التقارير / وكالة انباء براثا
هل تقود الثورات فى العالم العربى إلى موجات جديدة من الإرهاب فى المنطقة ؟ ومن المعروف أن ظاهرة الإرهاب كانت قد شهدت ذروة نشاطها فى تسعينيات القرن الماضى وانحسرت لعدة سنوات بسبب تشديد القبضة الأمنية …
هل يعتبر البعض وصول الأنظمة الدينية إلى الحكم بيئة خصبة لعودة الإرهاب كما ظهر مؤخرا فى شبه جزيرة سيناء حيث نشطت الجماعات التكفيرية والجهادية ؟
أسئلة تطرح نفسها بشدة وسط حالة من القلق فى الأوساط النخبوية والشعبية على السواء فى العالم العربى … بينما يعتقد آخرون أن وصول الجماعات الدينية إلى سدة الحكم ربما يكون أفضل الحلول لمواجهة موجات الإرهاب باسم الدين وستكون أكثر فاعلية فى مواجهة هذا المرض العضال الذى يقلق كل دول العالم .
ويعتقد البعض أن الولايات المتحدة ساندت وصول الجماعات الدينية إلى السلطة فى العالم العربى من هذا المنظور باعتبارهم قادرين أكثر على مواجهة الحركات الراديكالية وامتصاص الشحن الدينى فى المنطقة العربية .
ويقول الخبير السياسى عمرو الشوبكى أن خطر الإرهاب مازال قائما ويهدد العالم العربى ودول العالم أجمع وقد وجدنا أن انهيار الانظمة القمعية كان بداية انتعاش جديد لموجات الإرهاب خاصة تنظيم القاعدة الذى مارس أعمالا واسعة فى العراق وسيناء وغيرها .
وأشار إلى أن الإفراج عن الكثير من العناصر الجهادية والتكفيرية فى السعودية و مصر أحدث قلقا واسعا بأن هناك تحضيرا لموجات جديدة من العنف والتكفير خاصة أن لديهم قناعة بأن الانظمة الجديدة ستساندهم وتبرر أعمالهم .
وأوضح أن الانظمة الجديدة الدينية فى اختبار حرج، وعليها أن تتبرأ من كل الأنشطة الإرهابية وتثبت أنها أشد غلظة على الارهاب والإرهابيين لتفتح صفحة جديدة فى تاريخ الشعوب قائمة على المواطنة واحترام التنوع ورفض الإرهاب وأعمال العنف .
وتقول دراسة لمجلس وزارء الداخلية العرب أن هناك حاجة الى تعزيز علاقات التعاون بين الدول العربية في مجال الوقاية من الأعمال الإرهابية ومكافحتها.
وقالت الامانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب، إن مسؤولي اجهزة مكافحة الإرهاب العرب طالبوا الدول العربية بالاهتمام بتطورات ظاهرة الإرهاب، والسعي الى اعتماد مفهوم الشرطة المجتمعية.
ودعوا الدول العربية الى تشديد الرقابة على حركة تحويل الأموال وعمل المصارف، وإلى تنظيم عمل الجمعيات الخيرية في تقديم الهبات والتبرعات بما يساعد على تقييد حرية جماعات الدعم والإسناد في تمويل الأنشطة الإرهابية.
كما طالبوا أيضا باتخاذ الإجراءات التشريعية والإدارية بما يضمن ضبط عمليات بيع واستعمال شرائح الهاتف الجوال، والعمل على وقف الخطوط المشبوهة للحيلولة دون استعمالها في الأنشطة الإرهابية.
وأشارت الدراسة إلى عدد من المسائل الأمنية المرتبطة بمكافحة الإرهاب، منها “العوامل التي تساعد في نشوء الجماعات الإرهابية، وانتشارها، وتجنيد عناصرها، والسبل الكفيلة بمواجهتها”، و”دور شبكات الدعم والإسناد في نشاط الجماعات الإرهابية وطرق التصدي له”.
وبحثت كذلك “تأثير العائلة في نشوء الشخصية الإرهابية، وفي التوبة والكف عن أعمال الإرهاب”، إلى جانب استعراض تجارب عدد من الدول العربية في مكافحة الإرهاب.
وشددت على أهمية توثيق العلاقة بين أجهزة التنمية والأجهزة الأمنية في الدول العربية وتسليط الضوء على مهددات التنمية في الوطن العربي وتفعيل دور المؤسسات الاجتماعية في مواجهة الإرهاب والوقوف على نتائج بعض التجارب العربية والدولية في مواجهة الإرهاب.
وأشارت الى ضرورة بحث تأثير الإرهاب على المنجزات التنموية، ودور مؤسسات المجتمع المدني في مواجهة الإرهاب، وتمويل الأنشطة الإرهابية وآثاره على التنمية، ودور المؤسسات الاجتماعية والحكومية
19/5/1317
https://telegram.me/buratha