عبد الله علي _ عربي برس
بعد سيطرة الجيش السوري على مدينة القصير وريفها في عملية سريعة فاجئت الصديق قبل العدو، اتجهت الأنظار مباشرة إلى منطقة الغوطة الشرقية حيث حذّر الكثير من المعارضين أن مصيرها سيكون مماثلاً لمصير مدينة "القصير".
فالجيش السوري يفرض منذ أسابيع طوقاً محكماً حول الغوطة الشرقية، تضيق حلقاته يوماً بعد يوم، حيث تتساقط المزيد من القرى والبلدات في يديه بلغت أكثر من خمسة عشر قرية وبلدة، وهو ما جعل عناصر المليشيات المسلحة وجبهة النصرة ينسحبون إلى الخلف مقتربين أكثر فأكثر من مركز الدائرة التي يقصر قطرها كلما تقدم الجيش نحوهم.
ويبدو أن تكتيك الجيش السوري قد آتى ثماره، فالحصار الخانق الذي يفرضه على الغوطة مانعاً دخول الإمدادات بكافة أنواعها إلى الجهاديين وعناصر المليشيات المسلحة، جعلهم يشعرون بمشاعر البؤس والخوف التي شعر بها إخوانهم من الجهاديين في القصير حيث كتب أحدهم واسمه مصلح القحطاني أن يوم القصير يشبه يوم الحشر. وذلك في ظل مخاوف من أن يكون سقوط الغوطة الشرقية مدويّاً أكثر من سقوط القصير، بسبب اقتراب الغوطة من العاصمة واعتبارها منصة الهجوم الموعود لتحرير دمشق، ولأهميتها الاستراتجية في الضغط على مركز النظام وبعض من أهم مؤسساته كمطار دمشق وبعض الثكنات العسكرية.
لم تعد هذه الحسابات السلبية لمجرى الأحداث في القصير مجرد مخاوف تنتاب الجهاديين فيها، بل تحولت إلى كوابيس تقضّ مضاجعهم فامتنعوا حتى عن النوم، بعدما منع عنهم الجيش السوري كل شيء آخر بحصاره الخانق حولهم.
"الغوطة في خطر" منذ سيطرة الجيش السوري على العتيبة وهذه العبارة تتردد على ألسنة الجهاديين محاولين من خلالها استنفار همم رفاقهم وإخوانهم واستجلاب المزيد من الدعم المالي لعلهم يفلحون في الغوطة بما فشلوا به في القصير.
يقول أحد الجهاديين ويطلق على نفسه اسم "أبو سالم المهاجر": " منذ أسابيع ونحن نقول لهم الغوطة في خطر ولكن لا حياة لمن تنادي .. انتظروا حتى وقع الحصار علينا". ويؤكد "الشمّري" أن " حصار الغوطة أشد من القصير لأن القصير لها منفذ مع لبنان أما الغوطة محاصرة من جميع الجهإت ومقطوعة جميع الإتصالات".
ويعبر "الشمري" عن الندم لما حلّ بالغوطة فيقول: " استيقظنا متأخّرين على حصار خانق أغلق خط الإمداد الذي يمر بالعتيبة، والذي كان يغذي كلاً من الغوطة الشرقية وضواحي دمشق الجنوبية ومن خلفها غوطة دمشق الغربية" وإذا لم ينتبه المجاهدون لخطورة الوضع في الغوطة الشرقية ويؤمّنوا خط إمداد مفتوح فإن "قُصَير" أخرى تلوح في الأفق، بحسب قوله.
وهذا ما دفع "جعفر الشامي" وهو جهادي في جبهة النصرة إلى القول: "اتقوا الله في مجاهدي الغوطة فهم في خطر محدق وما لم تنجدوهم فلا أحد يعرف ما قد يجري عليهم" ويشير الجهادي "الواثق بالله" إلى أن النظام السوري يرتب صفوفه ويخطط لإستعادة المدن المحررة (القصير، الغوطة الشرقية، ثم حلب.. ) ماذا تنتظر ؟ تسقط جميع المدن ثم تحوقل ؟".
أما أكثر الصيحات الاستغاثية تعبيراً عن واقع الحال الذي يستشعره جهاديو الغوطة، فهي الصرخة التي أطلقها الجهادي السعودي "سيف الاسلام" بقوله: "الغوطة تحتضر فالحقها يا مجاهد".
23/5/1362
https://telegram.me/buratha