصان قد تستغرق عدة أيام، وهو ما اعتبره طريقة جديدة فى تعامل قوات الأمن المصرى مع الاعتصامات، وتنتهج «التضييق التدريجى» قبل استخدام الغاز أو الرصاص المطاطى.
وأشار المصدر إلى أنه خلال محاصرة المعتصمين يمكن اللجوء لقطع المياه على فترات متفاوتة خلال ساعات اليوم، وكذلك قطع الكهرباء عن أعمدة الإنارة فى ميدان النهضة بالجيزة، ومسجد «رابعة العدوية» الذى يعتبر مصدرا أساسيا لحصول المعتصمين على الكهرباء، مضيفا أنه وبالموازاة مع تضييق الخناق سيتم تكثيف الأكمنة الأمنية على الطرق المؤدية إلى القاهرة من المحافظات، وكذلك منع دخول مزيد من المعتصمين إلى الميدانيين، مؤكدا أن قوات الأمن ضبطت كمية كبيرة من الأسلحة الآلية، فى الأكمنة الموجودة على الطرق السريعة والزراعية، قبل وصولها إلى مؤيدى مرسى.
وأوضح أنه فى أعقاب انتهاء المهلة المخصصة للحصار والتى رجح أن تكون 3 أيام، سيتم غلق الطوق الأمنى بطريقة «الكماشة» على المعتصمين وتحذريهم قبل بدء عمليه إطلاق الغاز والقبض على قيادات أو أفراد الجماعة المطلوب ضبطها وإحضارها فى بعض القضايا.
وتابع المصدر أنه ستوجد عناصر من القوات الخاصة ضمن قوات الأمن للتعامل مع الأفراد المسلحين الذين رصدتهم الأجهزة الأمنية ضمن الاعتصام.
وأكد المصدر أنه سيتم الاستعانة بالمهندسين العسكريين بالهيئة الهندسية التابعة للقوات المسلحة والمعدات لإزالة الحواجز الخرسانية التى أنشأها المعتصمون بميدان رابعة العدوية بالإضافة إلى طائرات الهيلوكوبتر للمراقبة والرصد.
من جانبه، قال وكيل جهاز أمن الدولة الأسبق، اللواء فؤاد علام، إن الأجهزة الأمنية تحرص على تجنب الصدام مع معتصمى رابعة والنهضة، مشيرا إلى أنه إذا أجبرت قوات الأمن على مواجهة المعتصمين والتعامل معهم ستحرص أيضا على الخروج بأقل عدد من الخسائر.
واقترح علام، أن تكون عملية فض الاعتصامات بمشاركة وسائل الإعلام المصرية والدولية، وممثلين للمنظمات والجمعيات الحقوقية، لضمان رقابة المجتمع على عملية الفض، ومنعا لانتشار الأخبار المغلوطة التى تجلب مزيدا من الاحتقان بين الأمن والمعتصمين.
وأشار وكيل جهاز أمن الدولة الأسبق إلى ضرورة اشتراك وسائل الإعلام العالمية لكشف الطرف الكاذب أمام العالم كله.
من جانبه قال، اللواء، رفعت عبدالحميد، الخبير الأمنى، إن الصدام بين القوات الأمنية ومعتصمى رابعة العدوية والنهضة متوقع، ولكنه سيكون فى مرحلة متأخرة وبعد استفراغ صبر القوات الأمنية، مشيرا إلى أنه إذا امتثل المعتصمون لنداءات وبيانات وزارة الداخلية لفض الاعتصام، فلا ضرر ولا ضرار، وسوف تحدد لهم الوزارة الطرق السليمة لفض اعتصامهم دون ملاحقة أو متابعة، إلا أنه إذا تم استخدام القوة ضد المواطنين أو الشرطة فسوف يرد على ذلك بكل عنف.
27/5/13811
https://telegram.me/buratha