تحدث كتاب فرنسي عنوانه "قطر هذا الصديق الذي يريد بنا شرا" لاثنين من كبار الصحفيين الفرنسيين وهما "نيكولا بو وجارك ماري بورجيه" عن الفضائح القطرية الإسرائيلية ودورهما في صناعة ماسمي الربيع العربي والتآمر على سوريا واللقاءات القطرية الإسرائيلية وكيفية ولادة فكرة قناة الجزيرة لخدمة إسرائيل وجعلها مقبولة في العالم العربي.
وكشف الكتاب إن كل قصة الربيع العربي مؤامرة حيكت بدقة في الغرف السوداء وهي قصة علاقة وطيدة بدأت بين إسرائيل وقطر منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي وتوجها الراعيان الأميركي والفرنسي ذلك أن الدوحة التي قررت في العام 1993 بقيادة الأمير حمد بيع الغاز لإسرائيل لم يكن لها طريق إلى دائرة أصدقاء واشنطن سوى من خلال العلاقة المباشرة مع إسرائيل.
ويوثق الكتاب عملية الباخرة لطف الله عبر مجموعة كبيرة من المعلومات والأسرار والمقابلات تبرز كيفية تمويل قطر لارهابيين في سوريا بالاسلحة وبالمستشارين الذين كان من ضمنهم "عبد الكريم بلحاج" القيادي في تنظيم القاعدة الإرهابي سابقاً والذي أصبح لاحقاً احد المسؤولين السياسيين في ليبيا.
ويروي الكتاب كيف دأبت مشيخة قطر على استقبال "شيمون بيريز" و"تسيبي ليفني" زعيمة حزب كاديما الاسرائيلي والتي كانت تستسيغ التسوق في المجمعات التجارية القطرية المكيفة وزيارة القصر الأميري وكيف يتحدث رئيس الوزراء "حمد بن جاسم" عن الفلسطينيين وخاصة قوله "هل سيزعجنا هؤلاء الأغبياء طويلا".
ويؤكد الكتاب أن فكرة اطلاق قناة الجزيرة كانت فكرة يهودية عمل على تنفيذها الأخوان "ديفيد" و"جان فريدمان" وهما يهوديان فرنسيان وانهما من خلال الأعضاء في منظمة الايباك أي لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية تمكنا من اقناع أمير قطر بهذا الأمر حيث وجد فيه فكرة مثالية تخدم عرابيه من جهة وتفتح أبواب العالم العربي لإسرائيل من جهة ثانية.
كما يتحدث الكتاب أيضا عن تعيين الليبي "محمود جبريل" مستشاراً للقناة لأن الأميركيين وغداة إطلاق الجزيرة سلموه أحد أبرز مفاتيح القناة وأصبح بعد 15 عاماً رئيساً للمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا كونه أحد البيادق الأميركية في صناعة ما سمي الربيع العربي.
ويروي الكتاب فكرة البدء بالربيع العربي منذ سنوات عندما اتخذت أميركا قراراً بتغيير الوطن العربي عبر الثورات الناعمة من خلال وسائط التواصل الاجتماعي حيث نظم محرك غوغل في أيلول العام 2010 ببودابست منتدى حرية الانترنت أطلقت بعده وزيرة الخارجية الأميركية السابقة "مادلين اولبرايت" مؤسسة شبكة مدوني المغرب والشرق الأوسط سبق ذلك وتبعه سلسلة من المنتديات في قطر بعنوان منتدى الديموقراطيات الجديدة أو المستعادة شارك في أحدها في شباط العام 2006 "بيل كلينتون" وابنته "وكوندوليزا رايس" وزيرة الخارجية الاميركية انذاك وتم الاتفاق على وثيقة سرية باسم مشاريع للتغيير في العالم العربي.
وتحدث الكتاب عن الخطوات العملية لإطلاق هذا الربيع حيث أسس المصري هشام مرسي صهر الشيخ يوسف القرضاوي أكاديمية التغيير ضمت العديد من الهاكرز والمدونين وأطلقت في كانون الثاني العام 2011 عملية التونسية التي كانت تدار مباشرة من الولايات المتحدة.
وفي الكتاب معلومات خطيرة عن كيفية احتلال ليبيا وقتل العقيد معمر القذافي وأسئلة مشككة بمقتل 3 شخصيات على الأقل من العارفين بأسرار دعم القذافي للرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي بالاموال وغيره وبينهم مثلا وزير النفط السابق شكري غانم الذي قيل إنه مات غرقا في سويسرا.
ويتحدث الكتاب عن الاستثمارات القطرية في فرنسا وكيف قامت قطر بمساعدة هولاند عبر شبكة هائلة من المصالح جعلت قطر تسيطر على القرار الفرنسي وتشتري تقريباً كل شيء بما في ذلك مؤسسة الفرنكوفونية مؤكدا أن كل ذلك قد لا ينفع طويلا.
ورأى الكاتبان انه صحيح أن قطر اشترت كثيراً في فرنسا من مصانع وعقارات وفرق رياضة إلا أن هولاند الذي أنقذت الشيخة موزة أحد أبرز مصانع منطقته الانتخابية تجنب زيارة قطر في أولى زياراته الخارجية حيث ذهب إلى السعودية ثم الإمارات.
ومن الأمور اللافتة في صفقات المال والأعمال أن رفيقة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند وأثناء مشاركتهما في قمة دول مجموعة الثماني في واشنطن أهدت زوجة الرئيس الأميركي حقيبة يد من ماركة لوتانور أي المصنع الذي أنقذته الشيخة موزة فارتفعت فجأة مبيعات المصنع.
ويروي الكتاب عملية زيارة القرضاوي الى إسرائيل حيث تقول مطلقة القرضاوي السيدة اسماء في الكتاب انه زار سراً إسرائيل مطلع العام 2010 كما حصل على شهادة تقدير من الكونغرس الأميركي بوصفه احد عملاء امريكا ودليلها على ذلك أن اسمه ليس موجوداً على لائحة الشخصيات غير المرغوب فيها في الولايات المتحدة.
ويتوقع للكتاب ان يخلق مناخات عاصفة في باريس كونه واحدا من الكتب الذي يكشف ملابسات الكثير من القرارات السياسية التي اتخذت بين قطر وفرنسا وكانت خلفها مصالح مالية كبيرة ويكشف ايضا أنه ثمة مشروعا خطيرا وقف خلف ماسمي الربيع العربي وأن المال كان سيد الأخلاق السياسية في فرنسا على مدى الأعوام الأخيرة لا الكرامة الوطنية ولا القانون الفرنسي وهذا ما سيراه الفرنسيون مصيبة كبيرة في بلدهم الذي يعتبرونه بلد الحرية والإخاء والمساواة.
.................
12/5/13514
https://telegram.me/buratha