وصف مسؤولون محليون في محافظة البصرة ترسيم الحدود البحرية بين العراق والكويت سيؤدي إلى تضييق ممرات الملاحة العراقية الرئيسية التي تمر منها صادرات البلد من النفط.
وظلت المخاوف تساور العراقيين منذ سنوات من أن يؤدي ميناء عملاق تعكف الكويت على إنشائه في الوقت الراهن في الجانب المقابل من الممر الملاحي إلى القضاء على مشروع ميناء الفاو الكبير الذي طال تأجيله بالقرب من البصرة في جنوب العراق.
وأدى الخلاف بخصوص موانئ الخليج إلى توتر العلاقات بين البلدين إذ تخشى بغداد من منافسة ميناء مبارك الكويتي الذي يمكن أن يؤدي إلى استبعاد موانئ العراق من حركة الواردات القادمة من أوروبا والشرق الأوسط ومن احتمال أن يتعدى الميناء الكويتي الجديد على مياه العراق الإقليمية ، لكن الكويت تنفي ذلك الاحتمال.
ويشترك البلدان في ممر بحري ضيق في الخليج ولا يزال الخلاف التاريخي بينهما مستمرا بخصوص حقوق النفط.
وقال انمار الصافي مدير العلاقات العامة بالشركة العامة لموانيء العراق "عندما ترسم الحدود خصوصا البحرية سيكون هناك مشكلة كبيرة لأنه الترسيم سيكون منصب على منطقة الإبحار هذه.. منطقة الإبحار هي بعمق القناة وعمق القناة سيكون في الجانب الكويتي أما المياه الضحلة ستكون في الجانب العراقي.. وهذه حقيقة مشكلة كبيرة ستشكلها مرور البواخر والسفن الداخلة للعراق من خلال عدة أمور منها سيكون الإبحار في الجانب الكويتي هذا مع الربابنة العراقيين سيشعر بحساسية كبيرة لرفع العلم الكويتي."
ويرى الصافي ضرورة إبرام معاهدة دولية في إطار عملية ترسيم الحدود للاتفاق على إدارة مشتركة للموانئ.
وقال "يجب أن يكون هناك على الأقل محكمة دولية أو دعوى لدى جهات مختصة بقضاء الموانئ وهذه حقيقة.. هناك معاهدات واتفاقيات ما بين كل الدول المتشاطئة.. هذه القرارات والمعاهدات هي التي يجب أن تؤخذ بنظر الاعتبار.. يجب أن تكون كل الاتفاقيات سائدة في هذا النهج لأنه النهج الصحيح الذي تعمل به كل دول العالم.. الكثير من الدول تشترك في قناة واحدة والعمل مشترك والإدارة مشتركة وهذا لن يحدث في عملية ترسيم الحدود والتي ستحدث خلال الأيام المقبلة."
ويعارض كثير من العراقيين اتفاقية ترسيم الحدود مع الكويت. ويقولون إنها سوف تغير مكان الخط بين البلدين وسوف تنتزع من العراق بعض أراضيه.
وقال مهدي عسكر مدير شركة الملاحة البحرية "أربعة موانئ مطلة على الجانب الكويتي وهي أم قصر الشمالي والجنوبي وميناء خور الزبير وميناء الغاز السائل باتت مهددة بأن تتعثر النشاطات الملاحية فيها بما سيؤثر على المداخيل المالية ويقلل من الإيرادات ويزيد في كلفة العمليات التصديرية من الموانئ."
وشهدت الأسابيع القليلة الماضية مصادمات بين المواطنين وقوات الشرطة في منطقة أم قصر خلال احتجاجات على ترسيم الحدود مع الكويت.
وثمة خطط عراقية وضعت منذ ما يزيد على 30 عاما لإنشاء ميناء في المياه العميقة في ممر خور عبد الله المائي في الجهة المقابلة لجزيرة بوبيان التي يجري فيها إنشاء الميناء الكويتي.
وأرجئ مشروع ميناء الفاو الكبير عدة مرات بسبب الحرب مع إيران في الثمانينات ثم غزو العراق للكويت في مطلع التسعينات ثم حرب الخليج الأولى ثم الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003 ثم الاضطرابات الطائفية بين الشيعة والسنة في العراق في أعقاب الغزو.
وقال عسكر "الحل الوحيد أنه على الحكومة العراقية القيام بإعداة حفر القناة من الجانب العراقي أو الإسراع بإنشاء ميناء الفاو حتى تحل هذه المشكلة. ميناء الفاو سيكون مفتوحا بشكل سيمكن العراق من ان يحل هذه المشكلة."
وأم قصر هو الميناء العراقي الوحيد في المياه العميقة ويستقبل 80 في المئة من واردات البلد ومنها الحبوب.
25/5/13404
https://telegram.me/buratha