التقارير/ وكالة أنباء براثا
تحاول موسكو تأكيد علاقاتها مجدداً مع طهران، باعتبارها حليفًا جيوسياسيًا، وذلك في وقت تسعى إلى توطيد العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والثقافية مع الجمهورية الإسلامية. قال نيكولاي ليفيشيف نائب رئيس مجلس الدوما الروسي ورئيس مجموعة الصداقة البرلمانية الروسية - الإيرانية، إن موسكو ستزيد من تقاربها مع طهران
في مواجهة الضغوط المتزايدة من جانب الغرب لتشديد العقوبات ضد برنامجها النووي. وأوضحت تقارير صحافية أميركية بهذا الخصوص أن إعادة تأكيد ليفيشيف على تلك العلاقة، في أعقاب اجتماع أجراه أخيرًا مع نظيره الإيراني علي لاريجاني، رئيس البرلمان الإيراني، قد تشير إلى الغرب كذلك إلى أن أية جهود يتم بذلها للقيام بعملية عسكرية ضد إيران بسبب برنامجها النووي سوف تلقى معارضة من جانب موسكو.
وسبق للكرملين أن قام بتطوير أول مفاعل نووي لإيران في بوشهر، وأرسل إلى هناك ما يقرب من 1500 مسؤول فني، وهو ما سيحول، كما هو مفترض، دون حدوث أي هجوم عسكري يستهدف المنشأة من دون حدوث تداعيات دولية تتسم بالخطورة.
لا للعقوبات الأحادية
وأضاف ليفيشيف أن موسكو تعترض على فرض أي عقوبات أحادية الجانب ضد الجمهورية الإسلامية بخصوص برنامجها النووي، وهو الموقف الذي تتبناه بشكل دائم، رغم أن الكرملين سبق له أن أيّد، وهو في غاية الأسف، عقوبات أممية قبل عامين.
تعتزم تلك الدول التي تعرف بمجموعة 5 + 1 أن تواصل مناقشاتها عمّا قريب في ألماتي في كازاخستان، للبحث عن طرق يمكن أن توقف بها مساعي إيران الخاصة بنشاطها النووي.
لفت في هذا الصدد موقع وورلد نيت دايلي الإخباري الأميركي إلى أن الغرب يأمل أن يتوصل إلى تفاهم مع إيران في مواجهة المخاوف المتجددة من جانب إسرائيل بخصوص برنامج إيران النووي، الذي ترى تل أبيب أنه غطاء لتطوير أسلحة نووية.
وسبق لإسرائيل أن هددت في الماضي بالقيام بعمل عسكري، غير أن الحديث عن أمور كهذه قد تراجع خلال الآونة الأخيرة، وإن كان لا يزال خياراً، في حالة لم تؤت العقوبات والجهود الدبلوماسية مع الجانب الإيراني بأية نتائج ايجابية للغرب ولإسرائيل.
حق سلمي مشروع... ومخاوف
مع هذا، فقد أعربت إسرائيل مرة أخرى عن مخاوفها بخصوص حقيقة اقتراب إيران من خطوة تطوير السلاح النووي. في حين بادرت إيران من جانبها بنفي ما يثار عن سعيها إلى تطوير سلاح نووي، رغم أنها تؤكد من خلال برنامجها المتعلق بالتخصيب أنه يحق لها مواصلة مثل هذه المساعي بصفتها دولة موقِّعَة على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية وبصفتها عضواً في الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
مع هذا كذلك، فإن إسرائيل تعتبر الجهة الأكثر صخباً في إطلاق تلك النوعية من التهديدات المرتبطة بقصف مفاعلات إيران النووية، حتى على الرغم من رفضها الاعتراف ببرنامجها الخاص بالأسلحة النووية، فضلاً عن أن إسرائيل ليست دولة موقعة على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، وليست عضواً في الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
أما علاقات موسكو بطهران فقد ازدادت متانة عقب الدعم الذي قدمته إلى سوريا، التي تعد حليفاً لإيران. وينظر الكرملين إلى إيران باعتبارها شريكًا مهمًا من الناحية الاستراتيجية نظراً إلى ما تقدمه من دعم دائم ومتواصل للنظام العربي السوري المقاوم.
12/5/13307
https://telegram.me/buratha