كشف الموقع الرسمى لإذاعة الجيش الإسرائيلى "جالى تساهال" عن الوحدة المسئولة عن متابعة ومراقبة الإعلام العربى بشعبة الاستخبارات بالجيش الإسرائيلى، حيث تحمل الوحدة كود "حتسف"، موضحة أنه تم إنشاءها منذ عشرة سنوات.
وأوضح الموقع الإسرائيلى، أن الوحدة "حتسف" تمد جهاز المخابرات الحربية الإسرائيلية ببعض المعلومات الهامة التى يمكن الاستفادة منها بواسطة رصد مواقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" و"تويتر" للعدو، على حد وصف الموقع الإسرائيلى، فى إشارة إلى المنطقة العربية ومصر.
وأضاف الموقع الإسرائيلى، أن أى كلمة أو تغريدة تكتب فى مواقع التواصل الاجتماعى العربية، أو صورة توضع فإن الوحدة ترصدها، وهو من صميم عملها، وتقوم الوحدة بالرد على صور قد تكون مزورة، فعلى سبيل المثال نشرت بعض الصفحات العربية على "فيس بوك" خلال عملية "عمود السحاب" صورا لمجازر ارتكبت بحق مدنيين، ونسبت للجيش الإسرائيلى، وفى الحقيقة هى صور لمجازر بشار الأسد فى سوريا، فتم معالجتها من قبل الوحدة، وتم توضيح حقيقتها.
ووصف الموقع الإسرائيلى شبكات التواصل الاجتماعى بالكنز الكبير لدى المخابرات الإسرائيلية، للحصول على معلومات هامة ودقيقة عن العرب، خاصة فى السنتين الأخيرتين، التى شهدت أحداث كبيرة فى المنطقة، فكان منبع المعلومات والأخبار هى شبكات التواصل الاجتماعى التى تعد جاسوساً كبيراً تزرعه، دون أن يلقى القبض عليه، ويعطيك معلومات وقتية وبشكل أسرع، مما أن يتخيله أحد.
وشرح الموقع الإسرائيلى إحدى الطرق التى تتبعها وحدة "حتسف" لمراقبة شبكات التواصل الاجتماعى العربية، ومنها مراقبة المحادثات التى تتم على "فيس بوك"، بالإضافة إلى تتبع الشخصيات التى تؤثر فى النشطاء على "فيس بوك" و"تويتر".
ونقل الموقع الإسرائيلى عن ضابط برتبة مقدم، هو رئيس الوحدة، ورفض الكشف عن اسمه، قوله "كل كلمة تكتب، أو صورة ترفع على "فيس بوك" تحت أعيننا، ونولى لها اهتمام كبير، ثم بعد ذلك نقوم بتحليلها واستنتاج الصحيح منها، نحن لا نرفض شىء يكتب لأنها فى النهاية ستؤدى إلى معلومة خطيرة".
وأضاف الضابط الإسرائيلى، أن الأمثلة عديدة للفوائد التى تعود على إسرائيل من هذه الوحدة، فعلى سبيل المثال تعرفت أجهزة المخابرات الإسرائيلية على مدى خيبة أمل المصريين تجاه حكم الإخوان من خلال الكتابات والشعارات والصور التى تنشر من قبل المصريين الرافضين للرئيس محمد مرسى، ومدى تدهور شعبية حزب الحرية والعدالة التابع للإخوان قبل إجراء الانتخابات البرلمانية.
وأكد أن التيار الليبرالى أو الإصلاحى فى مصر بدأ يشعر باليأس وخيبة أمل كبيرة فى حدوث تغيير جذرى، أو أن ينهى الإخوان المسلمين حكمهم، وتم استنتاج ذلك من خلال الكتابات على مواقع التواصل الاجتماعى لبعض القيادات فى هذا التيار، رغم أنها لا تقول ذلك صراحة.
من جانبه، قال الدكتور طارق فهمى رئيس وحدة الشئون الإسرائيلية بمركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية، أن هذه الوحدة ليست الوحيدة، فهناك وحدتان أخرتان تتبعان الإعلام العربى، وتقومان بمتابعة القنوات الفضائية العربية بصفة عامة، ومصر بصفة خاصة، وكذلك المواقع الإخبارية المصرية.
وأكد "فهمى" أن المواقع الإخبارية المصرية ذات الشهرة الكبيرة فى مصر، والتى تؤثر فى الرأى العام مثل "اليوم السابع"، وغيرها من المواقع تحت مجهر الأجهزة المخابراتية الإسرائيلية، لقياس ردود أفعال المواطنين وتعليقاتهم لتتنبأ بالأحداث قبل وقوعها، موضحاً أن الشخصية الوحيدة التى تتطلع على التقارير النهائية لهذه المعلومات بعد التأكد من صحتها، هو رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو.
وأضاف "فهمى" أن طريقة تشغيل مثل هذه الوحدات يتم بطريقة إلكترونية خالصة أساسها هو الأقمار الصناعية التجسسية، وهى "أفاق 5،6،7 "، وسيتم إطلاق "أفاق8 " فى عام 2014، حيث تتبع الأقمار الكوابل الإلكترونية المصرية، ونقلها على شكل حزم معلوماتية، ويتم تفريغها بواسطة الوحدات التابعة للمخابرات الإسرائيلية.
وكشف فهمى عن أن هناك تعاونا بين المخابرات الأمريكية والإسرائيلية فى تحليل المعلومات التى يحصلون عليها عبر "فيس بوك"، حيث إن قاعدة تشغيل الأقمار الصناعية التجسسية الإسرائيلية مقرها ولاية فلوريدا.
وعن السبب الرئيسى فى كشف إسرائيل لهذه الوحدة ذات المهام الحساسة، قال "فهمى" إنها رسالة واضحة من المخابرات الإسرائيلية، مفادها هو أنها تمتلك قدرات هائلة، ومن يستطيع التوصل لمثل هذه القدرات فليفعل، مشيراً إلى أن رئيس الموساد الحالى "تامير بريدو"، صرح بأنه لن يخفى القدرات الهائلة للجهاز لوسائل الإعلام الإسرائيلية، لأن الكشف عنها يعنى الوصول إلى مرحلة أعلى بكثير، وهو نفس تصريح رئيس المخابرات الحربية "أفيف كوخفى".
ومن جانبه، قال اللواء سامح سيف اليزل مدير مركز الجمهورية للدراسات الإستراتيجية، أن الأجهزة الأمنية المصرية لديها علم بإنشاء هذه الوحدات منذ 12 عاما، موضحاً أن جميع أجهزة المخابرات فى العالم لديها مثل هذه الوحدات والكشف عنها ليس بالجديد.
وأضاف "سيف اليزل" أن وحدة "حتسف" تابعة لجهاز الأمن العام الإسرائيلى "الشاباك" وليس المخابرات العسكرية الإسرائيلية "أمان"، مثلما ذكر فى التقرير العبرى، مشيراً إلى أن الأجهزة المخابراتية الإسرائيلية الثلاثة لديها تنسيق كبير فى تبادل المعلومات.
وأكد أن مثل هذه الوحدات الاستخباراتية تقوم بجمع المعلومات عبر مواقع التواصل الاجتماعى، وبعدها تمر بثلاث مراحل، هى تنقية وتحقيق واستدلال، ويتم التأكد من صحتها كمعلومة مخابراتية بواسطة الوسائل السرية، ثم يتم نقلها بعد ذلك للمسئولين.
7/5/13421
https://telegram.me/buratha