التقارير

مواطنون : العاصمة تغرق ...وأمانة بغداد كـ ( الأطرش بالزفة)

1356 19:25:00 2013-01-30

حيدر سهر

بات المواطن البغدادي يترقب شاشة التلفاز بحذر شديد ما بين حالة الطقس والحالة السياسية للبلد فما أن تبشر نشرة الأنواء الجوية بتساقط الأمطار على العاصمة حتى يصاب بالقلق والخوف من غرق مناطق سكناهم كما حدث في الأيام الماضية حين سقطت الأمطار وأصابت العاصمة بالشلل التام نتيجة لغرق معظم شوارعها وأحيائها حتى إن الحكومة قررت تعطيل الدوام الرسمي لوزارات الدولة. أما في الحالة السياسية فالمواطن البغدادي أصبح يتابع الأخبار السياسية ويراقب الأزمة الحاصلة حالياً وآستمرار تظاهرات المناطق الغربية وما سينجم عنها مستقبلاً.

فمن جهة يتخوف المواطن أن تأتي أمطار هذه الايام التي أعلنت عنها دائرة الأنواء الجوية كما حدث في سابقتها، فمع نزول قطرات المطر على أغلب مناطق العراق لاحظنا غرق أغلبية الشوارع الرئيسية ، كما يتخوف الشارع البغدادي أن تقف امانة بغداد وكعادتها عاجزة عن إيجاد أي حل لهذه المشكلة .

وقد عبّر مواطنون عن إستيائهم من عدم سيطرة أمانة بغداد على مياه الأمطار وآعتبروها (كالأطرش بالزفة) فهمي لا تقوم بأي عمل من أجل سحب المياه عن الشوارع أو إيجاد حلول جديدة وجدية لمعالجة هذا الأمر وظلت واقفة (كالمتفرج) مع إطلاقها لتبريرات غير مقنعة للمواطن المسكين.

ومن جهة أخرى يبقى المواطن البغدادي قلقاً من الشحن الطائفي الذي يقوم به بعض النواب من خلال إطلاقهم للتصريحات والتهريجات والتي تسببت بأزمة سياسية ألقت بظلالها المخيفة على الشارع البغدادي. فمع بروز موجة التظاهرات التي عمت أغلب المناطق الغربية خاصة في الانبار ونينوى وصلاح الدين وخروجها عن مطالبها في تحسين الخدمات وإطلاق سراح المعتقلين الأبرياء وغيرها من المطالب المشروعة ، برز ركوب أغلب السياسيين والبرلمانيين وبعض الوزراء لموجة التظاهرات ممن يضعون رجلاً في الحكومة وأخرى في المعارضة وقاموا بتحويل التظاهرات إلى نزعات طائفية كي يستفيدوا منها في الانتخابات المقبلة .

أضف الى ذلك إستغلال المجاميع المسلحة والارهابية من أزلام البعث وإرهابيي تنظيم القاعدة هذه التظاهرات حيث اندس أغلب عناصر هذه التنظيمات فيها من أجل جر البلاد الى حرب طائفية وهذا ما عكسه التوجه الطائفي لهذه التظاهرات من خلال حمل أعلام النظام المباد ورايات القاعدة واللافتات الطائفية وإطلاق الشعارات التي تركت المطاليب الجماهيرية المشروعة وراحت تطالب باسقاط الحكومة كونها (صفوية) أي إنها تمثل الشيعة .

إن أغلبية البغداديين يتخوفون من أن تلقي هذه التظاهرات بظلالها على الوضع الأمني في بغداد وأن تعود أيام الحواجز الوهمية والخطف على الهوية .. بعدما حققت الحكومة نجاحات كبيرة على الصعيد الأمني في العاصمة وطهّرت معظم المناطق من المجاميع المسلحة وبات المواطن البغدادي يتمتع بالامن والسلام ويتنقل من مكان لآخر دون حذر وبعدما أصبح الوضع الاقتصادي والامني بحالة جيدة .

مصطفى علي أحد سكنة منطقة السيدية قال : في عام 2006 كانت منطقتنا محاطة بالحواجز الكونكريتية وكانت مدينة أشباح بسبب سيطرة المجاميع الارهابية عليها وكنا ندخل اليها ونخرج منها ونحن نردد الشهادتين خوفاً من أن تستهدفنا المجاميع المسلحة التي كانت تسيطر عليها حيث كانوا يستهدفون جميع سكان المدينة ولا يهمهم إن كان المستهدف شيخاً أم صبياً أم امراة حتى إننا آضطررنا لترك منازلنا خوفاً من القتل . وقد تغير الحال حين بدأت القوات الامنية بالتدخل للقضاء على المجاميع الارهابية حيث قامت بتطهير المنطقة من هذه المجاميع وقامت بارجاع السكان الى منازلهم وأصبحت المنطقة هادئة يعمها السلام والوئام حتى إن الحكومة قامت بازالة الحواجز الكونكريتية عن المنطقة كي تسهل خروج ودخول الاهالي من والى منازلهم.

ويضيف مصطفى في الأونة الاخيرة ومع التجاذبات السياسية التي لا دخل لنا فيها ومع بروز التظاهرات التي في أغلبها تقاد من قبل بعض المحسوبين على رجال الدين من المتشددين بدأنا نشعر بالقلق من أن تنتقل هذه الصراعات الى مدننا مستغلين غطاء الدين في غسل أدمغة بعض الشباب كي يخرجوا بتظاهرات تشل الحركة وتعطل الحياة في المدينة وتعود المجاميع المسلحة للسيطرة على مدننا.

أما في ما يتعلق بهطول الامطار في هذه الايام على العاصمة قال مصطفى : تعاني أغلب مناطق بغداد وبما فيها محلته من تحول شوارعها الى بركة للسباحة مع بداية سقوط الامطار واستغرب من عدم جدية أمانة بغداد في إيجاد حلول لهذه المشكلة معبراً عن قلقه من استمرار الامطار لعدة أيام وهذا ما سيتسبب بغرق منازل أغلب المواطنين . وناشد الحكومة المركزية بسرعة التدخل والقيام بالاجراءات السريعة من أجل وضع الحلول الناجعة لهذه المشكلة الأزلية.

اما لمياء محمد فقد استهلت كلامها بنبرة حزن شديدة وقالت : يحز بأنفسنا أن يقوم بعض السياسيين الذين خسروا شعبيتهم بإستغلال تظاهرات الأنبار ويوظفونها طائفياً كي يحققوا مآرب دول أخرى تريد زعزة واستقرار العراق، وتضيف إن الشارع العراقي وخاصة البغدادي قد أدرك هذه اللعبة التي يراد بها خلق الفتنة بين أبناء الوطن الواحد واستدركت قائلة بأن العراق دولة ديمقراطية والحكومة قد ولدت نتيجة لعملية انتخابية ومن يريد أن يغير الحكومة عليه اللجوء الى الانتخابات المقبلة والاحتكام الى صناديق الاقتراع . وناشدت لمياء الحكومة بالعمل على منع أي مظاهر مسلحة لأي جهة كانت كي لا يعود الوضع الأمني الى الوراء كما إن على القوات الأمنية أن تضرب بيد من حديد على كل من يريد أن يزعزع أمن بغداد أو أية مدينة أو بقعة من أرض العراق .

وفي ما يتعلق بتساقط الامطار على العاصمة قالت لمياء: تعودت على أخذ احتياطاتي عند خروجي صباحاً الى الجامعة وذلك عند سماعي بهطول الامطار فأقوم بلبس الجينز كي استطيع ان اتحرك في حال غرق الشوارع ... وأضافت نحن كنساء لا نستطيع التكيف مع هذه الظاهرة بسبب ملبسنا وجميع صديقاتي الطالبات يقفن عاجزات أمام غرق الجامعة فلا نملك سوى الاستنجاد بالآخرين من أجل وضع الحلول كي نعود الى البيت ، واضافت إن أمانة بغداد (كالاطرش بالزفة) لا تحرك ساكناً.

إضافة الى ذلك ناشد مواطنون امتنعوا عن ذكر اسمائهم بأن تجد الحكومة حلاً سريعاً للازمة السياسية الدائرة حالياً وطالبوها بتحقيق مطالب المتظاهرين المشروعة دون التفريق بين أحد منهم وفق الدستور والقانون وأضافوا بأن على الحكومة ان تتعامل بجدية مع مطالب الجميع كي تقطع الطريق على كل من يريد خلق الفتنة واستغلال هذه التظاهرات للمصالح الحزبية والطائفية والفئوية الضيقة ، أما في ما يتعلق بغرق أغلبية الشوارع نتيجة الامطار فقالوا إن على الحكومة وضع خطة جديدة وعليها القيام بتحسين شبكات الصرف الصحفي وإنشاء بحيرات وسدود من أجل الاستفادة من هذه الأمطار بالشكل الأفضل.

حيدر سهر

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك