عادل الجبوري
عبرت اوساط سياسية وبرلمانية عراقية عن رفضها القاطع لاي زيارة يقوم بها رجل الدين القطري-المصري يوسف القرضاي للعراق تحت أي مسمى، واعتبرت تلك الاوساط ان مثل تلك الزيارة لو تمت فعلا فأنها ستكون عبارة عن فتنة ليس الا، بسبب النهج التكفيري للقرضاوى ومواقفه المعادية للشعب العراقي، وتصريحاته المستمرة التي ساهمت في اذكاء الشد والجذب الطائفي في الساحة العراقية في فترة من الزمن.
وتحدثت مصادر عديدة خلال الايام القلائل الماضية عن زيارة مرتقبة من المزمع ان يقوم بها رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يوسف القرضاوي الى العراق بناء على دعوة رسمية من رئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني، الامر الذي نفاه بشدة النائب عن التحالف الكردستاني في البرلمان العراقي فرهاد الاتروشي، في حين رأى النائب الاخر حسن جهاد "ان دعوة السيد مسعود البارزاني لرجل الدين يوسف القرضاوي ليست استفزازا انما دعاه لكونه شخصية عالمية ودينية".
ويقول النائب عن كتلة المواطن في التحالف الوطني العراقي علي شبر "ان الجميع يعرف من هو القرضاوي وما هو فكره التكفيري الطائفي، وان مجيئه للعراق سيثير مشاكل وسيعمل القرضاوي على تحشيد بعض الجهات للتظاهر من اجل عدم استتباب الامن في العراق، وان على جميع الكتل السياسية ان ترفض هذه الزيارة لانها تعد تجاوزاً على حق وسيادة العراق".
وبينما اشارت مصادر مطلعة الى ان القرضاوي سيزور محافظة الانبار وسيلقي خطابا في المتظاهرين هناك، اكد محمد الصيهود عضو ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي انه "لايمكن ليوسف القرضاوي دخول محافظة الانبار الا متسللا ، وفي هذه الحالة ينبغي على الحكومة القاء القبض عليه".
في حين وصف الامين العام للكتلة البيضاء في البرلمان جمال البطيخ زيارة يوسف القرضاوي الى العراق بالمثيرة للفتن وانها ستصب الزيت على النار، وستعزز مشاريع تقسيم العراق".ويضيف البطيخ قائلا "ان القرضاوي رجل غير مرحب به من قبل العقلاء من العراقيين".
في غضون ذلك نقلت مواقع اخبارية عراقية ان وفدا دينيا يمثل القرضاوي برئاسة الشيخ سعد بن عبد الله الحميد وصل الى مدينة الموصل قادما من مدينة اربيل التي وصلها عبر تركيا، والتقى بزعامات دينية في مقر ديوان الوقف السني هناك للتهيئة لزيارة يوسف القرضاوي، والذي ينوي زيارة تجمعات المتظاهرين في الرمادي والموصل والقاء كلمات فيها لرفع معنوياتهم ودعم مطاليبهم.ولم يصدر حتى الان اي تأكيد او نفي رسمي من اقليم كردستان بشأن زيارة القرضاوي للاقليم، بيد ان تصريحات بعض السياسيين والمسؤولين الاكراد تشير ضمنا الى وجود خطوات فعلية لزيارة القرضاوي، اما ديوان الوقف السني فهو الاخر لم يدلي بأي تصريح بشأن الاخبار المتداولة بخصوص الزيارة المتوقعة.
وترى بعض الاوساط السياسية والدينية ان العلاقات المتأزمة بين الحكومة الاتحادية واقليم كردستان يمكن ان تدفع الاخير الى توجيه دعوات لشخصيات لها مواقف سلبية من الحكومة العراقية ومن مجمل العملية السياسية في العراقية، لزيارة الاقليم ومنه الى مدن ومناطق اخرى، كما حصل في زيارة وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو قبل عدة شهور الى اربيل، ومنها زار مدينة كركوك من دون حصول اي تنسيق مع الحكومة الاتحادية في بغداد.
في مقابل ذلك ترى اوساط اخرى ان ردود الفعل الحادة من قبل قوى وتيارات سياسية وشعبية قد تؤدي الى صرف النظر عن القيام بالزيارة.
وتجدر الاشارة الى الموقع الرسمي للقرضاوي على شبكة الانترنت كان قد نقل خبرا مفاده ان الاخير استقبل بمكتبه يوم الاربعاء الماضي مستشار رئيس اقليم كردستان لشؤون الاعلام كفاح سنجاري، الذي نقل له تحيات البارزاني، وقدم له شكر الشعب الكردي على جهوده وجهود الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في خدمة الاسلام والمسلمين، وابلغ سنجاري الشيخ القرضاوي رسالة شفوية من البارزاني تتضمن دعوته لزيارة الاقليم.
وكانت شخصيات سياسية عديدة، بعضها مثيرة للجدل قد زارت اقليم كردستان خلال العام الماضي، مثل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، ورئيس حزب الكتائب امين الجميل.
https://telegram.me/buratha