التقارير/ وكالة أنباء براثا
«لا تقتربوا من قناة السويس». تحذير لم يتردد الجيش المصري في توجيهه، سواء أكان في مواجهة المحتجين الذين حاولوا الاقتراب من المجرى الملاحي للقناة أول من أمس، أم السياسيين والمستثمرين، كما جرى قبل أشهر، بعد تصاعد الحديث عن سباق قطري - إماراتي للاستحواذ على مشاريع تطوير القناة التي يرى فيها الإخوان المسلمون منقذاً اقتصادياً.
جاءت الجولة التي قام بها قائد الجيش الثاني الميداني المصري، اللواء أركان حرب "أحمد وصفي"، في قناة السويس أول أمس، بالتزامن مع تأكيد الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، أن القناة خط أحمر، لتعيد تسليط الضوء على الأهمية القصوى للقناة التي تعدّ من أهم الممرات الملاحية حول العالم، إن لم يكن أهمها على الإطلاق.
ولذلك أيضاً لم تكن مستغربة الزيارة التي قام وزير الدفاع "عبد الفتاح السيسي"، في كانون الثاني الماضي، عقب حديث الرئيس "محمد مرسي" عمّا يعرف بمشروع تطوير المجرى الملاحي لقناة السويس بوصفه مشروع مصر القومي المقبل.
تأتي أهمية قناة السويس على المستوى السياسي والاقتصادي والعسكري من موقعها، إذ تعتبر أهم شريان مائي للتجارة العالمية بين الشرق والغرب، لكونها أسرع طريق يوصل النفط الخليجي إلى أوروبا والولايات المتحدة.ولطالما كانت أحد أسلحة مصر الاستراتيجية على مدى كبير من الزمن، بدءاً من معركة تأميمها وخوض القوى الاستعمارية (فرنسا _ إنكلترا _ إسرائيل) حرباً في 1956 من أجلها، ثم استخدام مصر لها كورقة ضغط في حرب 1973، فضلاً عمّا تدرّه من دخل على مصر يعدّ الأهم في مصادر الدخل القومي بمبلغ، قدّر عام 2011 _ 2012 بحوالى 5 مليارات دولار.ولذلك لا يعود مستغرباً أن تكون القناة اليوم هي الحاضر الغائب في الكثير من الأحاديث الجادة التي تتعلق بمستقبل مصر والمنطقة بأسرها.
وتدور الأحاديث عن صراع قطري _ إماراتي بشأن انعكاسات المشروع على كل منهما. فالاستثمارات القطرية في مصر تأخذ منحى تصاعدياً، ووجود يد اقتصادية طولى للقطريين في مصر قد ظهر بشكل جدي مع تصريحات رئيس الوزراء القطري، حمد بن جاسم، «بأن قطر لن تترك مصر تسقط اقتصادياً»
لكن هذا كله قد لا يعني شيئاً مهماً مقارنةً مع ما يتردد عن رغبة القطريين في الاستحواذ على نسبة كبيرة من استثمارات الإماراتيين في منطقة السويس.
أن قطر تتمنى إبعاد موانئ دبي عن هذه المنطقة، مشيراً إلى أن عدداً من مشاكل العمال ومشاكل المناطق الصناعية في السويس وما حولها تتكاثر في الآونة الأخيرة بعدما دخل العمال في إضرابات متكررة عن العمل للمطالبة بتحسين ظروفهم. وهو ما يهيّئ الفرصة للرفض الإماراتي في الأوساط العاملة إذا ما طرحت مقارنة بين الطرفين.
الاستثمارات القطرية في السويس وما حولها أصبحت ظاهرة بقوة من حيث فتح مجالات للاستثمار أو شراء مصانع وشركات من قبل رجال أعمال قطريين.
في المقابل، تخشى الإمارات من إمكان السيطرة القطرية على المشروع، على اعتبار أنه سيكون ضربة إضافية للمشروع الاماراتي الهادف إلى الحضور بنجاح في مناطق استراتيجية من العالم.
وهو المشروع الذي تلقّى أكثر من ضربة في الأعوام الماضية، وآخرها اضطرار موانئ دبي قبل أشهر إلى التخلي عن كامل حصتها في شركة «دبي وعدن للتطوير» بعد أربع سنوات من إدارة موانئ عدن اليمنية التي تعد المحور الاستراتيجي المؤثر في منطقة القرن الأفريقي.
ويضاف إلى ذلك فشل الامارات عام 2006 في الفوز بمناقصة إدارة 6 من الموانئ الأميركية لأسباب تتعلق بالأمن القومي الأميركي.
..................
4/5/13312
https://telegram.me/buratha