التقارير

الدوحة : قمة العار والانهيار ...!!....بقلم : طه العامري * كاتب من أحرار اليمن


 

 في سابقة خطيرة وغير مسبوقة عقد بعض "العرب" قمتهم في العاصمة القطرية الدوحة برعاية "الناصر للصهاينة حمد بن خليفة" ..

حمد العاق لوالديه ولدينه ولامته ولعروبته ولهويته رعى " قمة العار والانهيار " حيث سلم مقعد الجمهورية العربية السورية لممثل العصابات الإجرامية وهي سابقة غير معهودة في تاريخ الجامعة حتى في زمن " العهر والانبطاح " الذي تميزت به " الجامعة" في عصر وزمان " كمب ديفيد" ..

بعيدا عن السفسطائية السياسية فإن الخطوة التي أقدمت عليها " دويلة قطر" أولا بتسليم مقر السفارة العربية السورية للعصابات الإرهابية والخطوة الثانية حين ترأست القمة العربية وسلمت مقعد سورية لذات العصابة هذا العمل المخالف لكل المواثيق الدولية ولميثاق " الجامعة العربية " التي هي " جامعة الدول العربية" ولم تكن يوما " جامعة للمعارضة " الشرعية ناهيكم عن عصابات إجرامية مسلحة كتلك التي تنسب كمعارضة في سورية ..هذا الفعل القطر ينم عن جهل وتخلف وحقد دفين وغيرة تستوطن حكام وشيوخ بعض المحميات الخليجية الدائرة في فلك المحاور الاستعمارية والكيان الصهيوني , وفعل كهذا كان يستدعي من مسئولي " الجامعة " احترام أنفسهم على أقل تقدير كون مثل هذا الفعل الغير مسبوق الذي فرضته المحميات الخليجية على " المتسولين على ابوابها من الحكام " المشاركين في " قمة" تفتقد لكل المبررات القانونية والشرعية والاخلاقية , ناهيكم أن التصرفات التي قامت وتقوم بها المحميات الخليجية فيما يتعلق بعضوية الجمهورية العربية السورية هو عمل مشين عاره يلحق بالجامعة وبمسئوليها الذين قبلوا على أنفسهم أن يكونوا مجرد موظفين لدى وزراء خارجية قطر والسعودية ,ثم أن ميثاق الجامعة وقوانينها ومعهم كل المواثيق الدولية ذات الصلة ابرزها معاهدة " جنيف" وكل المعاهدات والمواثيق الصادرة عن المجتمع الدولي والمنظمة لعلاقة الدول والحكومات ,كل هذه المواثيق والمعاهدات تجرم السلوك الخليجي المتصل بتسليم سفارة الجمهورية العربية السورية للعصابات الإرهابية _ أولا_ ثم تسليم مقعد سورية لذات العصابات في محاولة من حكام الخليج فرض خياراتهم الجاهلة والغبية التي لا تقوم على أسس قانونية أو اعتبارية بل رغبة في الانتصار للخيارات الصهيونية والامريكية ..

بيد أن قمة العار والانهيار التي شهدتها قطر كانت " مهزلة" بامتياز وظاهرة قوبلت بسخرية الجماهير العربية وازدرائها للقمة ولمن حضرها من " المتسولين" الذين لن يترددوا في بيع سيادتهم ومواقفهم واستقلالهم مقابل حفنة من المال الخليجي المدنس والذي لا يختلف عن أموال " المومسات" ..!!

لقد تجاهل هؤلاء الحكام ومعهم موظفي الجامعة حقيقة أن الجامعة كبيرة ومحترمة بوجود سورية بثقلها ودورها ومواقفها ورسالتها .. نعم الجامعة كبيرة ومحترمة بسورية فيما عظمة سورية تبقى دوما في مواقفها ودورها ورسالتها وهويتها الحضارية , سورية لم ينقص منها شيء بخروجها من الجامعة العبرية بل العكس لقد كسبت سورية بخروجها وخسرة الجامعة فدولة بحجم ومكانة سورية لا يشرفها مطلقا القاء في حضيرة العملاء والخونة والمرتهنين .. لقد ذهب ذات يوم امين هذه الجامعة إلى مجلس الأمن يستجديه ويتوسله بالتدخل العسكري المباشر ضد سورية الدولة والشعب والدور والقيادة تماما كما حدث مع ليبيا ..وكان المفترض قانونيا واخلاقيا من أمين عام الجامعة هو الدفاع عن سورية وسيادتها واستقرارها وهذا دوره ودور الجامعة التي يرأسها , لكنها العمالة والارتهان والمال المدنس الذي يغدق به أمراء " العهر" لموظفي الجامعة حتى قبلوا على أنفسهم أن يكونوا مجرد بيادق بيد الخونة من حكام الخليج لدرجة أن من يتابع مواقف موظفي الجامعة يقول حرفيا " ملعون ابوه المال " أن كان سيصل بالبعض لهذا المستوى من الانحطاط في المواقف والسلوك ..؟

سورية قطعا لن تخسر ولم تخسر بخروجها ن هذا " الماخور" المسمى ب" الجامعة العربية" التي لم تنصر يوما قضية قومية أو وطنية بل كانت ولا تزل وكرا للعمالة والخيانة والارتهان وحصان طروادة لكل من يريد استهداف الأمة وطنيا أو قوميا ..

لكن رب ضارة نافعة وخروج سورية من هذا " الماخور " يعني تميزها في زمان الارتهان وتفردها في عصر العمالة لتبقى سورية طاهرة نقية ثابتة شجاعة رائدة امتها , فسورية لم تخذل يوما امتها , حتى في احلك الأزمات , وسورية كانت ولا زالت وستبقى قلب العروبة النابض وواحة الفكر والتسامح وحاضرة الاديان وعنوان الفعل العربي المقاوم والواعي ..نعم ستبقى سورية صامدة فهي أكبر من الجامعة وأكبر من كل أولئك الذين " ابتاعوا الجامعة" وجيروها لخدمة مصالحهم ومصالح اسيادهم ..وليدرك العربي والغير نبيل إنه سقط في بئر " الخيانة" وسيلعنه التاريخ كما تلعنه الشعوب اليوم فالتاريخ لن يرحمه هو وكل من يصطف خلفه من موظفي الجامعة على أبواب المكارم الخليجية..؟

أن الإنسان موقف والمؤسسة دور ورسالة فأي موقف لأمين جامعة " العهر" ؟ وأي رسالة ودور لهذه المؤسسة التي كانت محترمة بسورية وبخروج سورية منها سقط احترام الناس ومهابتهم لهذه الجامعة التي صارت ملكية خاصة لحكام الخليج مثلها مثل اسطبلات الخيول والهجن تماما كما صار امينها العام وموظفيها مجرد أقنان لدى هؤلاء الحكام الذين يتصوروا أن المال يصنع المكانة والنفوذ وهو تصور خاطئ وغير صحيح فالمال لا قيمة له إلا عند أولئك الذين لا يفقهون شيئا عن قيم واخلاقيات الحياة أمثال نبيل العربي وموظفيه وامثال الحكام الذين هرولوا للدوحة بحثا عن مغارم ومكارم أمراء وحكام المحميات الخليجية أو حفاظا عليها ..تبا لهكذا حكام ولهكذا جامعة .. وستبقى سورية اكبر من كل هؤلاء ومن جامعة " عهرهم" ..!!

فقط أود الإشارة إلى أن قمة " الدوحة تستحق وبجدارة أن تكون " قمة العار والانهيار " فهي قمة " عار" بحكم القرارات والمواقف التي اتخذتها , وهي قمة " انهيار" لا ن بعد اليوم لن تقوم لها قائمة ويستحسن أن تلتحق بوزارة الخارجية القطرية أو السعودية لكن عيب أن تبقى تسمى ب" الجامعة العربية" إلا أن تم تخصيصها ومنحها لجماعة الإخوان المسلمين لتكون ضمن مرافقهم التعليمية الخاصة فهي فعلا تستحق أن تكون تبعهم وفيها تدرس "الخيانة والعمالة " وفق منهج " الإخوان " الغير مسلمين ..!!

16/5/13327

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك