حذّرت منظمة خيرية بريطانية لحماية الأطفال من أن العراق تحول إلى واحدة من أسوأ المناطق للأطفال في الشرق الأوسط.
ويعيش العراق منذ اجتياحه على ايدي قوات تحالف دولي قادته الولايات المتحدة اعمال عنف يومية قتل فيها عشرات الآلاف من رجال ونساء واطفال.
وغالبا ما تستهدف الاسواق الشعبية في عموم البلاد بالعبوات الناسفة والسيارات المفخخة ويقتل فيها الاطفال خصوصا، كما تستهدف المدارس بين الحين والآخر.
وقالت منظمة "أطفال الحرب" أن "ما يقرب من 700 طفل وشاب قُتلوا في أعمال عنف في العراق على مدى الأشهر الخمسة الماضية، وأصبح هذا البلد واحداً من أسوأ الأماكن للأطفال في الشرق الأوسط".
واتهمت المنظمة الخيرية البريطانية في تقريرها الدول التي شاركت في غزو العراق وعلى رأسها واشنطن بـ"التخلي عن أطفاله، وخفض المساعدات المخصصة له على الرغم من تزايد العنف".
وقالت إن الأطفال العراقيين "يتخلفون عن التعليم ويتردد أقل من نصفهم على المدارس الآن، وصار التسجيل في المدارس الابتدائية أقل بكثير مما كان عليه قبل الغزو، وانخفض متوسط العمر المتوقع لهم، حيث يُتوقع أن يعيش الطفل المولود سنة 2011 عامين أقل من الطفل المولود عام 2000".
وكان وزير التربية محمد تميم الجبوري اعلن في اذار/مارس ان العراق بحاجة الى ستة الاف مدرسة حاليا وكذلك الى 600 مدرسة اضافية في كل عام لاستيعاب الطلبة الجدد في الدراسة الابتدائية، مشيرا الى قلة التخصيصات المالية لمعالجة هذا الامر.
ويرى الامين ان "الفجوة بين العراق والدول الاخرى كبيرة، خصوصا في مجال التعليم، نتيجة سوء ادارة الملف التعليمي ابان النظام السابق وحتى حاليا. لا تزال لدينا مشاكل كبيرة في مجال التعليم"، مشيرا الى ان التخصيصات المالية لقطاع التعليم تبلغ نحو 6 بالمئة من الموازنة الحكومية السنوية.
ويعاني اطفال العراق من مصاعب اضافية ناجمة عن مشاكل اخرى مثل ازمة السكن وعمليات التهجير الطائفي التي مثلت "كارثة" على الاطفال وادت الى ابتعادهم عن المدارس وزيادة في عمالة الاطفال، وفقا للمتحدث باسم وزارة حقوق الانسان العراقية.
ودعت المنظمة المانحين الدوليين إلى "توفير الدعم على المدى الطويل للبرامج الإنمائية في العراق، والتركيز على احتياجات الأطفال والشباب للحماية من العنف، وإزالة الألغام الأرضية، وإصلاح قطاع التعليم".
وتنعكس الازمات السياسية والأمنية التي يشهدها العراق منذ عقود على حياة ومستقبل اطفال هذا البلد الذي يعيش فيه نحو خمسة ملايين طفل يتيم وتعصف به منذ تسع سنوات هجمات دامية يومية قتل فيها عشرات الآلاف.
وتشير وزارة حقوق الانسان الى ان نحو نصف سكان العراق البالغ عددهم حوالى 32 مليون نسمة هم دون 18 عاما.
وبحسب صبا زكي رئيسة منظمة "الرابطة الاسلامية لنساء العراق" التي ترعى نحو الف يتيم، فان هناك خمسة ملايين يتيم في عموم العراق "70 بالمئة منهم ضحايا ارهاب واعمال عنف".
19/5/13502
https://telegram.me/buratha