خص مصدر سياسي مطلع وكالة أنباء براثا برؤية لما سيسفر عنه الأتفاق الروسي الأمريكي بشأن سوريا..
ويرى المصدر أن قطر باتت خارج سياقات التأثير في القضية السورية، وان الأمور تتجه الى الحل السياسي..واشار المصدر الى أن فورة تأثير قطر قد أنتهت تقريبا
منوها الى أنه تدور في أروقة السياسة أحاديث عن سحب معظم الملفات الإقليمية العالقة إلى الإدارة السعودية بسبب فشل القيادة القطرية في المعالجة، والذي كان واضحاً في الأزمة السورية.
ونوه الى أن مصدر هذه المعلومات التي باتت واقعا أثر الأتفاق الروسي الأمريكي ليس مصدره أخصام الدولة القطرية، بل على العكس من ذلك مصدره حلفاء لها كانت هي الراعية الأساسية لهم في الفترة الأخيرة، إلا أن التحولات التي طرأت على الصعيد السوري دفعتهم إلى تأكيد هذه المعلومات، سيما وأن الدور القطري الذي بدى أكبر من حجمها بكثير بات يشكل خطرا على مصالح لقوى مهمة وفاعلة ومن بينها الدولة السعودية
عناصر المشهد رسمها مصدر مطلع لوكالة أنباء براثا كالآتي:
1ـ التطورات الأقليمية دفعت القيادتين الأميركية والروسية الى التوافق على حل سياسي للأزمة السورية.
2ـ أن اللاعب القطري غير مرغوب فيه من قبل القيادة الروسية التي تجده أصغر من أن يلعب مع الكبار، ولذلك تتحدث مصادر قوى المعارضة السورية عن إنتقال الرعاية القطرية لها إلى القيادة السعودية، وتؤكد أن هذا الأمر تم بضغط من قبل الولايات المتحدة الأميركية، التي لا تريد المزيد من التأزم على الصعيد الإقليمي، لا سيما أنها أبدت الكثير من التردد بالنسبة إلى التدخل المباشر في أكثر من ساحة. و عبر الدب الروسي عن موقفه من خلال وزير خارجيته سيرغي لافروف قبل مدة، عندما تحدث عن الدور القطري في المنطقة، ورفضه له، لا سيما بعد التحدي الذي أبدته على الصعيد الإقتصادي من خلال المنافسة في تصدير الغاز الطبيعي إلى الأسواق الأوروبية.
3ـ وتقع في هذا الأطار الزيارة التي قام بها رئيس الإئتلاف الوطني السوري المعارض المؤقت جورج صبرا مؤخرا على رأس وفد إلى السعودية، من أجل التنسيق في المواقف، حيث إجتمع الوفد مع بعض المسؤولين السعوديين، أبرزهم رئيس الإستخبارات السعودية الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز.
4ـ أن التخبط الذي شعرت به واشنطن في الفترة الأخيرة على أكثر من صعيد، وتفاقم الأزمات في المنطقة دفع واشنطن الى تنحية الصخرة القطرية عن طريقها، سيما وأنها أي قطر لم تفلح في تأمين المصالح الأمريكية خصوصاً أنهم لجأوا إلى دعم المجموعات الإسلامية المتشددة التي لم تستطع تأمين الحماية للمصالح الأميركية، لا بل أنها قد لا تستطيع تأمين الحماية لنفسها، لا سيما في ظل تزايد المعارضات الشعبية لها، خصوصاً على الصعيدين المصري والتونسي، حيث تعيش حركة "الإخوان المسلمين" حالة من التخبط في إدارة البلاد، إضافة إلى الأزمات المتعاقبة في ليبيا.
5ـ ويرى المصدر المطلع أن أولى ملامح هذا التطور هو الإتفاق الروسي-الأميركي حول سوريا، وتؤكد أن هذا القرار سوف يسهّل من فرص الوصول إلى حل سياسي يقوم على أسس "إتفاق جنيف".
6ـ أن هناك قناعة أمريكية بأن الملفات الكبيرة تحتاج إلى لاعبين كبار من أجل المعالجة، لا سيما أن خطر إنزلاق المنطقة نحو صراع مذهبي ضخم بات كبيراً، وفي ذاكرة القيادة الأمريكية النجاح الذي حققته القيادة السعودية في معالجة الأزمة اليمنية، إضافة أن هناك ثقة بالدور السعودي المخضرم على الصعيد الإقليمي أكثر من الدور القطري. ولا يسبعد المصدر أن القيادة الأمريكية تلمس ريبة من الدور القطري.
7ـ أن الأشارات الأيجابية التي أرسلتها السعودية في الفترة الأخيرة باتجاه "حزب الله" على صعيد الملف اللبناني، على الرغم من إعتبار المملكة أن الحزب تابع بشكل كامل إلى القيادة الإيرانية، هذه الأشارات تعني أن هدفها الأساسي هو الإنفتاح على طهران.
8ـ أن الأتفاق الروسي الأمريكي ترك مساحة لقطر لتمارس هوايتها في لعبة الكبار عندما سمح لها بالنفوذ الى غزة، حيث تلفت إلى أن هناك تناغماً قطرياً إسرائيلياً ساهم في التهدئة على هذه الجبهة، وتعتبر أن هذا الأمر يرضي الولايات المتحدة، وبالتالي ليس هناك من مانع من إستمرار الدور القطري طالما أنه يؤمن المطلوب منه.
9ـ والعنصر ألأهم في الأتفاق الروسي الأمريكي هو أن الأمر مادام بأيدي الكبار فإن على الصغار الأصغاء، سيما وأن واشنطن قادرة على لجم أي حليف لها قد يسعى إلى التمرد على رغبتها.
27/5/13512
https://telegram.me/buratha