شهدت الأسابيع الأولى من شهر حزيران الجاري تحركات سعودية مكثفة، غابت عنها مشيخة قطر لأسباب داخلية، وترافقت مع هزيمة العصابات الارهابية في القصير.في هذا التقرير ننشر الحقيقة الكاملة لفصل من فصول هذه التحركات وهي جولة بندر بن سلطان وسعود الفيصل والتي شملت ثماني دول عربية واوروبية واقليمية، من بينها فرنسا وبريطانيا وتركيا، بالاضافة الى لقاء عقد في عاصمةعربية وضم بالاضافة الى مسؤولين فيها، قيادات اسرائيلية، وتم الاتفاق في هذااللقاء على خطوات زيادة الدعم العسكري للعصابات الارهابية، وتصعيد عمليات سفك الدماء ضد أبناء الشعب السوري، وكذلك، اقرار خطوات دعم احتياجات الدولة التي احتضنت هذا اللقاء السري، وكيفية ايصال السلاح الى الارهابيين.
أن المشاركين في اللقاء ناقشوا الهدف الأساس من جولة بندر وسعود الفيصل،والمتمثل بتشكيل قوة تدخل عربية اسلامية لدعم العصابات الارهابية وبدعم بأشكال مخنلفة من اسرائيل. حيث كانت السعودية قد اتفقت على ذلك مع تركيا خلال زيارةولي العهد السعودي سلمان بن عبد العزيز الى أنقرة، والتي سبقتها زيارة قام بهابندر بن سلطان لرئيس الجهاز الاستخباري السعودي الى تركيا، كذلك، اتفقال مجتمعون في لقاء “العاصمة العربية” على خطط اشعال الساحة اللبنانية.
وذكرت المصادر أن المجتمعين في اللقاء السري في “العاصمة العربية” قلقون منالتردد الدولي وعدم رغبة الدول الغربية في التورط أكثر من الأزمة السورية، في ظلال تجاذبات التي تعيشها العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة، ولهذا جاء هذا التحرك السعودي الذي وصفته المصادر بالخطير باتجاه تدمير الدولة السورية.
وترى السعودية أن طرحها بتشكيل قوة عربية واسلامية، والعمل عليه بصورة سرية، وتحت غطاء كثيف من الدخان والسواتر، يهدف الىحماية الدول الداعمة للعصابات الارهابية من النتائج المترتبة على انتصار الشعب السوري،
وترى الرياض أيضا أن بمقدورها توفير الشرعية المطلوبة، والغطاء المطلوب اسلاميا وعربيا لهذا التدخل الذي سيدعمه الغرب واسرائيل بأشكال مختلفة عبر مبرراتتصدر عن الجامعة العربية وقرارات تتبناها منظمة الدول الاسلامية.
واستنادا الى هذه المصادر فان الاقتراح السعودي قطع شوطا كبيرا من حيثالاعداد والتحضير والتواصل مع بعض الدول التي أبدت استعدادها للمشاركة مقابل “حوافز” مالية واغراءات اقتصادية متعددة الاشكال، كما ستلعب تركيا دورابارزا في هذا التحرك، وستقود هي والسعودية القوة العسكري التي يجري العملعلى تشكيلها، ووضع اللمسات الأخيرة على الصلاحيات التي ستمنح لها لمقاتلة الدول السورية، وليس التوغل داخل مناطق بعيدة داخل الاراضي السورية، وانما ضمان اقتطاع منطقة جغرافية من سوريا وتوفير جميع اشكال الحماية لها، بما في ذلك الحماية الجوية، من خلال اقامة مناطق حظر جوي، وتشير المصادر الى أنوسائل دعم مثل هذه المناطق باتت موجودة سواء في المناطق الحدودية مع الأردن أوتركيا أو اسرائيل.
لكن، مصدر أمني غربي قلل من أهمية التحرك السعودي ووصفه بـ “اللعب في الوقت الضائع”، وأن المطلع على طبيعة ما يدور من أحاديث ولقاءات واتصالات صعبة في الغرف المغلقة بين واشنطن وموسكو يدرك جيدا أن الازمة السورية لم تعدأزمة محلية، أو بشكل أدق أزمة اقليمية مرتبطة بالشرق الاوسط، بل باتت أزمة دوليةونقطة احتكاك بين دولتين قويتين وكبيرتين، ولن يكون هناك مكان لأية مشاغبات منجانب قوى ثانوية في المنطقة، الا اذا كانت الولايات المتحدة راغبة في الدخول في مواجهة مع روسيا على الارض السورية، وفي مثل هذه الحالة لن تكون المواجهةسهلة، وواشنطن تدرك ذلك، فعلى الرغم من تأكيدات الرئيس الروسي من أن أنظمة“اس300″ لم تصل بعد الى دمشق، الا أن ذلك لا يعني أن تلك الانظمة لن تسلمالى الدولة السورية، فقد تكون عملية التسليم النهائي مبنية على تأهيل طواقم التشغيل، وقد تقوم موسكو قريبا في حال شعرت بأن الولايات المتحدة تتحرك بشكلمريب وخبيث نحو تدخل عسكري في الاراضي السورية عبر أدوات ووكلاء لها في المنطقة، مستغلة هذا الضجيج في الحديث عن البحث عن حلول سياسية للأزمة السورية، في مثل هذه الحالة فان الاعلان الروسي حول الانظمة المتطورة وأنظمة دفاعية اخرى قد يفاجىء الجميع.
3/5/13626
https://telegram.me/buratha