شهدت العاصمة " السعودية الرياض" مؤخرا مؤتمرا دوليا " لمكافحة الإرهاب" شاركت فيه قرابة " 59 دولة " فرغت نفسها لمناقشة قضية أو ظاهرة " الإرهاب الدولي" وآليات مكافحته وهذا فعل لوا تعلمون عظيم فجميعنا ضد " الإرهاب" بكل صوره وأشكاله تحت أي مسمى كان , لكن المشكلة في التعاطي المزدوج حد السخرية المقززة في التعاطي مع الظاهرة من قبل "بعض الأنظمة الدولية" التي تفسر الإرهاب بحسب قناعتها ورغباتها مع أن الإرهاب إرهاب له كل الصفات المعروفة التي لا تجعله محل جدل بل أن الإرهاب هو الظاهرة الوحيدة في الكون الذي لا يحتاج تعريفه للاجتهاد والتفسير ..
غير أن المثير أن النظام السعودي الذي رعى واحتفظن المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب هو ذاته يمارس الإرهاب كنظام ضد مواطنيه والمقيمين فيه وحتى ضد زوار المشاعر المقدسة , وهو كدولة يمارس الإرهاب ويموله ويدرب عناصره ويسلحهم ويرسل بهم إلى أكثر من دولة أبرزها الجمهورية العربية السورية التي ومنذ عامين تعانى من الإرهاب "السعودي" بل أن نظام " آل سعود" سخر كل قدراته السياسية والمالية والدبلوماسية والإعلامية والاستخبارية والامنية ليمارس من خلال كل هذه العوامل والقدرات إرهابا منظما ضد الجمهورية العربية السورية شعبا ودولة نظاما ومؤسسات ..فالخراب الذي حدث بسورية والقتل اليومي المنظم والممنهج جزءا كبيرا منه هو صناعة "سعودية" بامتياز ..!! وبالتالي لا جدوى ولا قيمة لدولة ونظام يحتضنان مؤتمرا دوليا لمكافحة الإرهاب فيما هما يصنعان الإرهاب ويغذيان عوامل بقائه وتمدده في هذا الدولة أو تلك وعلى مراء ومسمع من كل العالم الذي لا يجهل الدور " الإرهابي" القذر لنظام آل سعود والوهابية في سورية وما يعاني منه الشعب العربي في سورية جراء هذا الإرهاب الذي يعصف بكيانه وبمقوماته وقدراته وأمنه واستقراره بفعل نظام آل سعودي الشريك الأكبر والرئيسي في سفك الدم العربي السوري .. لهذا كيف يكون مؤتمر مكافحة الإرهاب برعاية نظام مهمته صناعة الإرهاب لمواطنيه الذين يعيشون في كنف القهر والخوف والرعب من أجهزته القمعية أو لدول الجوار كما هو الحال في البحرين واليمن اللتان تعانيان وشعبهما من إرهاب وتسلط وهيمنة وجبروت نظام آل سعود أو كما هو الحال في سورية التي يضربها الإرهاب منذ عامين وبتمويل نظام آل سعود الذي باحتضانه لمؤتمر مكافحة الإرهاب أنما يمارس وقاحة ما بعدها وقاحة ..؟!!
ما لفت نظري وأنا اتابع تصريحات المسئولين في نظام آل سعود هو الحملة الإعلامية التي شنت خلال أعمال المؤتمر والتي تتصل بالمزاعم القائلة أن " إيران " هربت اسلحة إلى اليمن وهو فعل غير مقبول أن صدقت الرواية والمزاعم وغير مستحب الجهر به أن كان الأمر مجرد فبركات استخبارية الغاية منها تحقيق أهداف غير منظورة لهذا المحور الإقليمي أو ذاك فاليمن ليست بيدق بيد هذه المحاور ولا شعبها يقبل على نفسه أن يكون مطية لهذه المحاور الباحثة عن مكاسب رخيصة على حساب أمن واستقرار الشعوب .. !!
بعيد عن هذا دعوني اقف أمام تصريحات المسئولين في نظام آل سعود الذين اعتبروا تهريب الاسلحة الإيرانية إلى اليمن " جريمة إرهابية" وهو كذلك أن صدقت مزاعمهم ومزاعم من يتبنى مثل هذا القول , لكن بالمقابل نشكر المسئولين في نظام آل سعود على هذا التوضيح والتعريف الحاسم للجريمة ونتساءل بالمقابل عن موقفهم من الدور الذي يقوموا به منذ عامين ضد الشعب العربي في سورية وهم المعروفين لكل العالم أنهم يمولوا ويدعموا ويدربوا ويسلحوا العصابات المسلحة التي ترعب الشعب العربي في سورية وتنزل فيه قتلا وذبحا مع التكبير والمجاهرة بأنهم يجاهدوا في سبيل الله ..؟؟ نعم كيف يفسر المسئولين في نظام آل سعود هذا التناقض المشين والمثير للسخرية والقرف والذي يضعهم في دائرة الكذب البين الذي لا يحتاج إلى تبرير كما هو الإرهاب الذي يضرب سورية إرهابا دوليا منظما تموله السعودية وثلة من الدول الحليفة معها والمشاركة للأسف في مؤتمر مكافحة الإرهاب الذي تحول إلى مسمى " مطاطي وفضفاض" تتاجر به دول وأنظمة مثل السعودية وحلفائها وتكتوي به دول وشعوب مثل سورية واليمن والبحرين ثم تزعم الدول المصنعة والمنتجة والممولة للإرهاب أنها تكافح الإرهاب كحال تركيا التي أقرت وتزامنا مع مؤتمر مكافحة الإرهاب في الرياض قانونا يكافح تمويل الإرهاب ..؟!!
هذا التناقض الصارخ في المواقف والسلوكيات يمكن أن نقبله من أفراد لكن من دول وأنظمة فهذا يجسد حقيقة انحطاط هذه الدول وانظمتها وابرزها نظام آل سعود الذي يعيش شعبه برعب وخوف وقهر وتسلط وبقوة الاجهزة الاستخبارية والعسكرية يحكم ويفرض نظامه القمعي الديكتاتوري على الشعب وفيه 80% لا يطيق ولا يرغب بحكم آل سعود المتخلف الذي اتخذ الدين ستارا للممارسات عبثه وارتهانه وتبعيته واليوم يتخذ من ظاهرة الإرهاب ذريعة لتلميع صورته القبيحة أمام اسياده في أمريكا وأوروبا مع أن مواطن في أصغر مدينة في نجد والحجاز أو في الشرقية كفيل بأن يفضح حقيقة هذا النظام العفن والمأجور والمعادي وعدو الدين وقيمه والعروبة واخلاقياتها بل أن نظام السعودي يستحق وبجدارة لقب عدو الإنسانية والحياة ..؟!!
الأمر لا يختلف في الواقع التركي عنه في الواقع السعودي فكل النظامين سدنة في بلاط " الصهاينة" وخداما أوفيا لها ولي أهدافها المناهضة والمناقضة والمدمرة لأهداف الأمة العربية ووجودها والمتصادمة مع كل القيم والمفاهيم والاخلاقيات الإسلامية ..
إذ كيف يجرؤ هو المسئولين في نظام أل سعود من الحديث في وصف عملية "تهريب سلاح" بانها " عملية إرهابية" فيما هم يصنعون الإرهاب ويمولوا انشطته ويدربوا عناصر ويدفعوا المال ويشتروا السلاح ويدفعوا بكل هذا الإجرام لسفك الدم العربي السوري ثم يستنكروا أدنى غلطة أن حدثت من الأخر هذا أن صحت غلطة الأخر ..؟ اليس هذا عيب ووقاحة وقلة حياء ..؟
أن نظام آل سعود ومع احترامي للقارئ الكريم يشبه " العاهرة " التي تلقى على أسماع الناس محاضرة في " الإخلاف الحميدة والقيم" ..!!
نعم ليس ثمة تفسير أخر يليق بهذا النظام وبالنظام التركي وبكل نظام يمارس " العهر" ثم يحدث الناس عن الفضيلة ..!!
2/5/13222
https://telegram.me/buratha