أصبحت الكتائب في سورية تتشكل على أساس جنسيات المنتمين إليها، إذ بعد كتيبة "التونسيين" وكتيبة "المغاربة" اللتين تشكلتا ضمن إطار جبهة النصرة، شهدت الأيام السابقة تشكيل كتيبة "الشيشانيين" بزعامة الأمير أبو عمر الشيشاني (الصورة أعلاه)، وهذا إن دلَّ على شيء فإنما يدل على ازدياد أعداد المهاجرين العرب والأجانب الموجودين في سورية، إلى درجة تسمح لهم بتشكيل كتائب كاملة بحسب الجنسيات التي ينتمون إليها.
ويعتبر الشيشانيون من أكثر المقاتلين خطورة بسبب الخبرة القتالية العالية التي اكتسبوها من محاربتهم الجيش الروسي على مدى سنوات طويلة.
وكانت تركيا تقدم المساعدات للمجاهدين الشيشان أثناء قتالهم ضد الروس وتورطت الحكومة التركية في معظم نشاطاتهم السرية، وهي اليوم تقدم لهم ضد الحكومة السورية نفس المساعدات إن لم يكن أكثر.
وتشير تقارير إعلامية إلى أن بريطانيا قد تكون متورطة في نقل الشيشانيين إلى سورية، ففي 23 كانون الثاني الماضي غادرت مجموعة من الشيشانيين مطار هيثرو إلى اسطنبول لتتسلل بعدها إل سورية والانضمام إلى المجاهدين. وقد كتبت صحيفة الغارديان في أيلول أن الشيشان الذين يقاتلون في سوريا هم "من الأفضل تنظيما ويظهرون شجاعة كبيرة".
وقد كان لافتاً أن تصدر منذ أيام فتوى هامة من إمارة القوقاز الاسلامية تستهدف الحد من نزيف الرجال الذي تعاني منه بسبب هجرة أبنائها للجهاد في سورية بينما هي أحوج ما تكون إليهم بحسب ما جاء في حيثيات الفتوى.
وقالت الفتوى: " كما هو ظاهر أن الجهاد في بلاد الشام لا يقصره الرجال، ولكن هناك قصور في الإمدادات العسكرية والأموال، هذا يجعل قتال إخواننا القوقازيين في الشام فرض كفاية. فهم يتركون فرض العين، ومنشغلون بقتال النصيرية في الشام الذي هو فرض كفاية. إن الموقف من ذلك المجاهد هو كالذي يصلي السنة ويترك الصلاة الواجبة".
ويتساءل مصدر الفتوى: هل وقعت الكفاية في القوقاز حتى يذهب بعض الشباب للقتال في بلاد الشام؟
ويجيب: "من الواضح للعيان أنه لم تقع الكفاية في القوقاز، وفرض العين على إخواننا هو الجهاد في القوقاز ضد العدو الذي هاجم أرضهم. ويجب أن يكونوا منشغلين بالقتال ضده، وليس أن يجاهدوا حيث يريدون".
ولكن الفتوى من جهة أخرى، تركت الباب موارباً بحيث قدمت الذريعة للسماح بهجرة أعداد معينة من الشيشانيين إلى أرض الشام دون أن يعتبر ذلك مخالفة لمضمون الفتوى الأساسي القاضي بمنعه، حيث أكدت أنه يمكن لبعض شباب القوقاز الذهاب للجهاد في الشام من أجل منفعة معُيَنة للجهاد في بلاده. مثلا، اكتساب الخبرة العسكرية والتدريب العسكري الذين يصعب أن يحصلوا عليه في بلادهم". ولا يخفى ما تنطوي عليه هذه الفقرة من مغالطة كبيرة لأنه من المعروف أن الشيشانيين هم أصحاب الباع الطويل والخبرة الكبيرة في الجهاد الذي مضى عليهم في ممارسته سنيناً طويلة ضد القوات الروسية.
وأخيراً تذكر الأنباء أن عدد عناصر كتيبة الشيشانيين التي تشكلت في شمال حلب يبلغ حوالي خمسين شيشانياً ومعظمهم من ذوي الخبرة القتالية العالية، وقد شاركت هذه الكتيبة في الكثير من الاشتباكات الدائرة في المنطقة وربما أهمها محاولة اقتحام المشفى الفرنسي، والهجوم ضد كتيبة الدفاع الجوي في حندرات.
6/5/13214
https://telegram.me/buratha