التقارير/ وكالة أنباء براثا
دعا معهد المجلس الاطلسي الاميركي الذي كان يرأسه "تشاك هاغل" قبل تصديه لمنصب وزارة الدفاع الامريكية، في تقرير استراتيجي على اعتاب الجولة الثانية من المحادثات النووية بين ايران ومجموعة 5+1 في مدينة الماتا الكازاخستانية الى الغاء الحظر ضد ايران. *
ونشر القسم الخاص بشؤون ايران في معهد المجلس الاطلسي تقريرا جديدا تحت عنوان "آن الاوان لاعتماد الاستراتيجية بدل التكتيك مقابل ايران" عكس فيه نتائج عامين من البحث والتحقيق حول العديد من القضايا الاساسية المتعقلة بايران.
ويقترح القسم الخاص بايران في المعهد الاطسي والذي يرأسه السفير "ستيوارت آيزنشتات" بانتهاج استراتيجية طويلة الامد تمهد الارضية لخروج الحكومة الايرانية من الازمة النووية بشكل مشرف (حسب قوله)، وتؤدي في الوقت نفسه الى توطئة الارضية لتحسين العلاقات مع الشعب الايراني.
ويدعو التقرير في جانب اخر منه الى اجراء تغييرات على الحظر للتقليل من تاثيره على المواطنيين وكذلك تسهيل عملية التبادل التجاري والتواصل العملي والثقافي فضلا عن فتح مكتب دبلوماسي لرعاية المصالح الامريكية في طهران.
وفيما يؤيد التقرير الخيار العسكري ضد ايران باعتباره الخيار الاخير، يقترح خيارا لتسوية الازمة النووية من نتائجه الغاء الحظر المفروض على القطاعين النفطي والمالي الايرانيين في مقابل فرض قيود محددة على البرنامج النووي الايراني.
ويضيف التقرير: طبعا ان تحقيق اي تقدم رهن باعلان الحكومة الايرانية استعدادها للالتزام بالتعهدات الدولية والكف عن طموحاتها النووية.
والمقترحات التي يقدمها التقرير في هذا الخصوص هي كالتالي:
- وقف وتغيير مسار التقدم النووي العسكري الايراني (حسب زعمه) من خلال المفاوضات ومنها المفاوضات الثنائية. وفي هذا الاطار على ادارة اوباما ان تضع خطة ترتكز على مبدا "خطوة خطوة" تؤدي في النهاية الى الغاء الحظر المفروض على القطاعين النفطي والمالي الايرانيين. وفي المقابل على ايران ان توقف عمليات التخصيب عند مستوى 5 بالمائة وطموحاتها النووية العسكرية (حسب زعم التقرير) التي كانت لديها سابقا وقد تكون في الوقت الراهن.
- تحديد عدد من المؤسسات المالية الاهلية في ايران والولايات المتحدة باعتبارها القنوات المخولة للقيام بالعمليات التجارية والانسانية والتواصل التعليمي والدبلوماسي بترخيص من وزارة المالية الامريكية. ويرى التقرير ان مثل هذه الخطوة تسمح لشركات الادوية باصدار منتجاتها الى ايران دون خوف من تعرضها لاي غرامة او عقوبات. كما ان هذه الخطوة ستساعد الطلبة الجامعيين الايرانيين الذين يتابعون دراساتهم العليا في الولايات المتحدة.
- تقويض قدرات ايران على صعيد الاضرار بمصالح الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة. وفي هذا الاطار على الولايات المتحدة ان تنشط بقوة في منطقة الشرق الاوسط وتعمل على احياء مفاوضات التسوية بين العرب و"اسرائيل"، والاهم من ذلك العمل على بلورة معارضة منسجمة ضد حكومة الاسد في سوريا ودعمها. ويرى التقرير ان اسهام ايران في القضية السورية قد يكون امرا صعبا، ولكن على ادارة اوباما ان تشركها في المفاوضات المتعلقة بمستقبل افغانستان.
- اعاد صياغة الدبلوماسية الاميركية بهدف دعم التبادل العلمي والثقافي والرياضي مع ايران. ولتحقيق هذا الهدف ينبغي على الخارجية الاميركية انشاء قسم الكتروني خاص بالعلاقات العامة في ايران واحياء منصب مساعد وزير الخارجية في الشؤون الايرانية. كما على الولايات المتحدة ان تفتح مكتب لرعاية مصالحها في طهران بغية تسهيل عملية المساعدات وتمهيد الارضية للتواصل المباشر مع المسؤولين الايرانيين مع الحكومة الاميركية لاول مرة بعد ثلاثين عاما.
يشار الى ان التقرير يكشف عن ان الفريق المعني بشؤون ايران برئاسة السفير "ستيوارت ايزنشتات" يسعى الى القيام بتحليلات شاملة حول افاق السياسة الداخلية الايرانية وكذلك دورها على الصعيدين الاقليمي والدولي. والتقارير الواردة حول اللقاءات العلنية السرية مع الخبراء الايرانيين تشير الى ان الفريق الخاص بايران يسعى الى الحصول على اجوبة لبعض الاسئلة ومنها هل عناك عناصر داخلية واقليمية من شانها المساعدة في وضع اسس لتحسين العلاقات مع الغرب؟ وكيف يمكن للدبلوماسيين الاميركيين الاستفادة من هذه العناصر ان وجدت؟. والهدف هو الحصول على تقييم دقيق في خصوص التحديات المستقبلية. الفريق الخاص بشؤون ايران ومنذ تأسيسه في فبراير 2010 استضاف العديد من الجلسات التي ساهم فيها الخبراء، وقدم ستة تقارير استراتيجية حول الموضوعات المهمة المتعلقة بايران. يشار الى ان هذا الفريق هو جزء من مشروع مركز جنوب آسيا في المجلس الاطلسي.
"فردريك كمب" رئيس معهد المجلس الاطلسي والمدير التنفيذي يقول في مقدمة هذا التقرير الاستراتيجي، ان التحدي الاساس الذي تواجهه ادارة اوباما على صعيد السياسة الخارجية هو الحيلولة دون تحول ايران الى دولة نووية، الامر الذي من شأنه ان تكون له تداعيات اقليمية ودولية مستديمة. ومن هذا المنطلق وبسبب حساسية هذا الموضوع قام معهد المجلس الاطلسي بتشكيل فريق خاص بايران منذ عامين مهمته تقديم تقارير دقيقة حول القضايا المعقدة المعنية بايران ودراسة جميع الاحتمالات التي من شانها التمهيد لتسويات سلمية.
ويتابع "كمب" قائلا ان هذا التقرير الذي جرى صياغته من قبل كل من السفير "ستيوارت ايزنشتات" الذي عمل فيما سبق كرئيس مع "تشاك هاغل" السناتور السابق (قبل ان يرشح لمنصب وزارة الدفاع) و"شجاع نواز" مدير مركز جنوب آسيا و"باربرا سلافين" خبير معهد المجلس الاطلسي يستفيد من التقارير الستة السابقة للفريق الخاص بشؤون ايران ومن احداث سابقة. ويشتمل التقرير على العديد من القضايا المتعلقة بايران تم دراستها على مدى عامين وهي خطوة غير مسبوقة على هذا الصعيد، لان الابحاث السابقة ركزت بمجملها على القضايا المتعلقة بفاعلية العقوبات الاقتصادية على السياسة الداخلية الايرانية من جهة، وكيفية المعلومات حول البرنامج النووية الايراني، من جهة أخرى.
ويزعم التقرير ان الهدف من هذه الابحاث هو تحسين العلاقات مع الشعب الايراني وتمهيد الارضية لاقامة علاقات دبلوماسية مع الحكومة الايرانية، ان وافق هذا البلد بان يرضخ لبعض القيود حول برنامجه النووي والرد على بعض التساؤلات المثارة حول نشاطاته النووية الراهنة. كما بحث التقرير الخيار العسكري باعتباره حاجة ملحة لترهيب ايران وفي الوقت نفسه تداعياته الاقليمية والدولية الجادة. ويذهب التقرير الى ابعد مما قامت به التقارير السابقة التي تم اعدادها من قبل المؤسسات الامريكية الاخرى، حيث ينص على ضرورة تغيير الاساليب على صعيد التواصل بين الجانبين رغم عدم تسوية الازمة النووية الايرانية. ويامل معدو التقرير بان يساعد التقرير الراهن الساسة والعوام على اعتماد الاستراتيجية بدلا من التكتيك.
ويعاود التقرير الى التنويه بان هناك فرصة قصيرة امام اوباما لتسوية اهم القضايا الخارجية والامنية التي تواجهها بلاده سلميا ويضيف: نظرا الى التقدم النووي المتواصل لايران والادعاءات المتواصلة للرئيس اوباما حول انه لن يسمح لايران بامتلاك السلاح النووي، فان الاشهر المقبلة هي افضل فرصة لاختبار صدقية هذه التصريحات وهذا الامر بحاجة الى نقاشات دبلوماسية اكثر كثافة وحسابات دقيقة للتداعيات "الاقليمية والدولية" حيال موضوع الهجوم العسكري. كما ان مخزون ايران من اليورانيوم وقدراتها المتنامية في مجال التخصيب بنسبة نقاء اكبر هي من الامور التي بحاجة اخذها بنظر الاعتبار بشكل جاد.
ويتابع التقرير: رغم ذلك فان على الساسة الامريكيين وتزامنا مع هدفهم الذي يريدون تحقيقه على الامد القصير والمتمثل بتعطيل او تاخير النشاطات النووية الايرانية، اعتماد هدف طويل الامد يتمثل في الحيلولة دون النشاطات المقلقة لايران في المنطقة وفي نفس الوقت الاهتمام بموضوع التواصل مع شعب هذا البلد. فالسياسات الاميركية ومنذ امد طويل تركز على التكيتكات ولم تعتمد الاستراتيجيات الا قليلا .
وخلاصة القول هو ان القسم المعني بشؤون ايران في معهد المجلس الاطلسي يعتقد بضرورة:
- وقف التقدم الايراني في المجالات النووية عبر المفاوضات ومنها المفاوضات الثنائية المباشرة. ووضع خطة يبدا تنفيذها تدريجيا لتؤدي في النهاية الى الغاء الحظر النفطي والمالي المفروض على ايران. وفي المقابل على طهران ان تقبل بوضع قيود على تخزين اليورانيوم والاعلان عن مخزونها السابق وتقديم ضمانات بانها لا تمتلك اي مواد اولية او معدات سرية.
- العمل على تشكيل معارضة سورية منسجمة ودعمها فضلا عن احياء عملية السلام بين العرب و"اسرائيل" وتحسين علاقات الولايات المتحدة مع مصر وتركيا ودول الخليج الفارسي. كما على المنظرين الاميركيين ان يبذلوا طاقة اكبر لمساهمة ايران في القضية الافغانية، تلك القضية التي ساهمت فيها بشكل ايجابي في مؤتمر بيرن عام 2001. لان ايران قد تجد بعض المزايا في الحصول على مخرج للمشكلة الافغانية ذلك البلد الذي اثار مشاكل لها على صعيد المخدرات واللاجئين فضلا عن التحديات العسكرية.
- التواصل مع الشعب الايراني من خلال زيادة المساعدة عبر التبادل الاعلامي والتكنولوجي والعلمي والثقافي والرياضي والتواصل الدبلوماسي المباشر. كما ينبغي على ادراة اوباما ومن خلال فتح مكتب لرعاية المصالح الاميركية في طهران مثل المكتب الايراني في واشنطن ان تضاعف جهودها لتسهيل سفر الايرانيين الى اميريكا. ان القيام بمثل هذه الخطوة سيساعد الحكومة الاميركية على التعامل مع الايرانيين في بلدهم لكي تحصل على رؤية اوضح واكمل في خصوص القضايا الداخلية في ايران خدمة لتسوية القضايا المهمة المتعلقة بالحكومة الايرانية والعمل على استئناف العلاقات مع هذا البلد.
24/5/13411
https://telegram.me/buratha