التقارير

دور زمرة خلق الدموية في فوضى العراق...بقلم: محسن عباس لو

1660 10:08:00 2013-03-03

 

منذ هجوم أمريكا وحلفائها على العراق وسقوط حكومة الدكتاتور صدام حسين عام 2003م، يمر العراق بمرحلة من الاضطرابات والعنف، ونظرا لهذه الاوضاع السائدة عليه وبأخذ النظر لنوع السياسة التي ينتهجها لاعبو السياسة في ساحته فانه وللأسف الشديد لا يمكن تصور أن هذا البلد سيشهد السلام والاستقرار التام في المستقبل القريب.

يمكن تقسيم المؤثرين في الساحة السياسية العراقية إلى عدة مجاميع :

المجموعة الأولى: تشمل الأحزاب والتيارات والقوميات العراقية المتعددة. العراق بلد يضم قوميات متعددة ومذاهب مختلفة فمن الناحية المذهبية يشكل الشيعة الأكثرية فيه يأتي بعدهم السنة في المرتبة الثانية.

ومن الناحية القومية فان العرب يليهم الكرد يشكلون اكبر قوميتين في العراق، ونظرا لهذا التشكيل القومي _ المذهبي في هذا البلد المسلم راح كل من هذه التيارات القومية والمذهبية يسعى وراء النيل وإحقاق حقوقهم والحصول على حصتهم في السلطة. إن اعترفت هذه التيارات بالواقع الموجود في البلد وتفكر بالمصلحة الوطنية وبعراق موحد، فان هذا سيوفر أرضية لاستقرار وامن هذا البلد المتأزم.

لكن وللأسف الشديد فان أي من هذه الجماعات القومية المذهبية لم تقتنع بحقها وكل منها لها ادعاءاتها الخاصة. العرب السنة حكموا العراق لمئات السنين وليس لديهم الآن الاستعداد بقبول حقوق الأكثرية الموجودة في العراق، الشيعة يزعمون أنهم الأكثرية في البلد وضُيّعت حقوقهم لمئات السنين إذن يطالبون بأكثر الحصص، الكرد اكبر قومية بعد العرب في العراق يزعمون أنهم وعلى مدى التاريخ تعرضوا للظلم لذا فقد آن الوقت لاستعادة حقوقهم المسلوبة.

لا يمكن نفي أي من هذه الحقائق، لكن يا ليت هذه التيارات القومية المذهبية تتمكن من الاصطفاف سوية وبدلا عن الخلافات والنزاعات القومية المذهبية التفكير بمصالحهم الوطنية وبعراق موحد الأمر الذي لم يتحقق لحد الآن والذي يعد احد أسباب ظهور الاضطرابات والفوضى في العراق.

البعثيين المندحرين (غالبيتهم من السنة) يلعبون دورا بارزا في هذا المجال (الفوضى). إضافة إلى ذلك هناك جماعات قومية ومذهبية أخرى في العراق كالتركمان والمسيحيين الذين يمثلون أقليات ليس لهم دور مهما في تغيير أوضاع العراق.

المجموعة الثانية: وتشمل الدول التي تبحث عن مصالحها في العراق.

بنظر أمريكا وبريطانيا أنهما المنتصران في حرب الخليج الفارسي الثانية. لذا يرون وجوب تواجدهم في هذا البلد من اجل تحقيق مصالحهم.

إن عمل هذه الدول وخاصة أمريكا بعد سقوط حكومة صدام حسين يناقض ادعاءاتهم. فأمريكا وبذريعة القضاء على أسلحة الدمار الشامل وإحلال الديمقراطية هجمت على هذا البلد، لكنهم لم يعثروا على أسلحة الدمار الشامل فيه، ثم أن الحكومة العراقية المنتخبة من قبل الشعب العراقي هي الأخرى لم تطابق رغبات الإدارة الأمريكية ومن وجهة نظر حكام البيت الأبيض فان هذه الحكومة لا يمكنها أن تكون ضامنة لمصالح أمريكا في العراق ومنطقة الشرق الأوسط.

السبب الرئيسي لهذا الأمر حسب وجهة نظر الإدارة الأمريكية هو تقارب هذه الحكومة مع الجمهورية الإسلامية في إيران وعلاقاتها الحسنة معها إذن المنتصر الحقيقي في هذه الحرب هي حكومة الجمهورية الإسلامية في إيران.

إن بإحلال الأمن والاستقرار في العراق لم تعد هناك ذريعة بعد لتواجد القوات الأجنبية فيه حينها ومن البديهي ستصب الاضطرابات والفوضى المؤدية لعدم السيطرة على الأوضاع الراهنة في صالح الإدارة الأمريكية.

 

إضافة لأمريكا فان تحمل دول المنطقة السنية لحكومة بأكثرية شيعية والاعتراف بها رسميا هو غير ممكن، إن هذه الدول تعتبر استقرار وقدرة مثل هذه الحكومة هو تهديدا استراتيجيا لها. لذا فهي تلجأ لدعم الجماعات الفوضوية السنية من اجل زعزعة استقرار العراق.

إن وضع الجمهورية الإسلامية في إيران هو صعب أيضا حيث إن وجود عراق ينعم باستقرار وحكومة بأغلبية شيعية مقتدرة ويتمتع بعلاقات جيدة مع الجمهورية الإسلامية في إيران كل ذلك يعود بالنفع على الجمهورية الإسلامية في إيران، لكن عراق مستقر قد يكون مشجعا لأعداء الحكومة الإيرانية للتحشيد وإدامة الحروب في المنطقة وقد تكون الجمهورية الإسلامية في إيران هدفه التالي.

لذا فان بقاء وإشغال الماكينة الحربية لدول الاحتلال في العراق سيكون بحد ذاته مانعا من استمرار مغامرات الاحتلال في المنطقة. وبذلك فباستقرار الوضع الأمني في العراق أم بعدمه فانه سيعود بالنفع لصالح حكومة الجمهورية الإسلامية في إيران.

المجموعة الثالثة: وتشمل المنظمات والمجموعات التي تبحث عن أهداف ومصالح لها في العراق وطبيعة أكثرها غير عراقية.

عند سرد لهذه التيارات أول ما يتبادر للذهن هو تنظيم القاعدة، هذا التنظيم الإرهابي الذي تحمل ضربات موجعة من أمريكا في أفغانستان فوجد ألان من العراق أرضية مناسبة للانتقام وتصفية حساباته، وأكثر الساسة يعدونه هذه الجماعة بالمصدر الرئيسي للاضطرابات في العراق لكن يشك في ذلك، لا لان هذا التنظيم الإرهابي ليس له يد في انعدام الأمن. بل لان عمل وفعاليات هذه الجماعة وعلى العموم يصب في صالح الإدارة الأمريكية وأهدافها بعيدة الأمد في الشرق الأوسط. يجب أن لا ننسى أن نتيجة عمل هذا التنظيم كان ذريعة الإدارة الأمريكية للهجوم على أفغانستان ثم العراق هادفة من وراء ذلك التحكم بمصادر الطاقة الموجودة في المنطقة ولهذا فان متشددوا البيت الأبيض يعتقدون بفضل هذه الجماعة عليهم، رغم أن الأحداث التي تلت لم تكن وفق رغباتهم.

كل هذا في جانب وعمل زمرة التخريب المعادية للشعب (زمرة خلق) في العراق في جانب، يوجب الاهتمام به بشكل خاص هذه الزمرة الشريرة هي أكثر التيارات التي تستخدم العنف المعروفة المتواجدة في العراق.

زمرة العنف والتأزم متواجدة في العراق منذ ثلاثة عقود وبشكل فاعل، العراق كان وبصورة مستمرة المركز الرئيسي لتخطيط وإدارة العمليات الإرهابية لهذه الزمرة خلال العقود الثلاثة الماضية.

علاوة على ما تلقاه الأبرياء من الشعب الإيراني من ضربات على يد هذه الزمرة كان لهذه التشكيلات عدوة البشر دورا فاعلا في قمع الشعب العراقي أيضا، فمن الواضح جدا انه وبعد الإطاحة بالحكومة المدافعة الرئيسية بصورة دائمية عن زمرة خلق أي حكومة صدام حسين أصبح وجود هذه الزمرة بالعراق في خطر.

الأحزاب والتيارات التي وصلت الحكم بعد سقوط نظام صدام حسين في العراق كانت فيما مضى تتمتع بدعم الجمهورية الإسلامية في إيران دائما وان الكثير من قادة هذه التيارات قد أقام لفترات طويلة في إيران لذا فأنهم يعتبرون إن لإيران الفضل على أحزابهم وتياراتهم هذه ومن البديهي هم على علاقات حسنة مع الجمهورية الإسلامية.

وهذا ما سيكلف زمرة رجوي ثمنا باهضا. وفي حال اقتدار مثل هذه الحكومة واستقرار الوضع الأمني لم يعد هناك بعد أي مكان لهذه التشكيلات العنيفة ومولدة الارهاب، تجدر الإشارة إلى انه ولحد الآن أي وبعد سقوط نظام الأب الروحي لزمرة خلق (أي صدام حسين) تلقت هذه الزمرة ضربات موجعة كثيرة وكنماذج على ذلك انفصال أكثر من ثلث أعضائها عن تشكيلاتها وفقدانها معسكر العمل الإجباري (اشرف سابقا).

إن استقرار الوضع الأمني في العراق هو بمثابة طلقة الرحمة في نعش هذه الزمرة المزلزل لذا فعلى قادة هذه التشكيلات إن يعكروا الوضع ومستلزمات ذلك هو إظهار الانعدام الأمني والعمليات الإرهابية وتكثيفها في العراق لأنه في مثل هذه الظروف يتمكن قادة وأمراء هذه الزمرة ادامة حياة تشكيلاتهم الحربية عدة أيام أخر والحد من تشتتها وتدميرها بشكل نهائي. نشير هنا إلى بعض النماذج المشئومة من إعمال زمرة رجوي في العراق :

1- إثارة الفتن والخلافات الحزبية والقومية والمذهبية وتشجيع الأحزاب والأوساط العراقية المختلفة وحثها التمرد والعصيان على الحكومة العراقية الشعبية القانونية.

2- تعاونها الأمني مع القوات الأمريكية والقيام بعمليات تجسيسة لمصالح تلك القوات، وهدف القوات الأمريكية من هذا التعاون هو التعرف على ما يسمى بقوات القدس لحرس الثورة المتواجدة في العراق حسب زعم القوات الأمريكية.

3- التعاون المتبادل والمتقارب مع قوات تنظيم القاعدة المتواجدة في العراق.

4- اللقاءات المتتالية والمتبادلة لمسئولي الزمرة مع مسئولي الدول السنية في المنطقة والتي يتم خلالها التنسيق اللوجستي والمالي بين مسئولي الزمرة وهؤلاء المسؤولين السنة العرب من اجل التخطيط وتنفيذ أعمال العنف وتكثيفها في العراق.

ما هذه إلا نماذج من جرائم كثيرة لزمرة رجوي التخريبية في العراق، جرائم ثمنها إراقة دماء عشرات الأبرياء من أبناء الشعب العراقي. لكن قائد وكبار مسئولي الزمرة يرون إن استمرار بقاء تشكيلاتهم اللا إنسانية متوقف على القتل والدمار في العراق ولذا فان قائد وأمراء هذه الزمرة وبسبب ذاتهم العميلة (أصبحوا أداة ودمى بيد الآخرين)، رغم أنهم ومنذ سنوات كانوا ولازالوا أدوات بيد الآخرين.

 

11/5/13303

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك