تقرير :علاء كاظم العقابي
قد يصاب احدكم بالدهشة لسماعه خبر خارج عن المألوف وغير متوقع ،وقد تصاحب الدهشة الخوف والحزن والفرح والانبهار ،ونحن مقبلون على انتخابات مجالس المحافظات فلا داع للاستغراب من هذه الاخبار والوعود فقد يخرج احد المرشحين ويعلن عن برنامجه الانتخابي الذي سيوفر قطعة سكنية ومرتب بقدر مليون دينار لكل فرد وتعيين شخص من كل عائلة والقائمة تطول بالوعود..هذا ليس تحريض على عدم المشاركة بالانتخابات وانما تحذير من الوقوع بكذبة نيسان التي يقع ضحيتها العديد من الناس اليوم من وعود المرشحين .
في الأول من نيسان في كل عام تحصل مواقف كثيرة معظمها طريفة وبعضها محزن جراء كذب الناس في مثل هذا اليوم، قد نتسائل ما أصل هذه الكذبة المنتشرة في غالبية دول العالم باختلاف ألوانهم ومعتقداتهم وثقافاتهم أن "كذبة نيسان او أبريل" تقليد أوروبي قائم على المزاح يقوم فيه بعض الناس في اليوم الأول من أبريل بإطلاق الإشاعات أو الأكاذيب ويطلق على من يصدق هذه الإشاعات أو الأكاذيب اسم "ضحية كذبة أبريل".
وبدأت هذه العادة في فرنسا بعد تبني التقويم المعدل الذي وضعه شارل التاسع عام 1564 وكانت فرنسا أول دولة تعمل بهذا التقويم وحتى ذلك التاريخ كان الاحتفال بعيد رأس السنة يبدأ في يوم 21 مارس وينتهي في الأول من أبريل بعد أن يتبادل الناس هدايا عيد رأس السنة الجديدة.
في العراق
تزامن هذا العام ان تكون كذبة نيسان قبل 19 يوم من الانتخابات وقد يلتجأ العديد من المرشحين خلال هذه الايام الى اطلاق وعودا غير قادرين على تلبيتها وقد يستغلون اناسا ذو ثقافات وعقليات محدودة فيعدوهم مقابل انتخابهم بوعود غير منطقية وغير واقعية قد تتعدى صلاحيات البرلمان وليس صلاحيات المجالس المحلية فيجب عدم التصديق بالوعود الكبير غير الواقعية والجوء الى الشخصيات المعتدلة الواقعية والتي تتمتع بالمصداقية الشعبية .
وعود سرابية لم تتحقق بعد فوز ابو فلان
المواطن حسن رحيم بدأ حديثة مستاء من القوائم التي فازت في انتخابات مجالس المحافظات السابقة قائلا ان" الامل الذي زرعه المرشحون للانتخابات مجالس المحافظات السابقة ،في نفوسنا انتهى بعد مرور عاما واحدا حيث تبين ان اغلب تلك الوعود سرابية وغير واقعية بل حتى خارجه عن صلاحيات مجلس المحافظة في حين لم تنفذ الوعود الاخرى ،اذ وعدنا ابو فلان بانه سوف يعمل على خدمة اهالي المنطقة وسيباشر بتعبيد الطرق الرئيسية وسيوفر الماء الصالح للشرب وسيقوم بتعيين الشباب والكثير من الوعود الاخرى وبعد ذلك لم نرى ابو فلان ولم تعبد الطرق ولم يتحقق اي شيء اخر املي ان لايعد مرشحوا هذه الانتخابات بوعود هم غير قادرين على تلبيتها وان يفسحوا المجال الى الاكثر منهم مقدرة وخبرة لخدمة المواطن ".
اين ذهبت اصواتنا ؟؟؟
المواطنة عبير الشمري بينت ان" الكثير من السياسيين الذين حصلوا على منصب في الدولة كانوا قد وعدوا بتوزيع قطع للاراضي للعوائل الفقيرة وتشغيل النساء الارامل وادخالهن في دورات تدريبية مع مبالغ مادية وتشغيل الشباب العاطلين عن العمل وايضا توزيع مبالغ الارادات النفطية على العوائل جميع ذلك لم نلاحظ منه شئ على ارض الواقع وكانت فقط وعود للحصول على مناصب في الدولة ومنذ عام 2003 ولغاية يومنا هذا لم نلاحظ شيء يلوح في الافق ،ويبقى السؤال اين ذهبت اصواتنا التي ادلينا بها في اصعب الظروف الامنية ؟؟".
نفس الوجوه تريد العودة
ابو سمير مواطن بغدادي قال "سمعنا الكثير من الوعود للناخبين السابقين ممن وصلوا الى مجالس المحافظات والان هم بمراكز مهمة فيها وللاسف لمن اعطينا صوتنا لهم لتمثيلنا بالحكومات المحلية لكن ما ان تسنموا مناصبهم التي هي تكليف وليس تشريف تخلفوا عن وعودهم وحتى برامجهم التي على ضوئها منحنا لهم الثقة ،اننا نخشى ان يتكرر هذا الامر خاصة وان بعض الوجوه عادت ورشحت نفسها من محافظين ورؤساء مجالس محافظات وهم لم يقدموا اي شيء لمحافظاتهم ".
كما ان بعض المرشحين يطلقون وعود ويعلنون عن برامج هي ليس من صلاحيات مجالس المحافظات وانما تختص بالبرلمان او الحكومة الاتحادية ووزاراتها وكان الاجدر بهم الاطلاع جيدا ومعرفة صلاحياتهم اذا ما فازوا بالانتخابات .
فترة الانتخابات موسم لكذبة نيسان
الحقوقية رانية المكصوصي قالت : تعددت الاكاذيب والمصدر والهدف واحد، فالمواطن بات لا يحتاج الى بذل جهد لكشف الوعود الكاذبة المقدمة وخصوصا عند قرب ظهور هلال الانتخابات فيكون هذا موعداً عاماً لجميع المنتظرين له، ويمكن تسمية هذه الفترة بفترة الكذب المباح او موسم لكذبة نيسان لو صح التعبير، كي يتفنن ويبدع المرشحين بإطلاق الوعود التي لربما لا قدرة لهم على تحقيقها حتى وإن حاولوا ذلك في مخيلاتهم لكن لابأس فهم لايملكون إلا هي من اجل جذب المواطن الذي يتلهف ويتمنى ان يرى ولو شيئاً بسيطاً مّما تنطق بهِ ألسنتهم يترجم على ارض الواقع وفي النتيجة يبدو بأنه لا امل من ذلك .
وفي خضم الصراع الانتخابي والوعود المدرجة ضمن البرامج الانتخابية تبقى احلام المواطن العراقي معلقة في شخوص رأت ان هؤلاء هم من سيحقوقونها ،ولكن تبقى مخاوف لدى الكثيرين من تكرار تجربة السنين الماضية وهي عدم تحقيق اي شيء للمواطن الذي اصبح يفتقر لاشياء كان يملكها ،ومابقي سوى ايام وتنطلق الانتخابات وبعدها ستفرز الايام اجوبة وحقائق جديدة نأمل ان تكون ايجابية وليس كذبة نيسان.
https://telegram.me/buratha