أكد "آلان شويت" المسؤول السابق في جهاز المخابرات الفرنسية والخبير في الشؤون العربية والاسلامية أن اتخاذ قرار أوروبي خلال الأسابيع المقبلة برفع الحظر المفروض على توريد السلاح إلى ما يسمى بـ"المعارضة السورية" وفق ما طالب به الرئيس الفرنسي "فرانسوا هولاند" سيجعلنا خارج الشرعية الدولية في حالة لم يسبق لها مثيل .
وأضاف شويت في حديث لمجلة اللوبوان الفرنسية.. "أن الأمم المتحدة لم تعط الدول الأوروبية أي تفويض أو شرعية قانونية للتدخل في سوريا لأي سبب كان ولذلك ليس على الفرنسيين أو البريطانيين القيام بذلك فمنذ سنتين تقدم فرنسا المساعدات اللوجستية والتقنية لـما يسمى بـ"المعارضة السورية" كما انها تقوم بتدريبها عبر أجهزة خاصة وكذلك البريطانيون والأمريكيون اما هذه المرة بتوريدنا الأسلحة رسميا فاننا نمر إلى مرحلة أخرى" .
وأوضح أن الأمم المتحدة لم تعترف ما يسمى بـ "المعارضة السورية" متسائلا عن أي معارضة نتكلم وهي خليط ومنقسمة كما أن بينها ميليشيات من المتشددين تتفوق على الآخرين .
وقال شويت.. "إننا نسمع عن اسلحة دفاعية وهي لا تختلف بالنسبة لي عن الأسلحة الهجومية ولكن عندما نتحدث عن أسلحة غير فتاكة فمعناه اننا نلعب بالكلمات ولا أعرف لمن سنعطيها.. البعض من مسؤولينا السياسيين الفرنسيين يؤكدون أن الأجهزة الخاصة تعرف لمن ستعطى تلك الأسلحة ..
انني اعرف سوريا منذ 40 عاما وقد عملت في الأجهزة الخاصة 30 عاما وأؤكد أن هذا الأمر افتراضي والذي اراه على ارض الواقع أن هناك ما يسمى "الجيش الحر" مؤلفا من أشخاص فروا باتجاه تركيا ومسجلين في معسكرات عسكرية وهم تحت الاقامة الجبرية وممنوعون من الدخول إلى الأراضي السورية و كل ذلك من أجل ترك المكان للمجموعات "السلفية والجهادية" .
وشدد شويت على أنه عندما يعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بأنه سيرسل مساعدات عسكرية لأجانب يريدون إسقاط حكومتهم بالرغم من اعتراضات الهيئات الدولية فاننا ندخل شكلا جديدا وخطيرا وليس شرعيا على الصعيد الدولي .
من جهة أخرى كد الدكتور "وائل الحلقي" رئيس مجلس الوزراء عمق العلاقات السورية الروسية وتميزها في مختلف المجالات مبينا أنها تشهد تطورا مستمرا لما فيه مصلحة الشعبين الصديقين.
وأعرب الدكتور الحلقي خلال لقائه وفداً روسيا يضم إعلاميين ومحللين سياسيين ومفكرين برئاسة "الكسندر بروخانوف" رئيس تحرير مجلة زافترا عن تقدير الحكومة والشعب السوريين للموقف الروسي المبدئي والثابت في كل المحافل الدولية تجاه الاحداث التي تجري في سوريا ولا سيما الرفض الروسي لكل أشكال التدخل الخارجي في شؤون سورية الداخلية والدعوة إلى تفعيل عملية الحوار بين جميع أبناء الشعب السوري وبشكل يحفظ كيان الدولة وهيبتها وأمن واستقرار مواطنيها.
واشار رئيس مجلس الوزراء إلى أن سوريا تتعرض منذ سنتين لحرب كونية اقتصادية وسياسية وعسكرية وإعلامية تهدف إلى تحييد دورها المحوري في المنطقة واضعاف جيشها الوطني خدمة لإسرائيل وعملائها لافتا إلى أن قواتنا المسلحة الباسلة ستواصل القيام بواجبها الدستوري والاخلاقي والوطني في حماية المواطنين والتصدي للإرهابيين حتى تحقيق الأمن والاستقرار على كامل التراب الوطني.
من جانبهم عبر أعضاء الوفد الروسي عن تضامنهم مع سوريا ومساندة الشعب الروسي لها ضد المؤامرة التي تستهدف النيل من صمودها وتفتيت وحدتها الوطنية داعين كل الشعوب الحرة في العالم إلى دعم صمود سوريا والوقوف معها كونها تخوض حربا عالمية على الإرهاب.
وأكدوا ضرورة أن تتحلى وسائل الإعلام المختلفة بالمصداقية والشفافية في نقلها لحقيقة الاحداث التي تجري في سوريا وبشكل لا يتنافى مع مواثيق الشرف الصحفية.
وعلى صعيد ذي صلة أکد نائب وزير الخارجية والمغتربين السوري "فيصل المقداد" اليوم الاثنين ان التدخل الخارجي هو العنصر الأساسي في تأجيج ما يجري في سوريا.
وأکد المقداد خلال لقائه اليوم الاثنين وفدا روسيا ضم إعلاميين ومحللين سياسيين يزورون سوريا حاليا عمق العلاقات التي تربط سوريا مع روسيا الاتحادية.
وأشار المقداد إلي أن التدخل الخارجي هو العنصر الأساسي في تأجيج ما يجري في سوريا حاليا وبخاصة الدور الذي تقوم به ترکيا وبعض دول الخليج الفارسي في تدريب وايواء وتسليح وتمويل المجموعات الإرهابية المسلحة ومنها المرتبط بتنظيم القاعدة بهدف زعزعة الأمن والاستقرار في سوريا.
في هذه اثناء انتقد عضو المجلس الوطني لهيئة التنسيق الوطنية السورية المعارضة في دمشق السيد "صفوان عكاش" خطوة ما يسمى بالائتلاف الوطني السوري بالسعي لتشكيل حكومة مؤقتة معتبرا ان هذا الاجراء خطأ كبير .
واوضح عكاش : "لقد طالعتنا شاشات التلفزة بأن المعارضة السورية تجتمع في اسطنبول لانتخاب حكومة انتقالية ، وهذا الخبر يحتوي على ثلاثة اخطاء مقصودة" :
الخطأ الاول هو كلمة المعارضة ، بينما الذين يجتمعون في اسطنبول هم جزء من المعارضة وهناك من لا يتفق معهم .
والخطأ الثاني هو كلمة ينتخب ، بينما هؤلاء لا ينتخبون ، بل يعينون او يشكلون او يخترعون .. والارجح انهم يخترعون .
والخطأ الثالث كلمة حكومة انتقالية ، فلا يصح ان يُطلع وصف حكومة انتقالية على ما يصنعونه اليوم في اسطنبول ، فيمكنهم ان يقولوا حكومة منفى او مجلس قيادة ثورة او غير ذلك، اما الحكومة الانتقالية فهي مصطلح سياسي متفق عليه في بيان جنيف وهي تشكيل يجب ان يتم الاتفاق عليه بين المعارضة والنظام .
وتابع عكاش قائلا : ان هناك حتى في الائلاف نفسه من يقول بأن هذه الخطوة تتعارض مع العملية السياسية التي يقودها ويسعى اليها الاخضر الابراهيمي ، اي انها محاولة افشال لهذه العملية .
واضاف عضو المجلس الوطني لهيئة التنسيق الوطنية السورية المعارضة ان هذه الخطوة تحمل مخاطر تقسيمية رافضا ان تتحول سوريا الى سوريا شمالية وسوريا جنوبية .
وناشد صفوان عكاش جميع المعارضين والسياسيين السوريين ان يكونوا على قدر من المسؤولية الوطنية بحيث تُصب الجهود نحو العملية السياسية التي تؤذي بنا الى الانتقال الى نظام ديمقراطي وليس الى تشتيت الجهود ولا الى تقسيم البلد او اختراع حكومات ليس لها شروط أو ظروف واقعية .
وحول دعوات تسليح المعارضة التي ترفعها بريطانيا وفرنسا وبعض النواب الاميركيين قال القيادي في المعارضة السورية الداخلية : "اننا ندعو الى عملية سياسية ، ومن يدعو الى هذا يجب ان يدعو الى وقف التسليح لجميع الاطراف ، بمعنى ضرورة عدم دخول طلقة واحدة الى سوريا تؤذي الى مقتل أي سوري" .
أمريكيا أكد قائد أركان الجيش الأميركي "الجنرال مارتن دمبسي" أن الولايات المتحدة الأمريكية تواجه صعوبة متزايدة في معرفة الصورة الحقيقية ما يسمى لـ"لمعارضة السورية" و"أوجهها المتعددة"، معتبراً أن ذلك يستدعي التحرك "بحذر".
وقال الجنرال دمبسي "منذ حوالي ستة أشهر وصورة المعارضة مشوشة جداً في نظرنا، والآن أقول إنها أصبحت أكثر تشويشاً"، موضحاً "قبل ستة أشهر كان الوضع قليل الوضوح وكذلك عدد المجموعات (المعارضة)، واليوم تبدو هذه الأمور أقل وضوحاً".
واعترف دمبسي بأنه لا يعلم في هذه المرحلة ما هو الخيار العسكري الذي يمكن أن يتيح للولايات المتحدة إحتواء الوضع بشكل أفضل.
وأضاف "طالما أن الوضع هو على هذا المنوال، فإنني أنصح بالحذر في التحرك"، مضيفاً "نعتقد فعلاً أن الرد في سوريا يجب أن يأتي عبر شركاء لأن هناك احتمالاً أكبر في أن يستوعبوا بعض التعقيدات التي تفوتنا".
وكانت الولايات المتحدة التي تدعم ما يسمى بـ "المعارضة السورية" منذ آذار 2011 بداية الأزمة السورية، وضعت "جبهة النصرة" إحدى المجموعات المسلحة الارهابية التي تقاتل الجيش السوري على قائمة الإرهاب، حيث عبر محللون عن أن تزايد نفوذ مثل هذه المجموعات يثير قلق الأمريكيين.
في باكستان أكد الرئيس الباكستاني "آصف علي زرداري" ضرورة احترام سيادة سوريا وسلامة أراضيها مشيراً إلى أن أي تدخل خارجي فيها سيعقد الوضع وستكون له عواقب وخيمة على الدول المجاورة.
وقال "فرحة الله بابار" المتحدث باسم "زرداري" إن الرئيس "زرداري" أكد خلال لقائه الرئيس المصري "محمد مرسي" في إسلام أباد أمس أن حل الأزمة في سوريا يجب أن يكون سورياً وبقيادة السوريين أنفسهم مبدياً استعداد باكستان للعب دور في إيجاد حل سلمي للأزمة في سوريا".
ودعا الرئيس الباكستاني إلى العمل مع مصر لوقف العنف في سوريا مؤكداً أن البلدين سيعملان معاً بشكل وثيق من أجل السلام في المنطقة وخير الأمة الإسلامية.
..................
2/5/13319
https://telegram.me/buratha