دعا الكاتب والمحلل العسكري في صحيفة ‘يديعوت أحرونوت’ أليكس فيشمان الحكومة الإسرائيلية إلى ترك العرب يتقاتلون ليقتل أحدهم الآخر
لأن أي تدخل إسرائيلي’ قد يعيد التفاف العرب مع بعضهم على عدوهم التاريخي، أيْ "دولة الاحتلال" حسب تعبيره.
ويُعتبر فيشمان من أقرب المقربين في وسائل الإعلام الاسرائيلية للمنظومة الأمنية والعسكرية في الكيان الاسرائيلي وفي كثير من الأحيان تعكس مقالاته توجه المؤسسة الأمنية وتحليلاتها وخططها التكتيكية وحتى الإستراتيجية.
وقال فيشمان، في مقال نشره أمس في الصحيفة الاسرائيلية إن رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يؤلمه أصبعه، فمن شاهده هذا الأسبوع يصدر تهديداته خلال اجتماع لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست كان يرى قائدا إصبعه على الزناد، على حد تعبيره.
وأوضح فيشمان أنه في كل يوم يُقتل في الدول العربية حولنا 400 إنسان إلى 500، وفي طرابلس في لبنان يجري قتال يومي بين جبل محسن وباب التبانة. كما قال في مقاله إنه في سوريا لوحدها يُقتل في كل يوم بقتال ضعيف 80 شخصًا زاعما أن الأكراد في شمال شرق سورية قد انقسموا عن الدولة السورية، على حد قوله.
وتابع المحلل الإسرائيلي قائلاً إنه لا يُرى لدى الفلسطينيين حل للانقسام بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والسلطة الفلسطينية. كما تطرق إلى الأوضاع في مصر وأوضح أن مصر تعيش فوضى اقتصادية دستورية وفي الشوارع اضطراب عارم، والمسلمون يهاجمون الأقباط والإخوان المسلمون يحاربون السلفيين وفي سيناء يحارب البدو الجيش، على حد تعبيره، وأوضح فيشمان أن ما يقلق مصر أكثر من كل شيء هو حقيقة أن أثيوبيا تنشئ سدًا على النيل الأزرق الذي يمد مصر بـ 80 في المائة من الماء.
وهذا سبب للحرب من وجهة نظر مصر مؤكدًا على أن الأزمة مع الكيان الاسرائيلي هامشية إذا قيست بأزمة الماء مع أثيوبيا. وساق المحلل فيشمان قائلاً إنه في ليبيا تذبح القبائل والعصابات المسلحة بعضها بعضا ولم يعودوا يحصون عدد الجثث هناك، وتدخل المدن الكبرى في تونس في حظر تجول كل مساء، ويُقتل جنود تونسيون في حربهم ضد السلفيين على حدود الجزائر.
كما زعم أن العراق بات مقسومًا إلى ثلاثة أقسام، وتتجدد الحرب الأهلية هناك بكامل قوتها، وأشار إلى أنه لم يتحدث عما يحدث في الصومال وتشاد والسودان وعدن والبحرين معتبرًا أن العالم العربي يحترق منذ سنتين ويفني نفسه دون تدخل خارجي وهذا أمر قد يستمر سنين طويلة بعد’، على حد قوله.
من هنا، خلص المحلل فيشمان إلى القول: لماذا يجب علينا، بسبب عدد من الضباط الكبار الذين لا يهدأون ورئيس حكومة يسارع إلى الحرب، أن نمنح العرب سببًا للاتحاد حول القاسم المشترك الوحيد بينهم وهو كراهية “إسرائيل”؟ دعوهم يقتلون أنفسهم بهدوء، على حد تعبيره.
على صلة بما سلف، رأى البروفسور موشيه ماعوز، الخبير في الموضوع السوري أنه بالإمكان من خلال الجهد المشترك والمنظم بين تركيا والسعودية وقطر والأردن، والمساعدة الكثيفة من الولايات المتحدة والناتو تقوية مايسمي بالجيش الحر وبلورته (يبلغ عدد مقاتلي هذا الجيش اليوم نحو 50 ألف مسلح ارهابي) وإقامة منطقة عازلة واسعة بالقرب من الحدود الشمالية في سورية، ومنع نشاط سلاح الجو السوري في هذه المنطقة .
وتابع قائلاً، كما جاء في صحيفة ‘هآرتس′ العبرية أنه بات من الواضح أن إيران وروسيا ستعارضان مثل هذه الخطوات العربية ـ الغربية ، وستواصلان دعمهما لنظام الأسد وكبح جماح نفوذ الولايات المتحدة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، وبرأيه، فإن مؤتمر جنيف 2 الدولي لن يحل مشكلة الحرب الأهلية الدائرة في سورية وتابع البروفيسور الإسرائيلي قائلاً إن مثلما فعلت روسيا يتحتم على حلف شمال الأطلسي (الناتو) وعلى الولايات المتحدة الأمريكية اتخاذ خطوات عسكرية للحؤول دون مقتل مدنيين ومن أجل القضاء على التحالف القائم بين الرئيس الأسد والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وتقديم المساعدة والعون لممثلي الأغلبية الإسلامية ـ السنية في الوصول إلى السلطة في سورية، على حد قوله.
وخلص إلى القول إنه ليس المطلوب من الدولة العبرية التدخل بصورة مباشرة عسكريًا، لكن باستطاعتها أن تساعد بشكلٍ سري من خلال معلوماتها الاستخباراتية الدقيقة بشأن المنظومة العسكرية السورية، وكذلك من خلال توسيع نطاق المساعدة التي وصفها بالإنسانية التي تقدمها للنازحين السوريين وللمصابين كما يتعين على "إسرائيل" أن تستغل علاقاتها الجيدة مع الولايات المتحدة الأمريكية من أجل تقديم الحماية العسكرية والإستراتيجية للمعارضة المسلحة على حد قوله.
14513620
https://telegram.me/buratha