التقارير

المحلل السياسي تشوسودوفسكي : تحت ستار "الحرب على الإرهاب" أميركا تدعم الإرهاب

1230 19:56:00 2013-03-16

 

المحلل السياسي ميشيل تشوسودوفسكي يقول ل "بريس تي ڤي" إن الولايات المتحدة تدعم الإرهابَ في سوريا تحت ستار "الحرب على الإرهاب". وزودت الولايات المتحدة وأوروبا المتطرفين الارهابيين المسلحين الذين يقاتلون داخل سوريا ضد الشعب والنظام العربي السوري بأسلحة من كرواتيا

كما يقول تقرير جديد للصحيفة الكرواتية "جوتارنجي ليست". وقال التقرير إن السعودية دفعت ثمنَ أسلحة تعود إلى زمن يوغوسلافيا السابقة بطلب من الولايات المتحدة. بدأت الأزمة السورية في آذار/مارس 2011 وقد قتل الكثير من الناس شيوخاً وأطفال ونساء أبرياء بما في ذلك أعداد كبيرة من عناصر الجيش والأمن.

وأجرى "بريس تي ڤي" مقابلة مع ميشيل تشوسودوفسكي الباحث في "مركز أبحاث العولمة" (مونتريال) لمناقشة الحرب الكونية على سوريا.

بريس: قدمت بريطانيا أسلحة بقيمة 13 مليون دولاراً للمتطرفين الارهابيين المسلحين في سوريا. وفي الوقت نفسه تقدم فرنسا والولايات المتحدة التدريب لهم. لماذا إذا لا تقول هذه البلدان علانيةً إنها تشن حرباً بالوكالة على سوريا وأن الهدف الرئيسي لا يتمثل في حقوق الإنسان أو الديمقراطية بل في إزاحة نظام بشار الأسد بأي ثمن؟

تشوسودوفسكي: أعتقد أن ما نشهده هو الطبيعة الإجرامية للسياسة الخارجية الأمريكية حيث يتم تقديم الدعم السري للإرهابيين لكي يشنوا حربَهم. إنها حربهم وهي عملية إجرامية بامتياز.

كنت أعتقد أن جون كيري, بعد توليه منصب وزير الخارجية سوف يفتش عن طريق دبلوماسي لكن ما حدث هو هذا الدعم المتزايد لإرهابيي "جبهة النصرة" الذين يشكلون في حقيقة الأمر  جنودَ التحالف العسكري الغربي على الأرض.

وعلينا أن نتذكر أن هذا ما حصل منذ اليوم الأول في درعا منذ حوالي سنتين في أواسط آذار/مارس 2011 عندما دخلت فرق الموت من البلدان المجاورة وبدأت بقتل المدنيين.

والطريقة الوحيدة التي يمكن فيها للولايات المتحدة وحلفائها المحافظة على شرعيتهم هي الاستغلال الفاضح للوقائع من قبل الإعلام الغربي.

إن إرهابيي النصرة هم الكيان العسكري الوحيد لأن مايسمي "الجيش الحر" – بصفته كياناً عسكريا أو فصيلاً عسكرياً – قد هزم وما تقدمه الولايات المتحدة وحلفاؤها مما يسمى المساعدة العسكرية غير الفتاكة إلى سوريا هو في الحقيقة آلاف الأطنان من الأسلحة المنقولة بالطائرات من كرواتيا ويرتقي إلى مستوى جرائم الحرب التي تكاد تصل إلى مستوى الإبادة الجماعية لأنها موجهة ضد شعب مدني برئ بأكمله.

بريس: بالتأكيد. الآن رئيس وكالة اللاجئين في الأمم المتحدة متواجد في تركيا وقد تحدث عن العنف الذي ينتشر ويوشك أن يؤدي إلى "انفجار" في الشرق الأوسط.

هل تعتقد أن الولايات المتحدة وحلفاءَها قد حسبوا حساب ذلك أم أنهم راغبون في المجازفة؟

تشوسودوفسكي: لديهم سيناريوهات عدة. التدخل العسكري المباشر موجود على لائحة البنتاغون بالتعاون مع تركيا وإسرائيل, منذ أشهر. من الضروري الإشارة هنا إلى أن المشاورات بين إسرائيل والبنتاغون في بروكسل تتمحور حول هذا الخيار وقد حصل ذلك الأسبوع الماضي عندما التقى الرئيس الإسرائيلي والوفد المرافق له مع مسؤولي الناتو التنفيذيين خلف الأبواب المغلقة.

لكننا في وضع تقوم فيه الولايات المتحدة بدعم الإرهاب تحت ستار ما يسمى بالحرب على الإرهاب والملفت للانتباه هو الأكاذيب الإعلامية التي تدعم هذه الرواية إلى درجة أن الناس لا تدرك أن إرهابيي النصرة هؤلاء هم في واقع الأمر مجرد أداة بيد التحالف العسكري الغربي.

والذي يحدث برأيي هوعملية تدمير لسورية كدولة قومية ذات سيادة. وهذا هو هدف التحالف العسكري الغربي واشنطن وبروكسل وحلفائها تركيا وإسرائيل وبالطبع  السعودية وقطر بالدرجة الأولى.

بريس: حسنا وبشكل سريع لو سمحت, سيد تشوسودوفسكي لا يبدو هذا مشابهاً لما رأيناه في أفغانستان عندما قامت الولايات المتحدة بتسليح بعض المجموعات لمقاتلة السوفييت الذين غزوا أفغانستان هذه المجموعات التي أصبحت قوات "طالبان" فيما بعد "القاعدة" التي أصبحت "مشكلة" للولايات المتحدة وحربها المزعومة على الإرهاب.

هل تعتقد أن هذه نهاية اللعبة بالنسبة إلى الولايات المتحدة؟

تشوسودوفسكي: في الواقع يشكل تجنيد فرق الموت جزأ من أجندة أمريكية عسكرية قديمة تتمتع بتاريخ طويل. إنها عملية بشعة تتمثل في تمويل ودعم الألوية الإرهابية وتعود جذورها إلى حرب فيتنام أي أنها معروفة قبل الحرب في أفغانستان. ولكن نعم القاعدة هي من صنع "وكالة الاستخبارات المركزية". الجميع يعرف ذلك.

ولا تزال القاعدة أحد الأصول الاستخباراتية المدعومة من قبل الولايات المتحدة والتي يتم استخدامها لزعزعة البلدان السيادية إضافة إلى شن هجمات إرهابية نيابة عن التحالف العسكري الغربي.

نحن نتكلم هنا عن تجريم الدولة الأمريكية نتكلم عن حكومات تخلت عن كافة التزاماتها بقيمة الحياة الإنسانية. نستطيع أن نرى ذلك من خلال الاغتيالات التي يتم تنفيذها في الولايات المتحدة الآن والتي أضحت شرعية إلى آخره.

هذه إذا هي أجندة الولايات المتحدة الأمريكية. إنها مرحلة محزنة من التاريخ العالمي.

21/5/13316

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك